logo

لجنة الاصلاح النسائية في باقة الغربية تبذل قصارى جهودها للحفاظ على الرباط المقدس : ‘تقليد الغرب، فردية وأنانية من الاسباب الشائعة للطلاق‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
11-09-2024 15:07:32 اخر تحديث: 15-09-2024 15:16:32

أعربت رئيسة لجنة الصلح النسائية في باقة الغربية والناشطة الاجتماعية الحاجة صبحية نغنغي، في حديث لقناة هلا وموقع بانيت عن قلقها من ارتفاع حالات الطلاق

في المجتمع العربي. وقالت الحاجة نغنغي ان اللجنة تبذل قصارى جهودها للحفاظ على الرباط المقدس ومنع الطلاق بين الازواج. 

وقالت الحاجة صبحية نغنغي في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا : "لجنة الصلح النسائية في باقة الغربية تشكّلت استجابةً لاحتياجات مختلفة في عملية الصلح. فالنساء غالبًا ما يجدن أنفسهن قادرات على مناقشة مواضيع معينة بصدق وشفافية أكبر مقارنة بالرجال، وهو ما دفع اللجنة الرجالية للاستعانة بالنساء عند التعامل مع قضايا معقدة. من هنا جاءت الفكرة، بأن دور المرأة في الصلح ليس أقل أهمية من دور الرجل، بل على العكس، تدخل المرأة في هذه الحالات يُحدث فارقا كبيرًا".

ومضت قائلة: "نحن عضوات في لجنة الصلح لمنطقة الشعراوية، والتي تشمل باقة، جت، ميسر، وزيمر. تضم اللجنة عددًا من العضوات الفعّالات مثل ختام مصري، خيرية أبو زهير، لطيفة غرة، وعبير مواسي. نحن نؤمن بأن التأثير في المجتمع وإصلاح العلاقات لا يقتصر على المحامين أو الرجال فقط، بل يتطلب أشخاصًا لديهم القدرة على التأثير الإيجابي بغض النظر عن جنسهم. فإصلاح ذات البين هو عمل جليل، له مكانة عظيمة في الإسلام، إذ يهتز له عرش الرحمن. نحن نتحرك بسرعة وبدون تأخير، ونؤمن بأن المرأة تتمتع بقدرة خاصة على إنجاز المهام بشكل أسرع في بعض الأحيان مقارنةً بالرجل، بفضل برنامجها الخاص ودورها المتفاني في المجتمع".

"خلافات عديدة"

وحول اكثر الخلافات شيوعا التي تتسبب بالطلاق، قالت الحاجة صبحية نغنغي : " هناك العديد من الخلافات والأسباب التي تؤدي إلى هذه المشاكل، ولكن ما يحدث معنا هو أننا نتعامل مع الأمور في مرحلة ما قبل اتخاذ القرار النهائي. من هذا المنبر، أوجه نداءً لكل شخص يواجه مشكلة بأن يتوجه إلى أي جهة أو شخص يمكنه المساعدة في حلها. اليوم توجد استشارات زوجية ومفاهيم جديدة للحياة الزوجية تختلف عما كانت عليه في الماضي. بالنسبة لي، الحياة الزوجية هي رباط مقدس كما شرعه الله في الدين". وأضافت: "نلاحظ اليوم انفتاحًا كبيرًا بين الشباب والشابات، مما أدى إلى تفكك واضح في الأسرة. الفتيات أصبحن يكتفين بوجود وظيفة، سيارة، وبطاقة ائتمان، وهذا دفع بعضهن إلى رؤية الرجل كشخص ثانوي في حياتهن، ولم يعد الهدف هو تأسيس أسرة. هذا الوضع أصبح سيئًا جدًا، ويتطلب منا جميعًا التوقف وإعادة التفكير في الأسس التي نبني عليها حياتنا الأسرية".

""بدأنا بتقليد الغرب بشكل كبير"

وأردفت قائلة: "بدأنا بتقليد الغرب بشكل كبير، ولو كنا نفهم ديننا وتعاليمه بشكل أفضل، لعرفنا أن الشريعة تمنح المرأة حرية كاملة في مالها، حتى لو كانت تعمل، ولا أحد له الحق في أخذ مالها منها. ولكن، عندما يكون هناك تفاهم واتفاق بين الزوجين على تكوين أسرة، لا يهمني أن أساهم في مصروفات المنزل أو أنفق على ابني أو زوجي، فهذا جزء من الشراكة. ومع ذلك، الشريعة لا تجبر المرأة على ذلك، بل تتركه خيارًا شخصيًا. والشراكة الحقيقية في الزواج تعني التعاون والعطاء المتبادل، لكن للأسف، هناك نساء لا يمتلكن هذه الروح، بل تسود لديهن روح حب الذات والأنانية. تجد بعض النساء غير مستعدات للمشاركة مع أزواجهن، وأحيانًا يصل الأمر إلى إلغاء وجود الزوج تمامًا من حياتهن. هذا الاختلاف يعود إلى تغير المفاهيم، الزواج في الماضي كان يعني بناء أسرة، والتطلع إلى حياة يملؤها الأبناء والأحفاد. أما اليوم، أصبحت العلاقات تتأثر بشكل كبير بالأفكار الفردية والأنانية، مما يهدد استقرار الأسرة والمجتمع".

"عليكم التفكير مليًا"

واختتمت حديثها، قائلة: " أوجه رسالتي لكل أب وأم يفكرون في الطلاق: عليكم التفكير مليًا، ليس مرة واحدة أو مرتين، بل آلاف المرات قبل اتخاذ هذا القرار. الأولاد هم الضحية الحقيقية في هذه المعادلة، وعندما ننفصل دون تفكير عميق، نُقدّم أبناءنا هدية للشارع، للعنف، وللانحراف. نحن نضعهم في مواقف صعبة قد تضر بمستقبلهم، فنحن لا ندرك أن الطلاق ليس مجرد انفصال بين شخصين، بل هو تمزيق لأواصر الأسرة بأكملها".