والحرب التي تلقي بظلالها الثقيلة على الأسر، مما يزيد من الضغوط النفسية والمادية على الأهل، ويجعلهم يبحثون عن حلول للتوازن بين تأمين احتياجات أطفالهم وضمان استقرارهم النفسي.
للحديث اكثر حول هذا الموضوع ، استضافت قناة هلا العاملة الاجتماعية ومرشدة الأهل ميسا منصور عساقلة من عسفيا .
وقالت ميسا منصور عساقلة في حديثها لقناة هلا : " لا يمكن أن نبدأ العام الدراسي في ظل هذه الأوضاع التي نعيشها ، والضغوطات النفسية التي نعيشها أيضا جراء الحرب ، والشعور بعدم الامن والأمان وحوادث العنف المستمرة وغلاء المعيشة ، والان العودة الى المدارس ومتطلباتها ، كل ذلك يولّد تحديات ومخاوف ونوبات قلق وتوترا بازدياد في الفترة الأخيرة ، ونحن كأهال مطالبون بالتعامل معها " .
وأضافت ميسا منصور عساقلة : " كل الأمور والضغوطات التي نمر بها تؤثر علينا فعليا ، فتظهر سلوكيات ومشاعر لسنا معتادين عليها ، منها قلق وتوتر وخوف وشعور بفقدان السيطرة ، وهي تعتبر مشاعر من الطبيعي أن تخرج في هذه الفترة وفي ظل هذه الأوضاع ، وعندما نكون كأهال مشغولين بتوفير لقمة العيش أو الدفاتر والكتب والملابس للمدرسة ، فان ذلك يؤثر على نفسيتنا وعلى قدرتنا لاحتواء أولادنا وبناتنا . وسيكون صعبا علينا أن نترك مكانا نفسيا داخلنا لنستطيع استقبال التحديات الخارجية ، ولكي نستطيع مواجهة هذه الضغوطات فنحن نحتاج للبحث عن نقطة توازن في حياتنا ، وأن تكون نظرتنا داخلية وليس خارجية " .
وأردفت ميسا منصور عساقلة بالقول :" حتى نتمكن من دعم أطفالنا فاننا بحاجة الى دعم أنفسنا أولا ، من خلال تقوية أنفسنا نفسيا لأن أولادنا وبناتنا يتعلمون منا أكثر من الكلام الذي نتحدث به ، فاذا كنا نريد بالفعل مساعدة أبنائنا علينا مساعدة أنفسنا أولا" .
ومضت بالقول : " مهم جدا أن نخصص وقتا حتى لو كان صغيرا لحوار عائلي بدون أية مغريات ، أستمع خلاله لمشاعرهم وأشاركهم ليتعلموا مشاركتي في مشاعرهم أيضا ، وأن يكون هناك تواصل وحوار مفتوح لتخفيف التوتر وتقريب افراد العائلة من بعضهم البعض ، وأن أهتم بالصحة النفسية والجسدية لنا جميعا " .