وتستقبل العائلة المعزين الذين يتوافدون في ظل أوقات عصيبة، لتقديم التعازي والتخفيف من معاناتهم بعد هذه الفاجعة. ويكاد الوالد الثاكل، نصرات سمارة، لا يصدق بأنه فقد ابنه في هذه الظروف المأساوية بعدما عاد من خارج البلاد لقضاء اجازة مع العائلة.
"كان ذاهبا لرؤية صديقه"
قناة هلا زارت منزل العائلة والتقت بالأب الثاكل الذي روى تفاصيل الخبر الذي وقع عليه كالصاعقة ، وأعرب عن حزنه العميق لفقدانه فلذة كبده. يقول الاب نصرات سمارة في حديث ادلى به لموقع بانيت وصحيفة بانوراما حول تفاصيل اليوم الذي وصل فيه خبر إصابة ابنه بشظايا صاروخ: "يوم الثلاثاء، الساعة 12:05، تحدثت مع ابني وأخبرني أنه يريد رؤية صديقه خارج البلد. بعد ذلك، في الساعة الواحدة، حاولت الاتصال به، ورد علي اشخاص من المزرعة وقالوا لي انه نسي هاتفه، بعد فترة قصيرة، وصلني خبر عن سقوط صواريخ من القبة الحديدية في المنطقة هناك، واتصلوا بي وطلبوا مني التوجه إلى المستشفى. عندما وصلت، وجدت ابني هناك، لم يكن الوضع مريحًا، ومنذ ذلك اليوم علمنا أن حالته الصحية كانت صعبة".
ومضى قائلا: "وفقًا لما فهمته من الجيش، القنبلة التي انفجرت كانت خلف الأولاد، وكان هناك مصابون آخرون من نفس البلد، وابني أصيب نتيجة صاروخ اعتراضي، حيث أصيب بشظية بقطر 7 ميليمتر في رأسه، ربما لو كان قد تلقى مكالمة هاتفية أو أمسك بهاتفه، أو حتى لو لم تكن إشارة المرور حمراء، لكانت النتيجة مختلفة. الوضع كان صعبًا والنتيجة محزنة".
"سئمنا من سفك الدماء"
واردف قائلا: "ابني كان في زيارة من الخارج، فهو يدرس في الخارج ويحمل الجنسية السلوفاكية، لأن والدته سلوفاكية. أكمل اللقب الجامعي الثاني هناك وبدأ في دراسة الدكتوراه، حيث كان متميزًا وناجحًا في دراسته. بعد سنة من دراسته، جاء لزيارتي، ولم افكر في الحرب لهذا اشعر نوعا ما بالذنب ، قلت له تعال يابا زورنا وهو كان يرغب بزيارتنا فقلت له انه لا يوجد حرب لأنني كنت قلقًا من حرب كبيرة، لكن هذا كان نصيبه". وأضاف: "سئمنا من سفك الدماء ، هذه الحرب الملعونة واللعينة يجب ايقافها فالدماء التي تسيل حمراء ولا يوجد فرق بين دم عربي او اجنبي او يهودي".
"كان لديه أحلام كبيرة"
وحول ابنه، أحلامه وطموحاته، قال نصرات سمارة: "ميخائيل كان لديه أحلام كبيرة ، وهو شخص معطاء، وكان لديه أصدقاء في سلوفاكيا من خلفيات مختلفة، بما في ذلك إخوة سوريون وسلوفاكيون وعرب، وقد كانت خسارته مؤلمة للغاية بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أصدقائه هنا. ولأنني اعرف صفات ابني جيداً قررت التبرع باعضائه نظراً لأن أغلب أعضائه كانت سليمة. قررنا التبرع بها إنسانياً ووطنياً وشعبياً، لكن نود أن نرسل رسالة مفادها أوقفوا هذه الحرب المجنونة". واردف قائلا: "حتى الآن، لا نعرف عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من خلال التبرع بأعضاء ابني ووعدونا بعد ثلاث او اربع اشهر ان يطلعونا على هوياتهم لأننا نرغب ان نلتقي بهم، حتى لو أنقذنا شخصًا واحدًا فقط، فإن ذلك يعني أننا أنقذنا عائلة بأكملها، إذا كان الوضع معكوسًا واحتاج ابني إلى تبرع، فإنني على يقين أننا كنا سنجد من يتبرع له، لأن شعبنا معروف بكرمه وعطائه".
واختتم نصرات سمارة حديثه وهو يقول بلوعة وألم والدموع في عينيه: " صعب..صعب.. بعيد عني عشرة امتار فقط بس ما في اشي اساويه".