مدرب كرة القدم السويدي سفين-جوران إريكسون - (Photo by Silvia Lore/Getty Images)
وأعلن إريكسون في يناير كانون الثاني أنه يعاني من الإصابة بسرطان البنكرياس.
قالت عائلته في بيان "بعد صراع طويل مع المرض، توفي سفين-جوران إريكسون صباح اليوم في منزله محاطا بعائلته".
ويُنظر إلى إريكسون على نطاق واسع على أنه أعظم مدرب سويدي، إذ فاز بألقاب كبرى في موطنه الأصلي، البرتغال وإيطاليا، قبل أن يقود إنجلترا في ثلاث بطولات كبرى خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
واكتسب إريكسون شهرة دولية من خلال قيادته نادي جوتنبرج السويدي المغمور لتحقيق لقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) في عام 1982، وهو الفريق السويدي الوحيد الذي فاز بكأس أوروبية.
وكان إريكسون متأثرا بشكل كبير بكرة القدم الإنجليزية التي كانت تحظى باحترام كبير في السويد في السبعينيات والثمانينيات، واستخدم أسلوب لعب عملي وتشكيلة 4-4-2 طوال معظم مسيرته التدريبية. ورغم براعته التكتيكية، فقد رأى إريكسون أن أعظم نقاط قوته هي قدرته على بناء الفرق ذات الشخصية المناسبة.
وقال "المجموعة هي الأهم. ليس فقط اللاعبين، بل وأسرهم أيضا. النادي بأكمله، بما في ذلك مسئولي التدليك وطاقم المطبخ، نحن جميعا مجموعة واحدة".
وعندما تولى القيادة الفنية لنادي لاتسيو الإيطالي في عام 1997، طالب إريكسون رئيس النادي برحيل قائد الفريق، النجم جوزيبي سينيوري لأنه كان له تأثير سيء على المجموعة.
وقال إريكسون "لم يكن لديه الموقف الصحيح، فقد أمضى فترة طويلة في النادي وكان سلبيا جدا. وبدلا من ذلك، قمت بالتعاقد مع لاعبين رائعين مثل (خوان سيباستيان) فيرون و(روبرتو) مانشيني، اللذين كانا لديهما الرغبة والاحترافية".
أثار القرار غضب جماهير لاتسيو واقتحموا منشآت التدريب، لكن في غضون ستة أشهر نجح إريكسون في تغيير المزاج العام وفاز بسبعة ألقاب مع الفريق، بما في ذلك لقب الدوري الإيطالي الثاني للنادي.
وقال مانشيني، الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بإريكسون في فيورنتينا ولاتسيو، والذي تولى تدريب مانشستر سيتي ومنتخب إيطاليا، إن إريكسون أصبح بمثابة الأب بالنسبة له.
"أو ربما ينبغي لي أن أقول الأخ الأكبر، حتى لا أسيء إليه".
*مدرب إنجلترا
أصبح إريكسون مدرب منتخب إنجلترا في 2001. وفي رده على شعوره بعدما أصبح أول مدرب أجنبي يتولى تدريب المنتخب الإنجليزي، قال السويدي مبتسما "لا بأس بذلك".
وربما لهذا كانت الصحافة الإيطالية قد أطلقت عليه لقب "الحائط المطاطي" إذ لا يتفاعل مع محاولات وسائل الإعلام لاستفزازه، وهي الخصلة التي نفعته في التعامل مع الصحافة الرياضية الإنجليزية وزادت شعبيته بين اللاعبين.
وبعد تسعة أشهر من توليه المسؤولية، قاد الفريق للفوز خارج ملعبه 5-1 على ألمانيا في تصفيات كأس العالم، ليبدد أي شكوك بشأن التعاقد معه.
وبوجود جيل ذهبي من اللاعبين يضم ديفيد بيكام وبول سكولز وفرانك لامبارد ووين روني وستيفن جيرارد، قاد إريكسون إنجلترا لكأس العالم 2002، حيث خسر في دور الثمانية أمام البرازيل التي مضت قدما للفوز باللقب.
وتأهلت إنجلترا لبطولة أوروبا 2004 وكأس العالم 2006، لكنها لم تتخط دور الثمانية في المناسبتين بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام البرتغال.
وساءت علاقته بالصحافة على مر السنين. وتصدرت حياته الشخصية المضطربة الصفحات الأولى ورحل عن تدريب إنجلترا في 2006.
وبعدما كشف في يناير كانون الثاني الماضي أنه أصيبت بسرطان البنكرياس في مراحل متأخرة، تلقى إريكسون ترحيبا حارا في ملاعب الكثير من أنديته السابقة. وقاد ليفربول من المنطقة الفنية في مباراة خيرية، ليتحقق حلم راوده طويلا.