الأوقات العصيبة التي نعيشها تلقي بظلالها على صحتنا النفسية والجسدية، مما يجعل من المهم استكشاف كيفية استجابة العقل لهذه التحديات وكيفية تأثيرها على حياتنا اليومية.
يقول الدكتور رفيق مصالحة اخصائي امراض اعصاب ودماغ حول الوضع النفسي في المجتمع العربي في هذه الأيام: "في الوسط العربي، نمر بوضع صعب للغاية ينعكس بشكل كبير على نفسيتنا وضغطنا النفسي، حيث نواجه مشكلتين رئيسيتين تؤثران علينا. أولاً، الحرب على غزة وما تسببه من مشاهد القتلى والجرحى، وعدم وجود أفق واضح لنهاية هذه الحرب المدمرة. ثانياً، يعاني مجتمعنا من زيادة كبيرة في حالات القتل والعنف والجريمة، حيث نرى يومياً ضحايا من رجال ونساء وشباب، دون أن نرى أي تحرك فعال للتصدي لهذه الظاهرة. هذا الوضع يخلق إحباطاً تاماً ويؤثر سلباً على صحتنا النفسية وعقولنا، مما يجعلنا نعيش في حالة مزمنة من الضغوطات النفسية، الإحباط، الاكتئاب، والتوتر".
"اعراض عديدة"
ومضى قائلا: "أعراض الضغط النفسي تشمل العديد من المشاكل الصحية مثل الصداع المزمن وألم الرأس الذي يمكن تحمله، ولكنه يبقى موجودًا ويؤثر على حياتنا. بالإضافة إلى ذلك، قد نعاني من آلام في الصدر، صعوبة في النوم، وتعب دائم، مما يؤدي إلى إرهاق مستمر. تتسبب هذه الضغوطات أيضًا في تشتت وفقدان التركيز والذاكرة، مما يجعل التعامل مع الحياة أكثر صعوبة".
وأشار الدكتور رفيق مصالحة الى "انه عندما يتعرض الدماغ للضغوط النفسية، يقوم بإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات تُنتج بواسطة الغدة النخامية وتؤثر على الغدة فوق الكلى، ثم تنتقل إلى الدم. إذا استمر إفراز هذه الهرمونات بشكل مفرط، فقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية متعددة". وأضاف: " ازداد التوجه لأشخاص يعانون من علامات او أعراض التعب والإرهاق، مثل الصداع المزمن، وجع الرأس، والاكتئاب، خاصة في ظل الحرب المستمرة منذ أشهر. الأوضاع والمشاهد الصعبة تؤثر علينا سلباً، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية. أيضا الكثيرون يشتكون من فقدان الذاكرة وعدم القدرة على تذكر أشياء كثيرة، مما يعكس مدى تأثير الضغوطات النفسية على حياتهم اليومية".