logo

خبير في مجال الضرائب من طمرة : ‘المواطن العربي يواجه ضغوطات كثيرة تجعل الامتثال لقوانين الضرائب مهمة صعبة ومعقدة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-08-2024 14:25:53 اخر تحديث: 19-08-2024 08:56:59

قضية الضرائب في المجتمع العربي ليست مجرد مسألة مالية، بل هي موضوع متشابك يعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الكثيرين،

من ضعف الموارد إلى القلق من التدقيق الضريبي، اذ يعيش الكثير من الموطنين العرب في ظل ضغوط متعددة تجعل الامتثال لقوانين الضرائب مهمة صعبة ومعقدة.

وقال موسى حجازي، خبير الضرائب ومدقق الحسابات، في حديث لموقع بانيت وقناة هلا، أن "الخوف من الضرائب يتجلى لدى الناس بسبب عدم رغبتهم في دفع الأموال". وأشار إلى أن التدقيق الذي تقوم به سلطات الضرائب يزيد من قلق الناس، مشددًا على أن المسألة تتعلق بالالتزام بالقوانين الصارمة، خاصة في الوسط العربي، حيث تترتب عليها ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية. 

وأضاف: "اليوم، الالتزام بقوانين الضرائب في إسرائيل يعتبر تحديا كبيرًا، وموضوع الضرائب شائك للغاية، سواء بالنسبة للعرب أو اليهود، فإن ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة تشكل مصدر قلق كبير للجمهور".

ومضى قائلا: " المواطن العربي اليوم لا يشعر بأنه يحصل على الخدمات اللازمة من الدولة، لذلك لا يرى ضرورة لدفع الضرائب. ايضا الوسط العربي يعاني من نقص حاد في الموارد وفرص العمل، وهذا ينعكس على الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ورغم ضعف الدخل لكن الاستهلاك في المجتمع العربي كبير حيث يلاحظ وجود استهلاك زائد مقارنة بدخل الفرد، مثل شراء السيارات الفارهة أو السفر إلى الخارج".

"سُلطة كبيرة"

وأوضح موسى حجازي لموقع بانيت وقناة هلا أن "سلطة الضرائب تعتبر سلطة كبيرة وتمتلك العديد من الأذرع. اليوم، تقوم بتنظيم حملات تستهدف المجتمع العربي بشكل خاص، وتعرف جيدًا ما هي الأجندة والاستراتيجية التي تريد تنفيذها بالتعاون مع وزارة المالية. تأخذ السلطة بعين الاعتبار الأمور المتعلقة بالمجتمع العربي، مثل ضعف الدخل وغيره، عند وضع استراتيجياتها، لكن عندما يتعلق الأمر بالجباية، لا يتم مراعاة هذه الفروقات؛ حيث يتم التعامل مع العربي واليهودي على قدم المساواة في هذا الجانب. هنا، يكمن التحدي في الموظف الذي سيتولى الملف وكيفية إجراء الرقابة، فأحيانًا يبدأ الموظف بمراجعة ملف، لكنه ينتهي بإعادته إلى الأرشيف بسبب قلة الهمة وهي واحدة من المشكلات التي تواجهها سلطة الضرائب".

"مشاكل داخلية"

وأضاف: "اليوم، تعاني سلطة الضرائب، سواء في مجال ضريبة الدخل أو ضريبة القيمة المضافة، من عدة مشاكل داخلية. من خلال تجربتي الواسعة التي تمتد على مدار 12 عامًا في مجال الضرائب، بما في ذلك ست سنوات عملت خلالها في سلطة الضرائب، يمكنني القول إنها لا تخلو من الفساد وتعتبر أرضًا خصبة للفوضى، حتى ان القضاة في المحاكم اليوم ينتقدون سلطة الضرائب بسبب هذه المشاكل التي تحدثنا عنها". وأشار موسى حجازي الى "أن أي شخص يواجه مشكلة مع سلطة الضرائب غالبًا ما يبحث عن شخص ذي معارف للمساعدة، دون أن يفهم طبيعة المشكلة وعمقها. لكن الأفضل أن يبدأ بفهم ملفه والمشكلة بوضوح، فليس دائمًا هناك حاجة للواسطة. الاعتماد على الواسطة قد يؤدي بنا إلى مواقف نحن في غنى عنها. اليوم، هناك العديد من مراقبي الحسابات والممثلين في السوق، لكن للأسف، هناك قلة غير نزيهة تحاول استغلال الزبائن، واللجوء إلى مساعدتهم قد يكلف مبالغ طائلة، لذلك يجب أن يكون الشخص حذرًا في هذه الأمور. من الضروري أن يكون الممثل أمام سلطة الضرائب نزيهًا وشفافًا مع زبونه، ويجب عليه أن يطلع الزبون على كل الخطوات المتخذة".