مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، لهذا أصبح من الضروري الآن فهم كيف تؤثر هذه الحالة على الصحة النفسية للأفراد، وكيف يمكن لهم التكيف مع التحديات المستجدة، لضمان الحفاظ على استقرارهم العاطفي والنفسي خلال هذه الأوقات الصعبة.
للحديث اكثر حول هذا الموضوع استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر المعالجة النفسية والمديرة لخدمات التأهيل النفسي في نتان – سلة التأهيل وزارة الصحة، عبير عبد الحليم من منشية زبدة. وقالت عبير عبد الحليم في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا: " نحن بالطبع في خضم حدث متصاعد وصدمة متفاقمة، وكلما طالت المدة، أصبح الأمر أكثر صعوبة لأننا نفقد قوتنا النفسية وقدرتنا على التحمل والحصانة النفسية. نحن نتحدث عن فترة طويلة جدًا من الحرب، حيث يبقى الجسم في حالة تأهب مستمرة، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات ومواد تزيد من التوتر. هذا الوضع يؤثر على المدى البعيد، ويترتب عليه تأثيرات أشد على نفسية الأطفال والكبار، مثل القلق المزمن والاكتئاب".
وأشارت عبير عبد الحليم الى " انه من العلامات التي نلاحظها والتي تشير الى مشكلة نفسية هي مشاكل النوم، مثل النوم الزائد أو قلة النوم أو اضطرابات في النوم، مما يؤثر على قدرتنا على التركيز وأدائنا اليومي في العمل. بالإضافة إلى ذلك، نواجه مشاكل تتعلق بالأكل، سواء بزيادة تناول الطعام نتيجة للأكل العاطفي، أو فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام. أما المشاكل الكبرى التي نشهدها على المدى البعيد، فهي فقدان معنى الحياة، مما يؤدي إلى حالات اكتئاب".
"تبني استراتيجيات تساعدنا على تخفيف التوتر"
وأوضحت عبير عبد الحليم لقناة هلا أنه " من المهم جداً تبني استراتيجيات تساعدنا على التخفيف من التوتر، مثل الابتعاد قليلاً عن الأخبار والتركيز على القيام بأمور أخرى. ممارسة الرياضة تعد من الأنشطة الضرورية، وكذلك القيام بالأشياء التي نحبها ونستمتع بها. يمكن أيضاً تنظيم يومنا ووضع روتين معين لتحسين حالتنا النفسية. التنفس العميق والاسترخاء لهما دور كبير في تخفيف التوتر، وكذلك مشاهدة محتوى ترفيهي. من المهم جداً أن نولي اهتماماً لهذه الأمور. يجب أيضاً أن نتحدث عن مشاعرنا، وإذا لاحظنا أن علامات القلق أو الاكتئاب لا تزول، وأننا غير قادرين على التغلب عليها، فمن الضروري التوجه للحصول على استشارة نفسية، خاصة واننا في الآونة الأخيرة، نلاحظ زيادة في حالات الهلع والقلق والاكتئاب".
"ابعاد الأطفال عن الاخبار"
وأضافت: " من المهم جداً أن نبعد الأطفال عن الأخبار ونتجنب عرض مشاهد صعبة يام تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تسبب لهم صدمة، فقدرة الأطفال العقلية والنفسية على تحمل هذه المشاهد ليست كافية بعد. من الضروري أن نتحدث معهم بوضوح وبأسلوب مبسط حول ما يحدث دون إخفاء الحقائق، كأن نشرح لهم مثلاً أن هناك حربًا. من المهم أيضاً أن نستمع إلى مشاعرهم، ونعطيهم الفرصة للتعبير عن مخاوفهم ومشاركتنا بما يشعرون به".