صورة للتوضيح فقط
إنّها خطوة كبيرة نحو التّعلّمِ وبناءِ المستقبل. كيف يمكن جعل هذا الانتقال تجربة ناجحة وممتعة لكلّ من الطّفلِ وأسرتِه بالرّغم من الضّغوطات التي يشعر بها الأهل في هذه المرحلة من حياة طفلهم خاصّة إذا كان الطّفل الأولّ.
قبل بدء العام الدّراسي:
الاستعداد النّفسي والعاطفي: من المهم أن يشعرَ الطّفل بالدّعمِ والتشجيعِ من الأسرةِ , فالطّفلُ سيودّعُ مرحلة الرّوضة متوجّهًا إلى بيئةٍ جديدةٍ تمامًا وهذا يٌعدّ تحوّلًا كبيرًا في حياته. حاولوا أن تتحدّثوا مع طفلِكم عن المدرسةِ الجديدةِ بطريقةٍ إيجابيّةٍ، وأن تشاركوه في تفاصيلِها لجعلِهِ يشعر بالرّاحةِ.
زيارة المدرسة: اذا كان بإمكانم تنظيم زيارة للمدرسة أوعلى الأقل رؤيتها من الخارج والمرور بجانبها، هذا سيقللّ من احتماليّة توتّر الطّفل في يومه الأوّل في المدرسة.
التسوّق للمدرسة: لشراء المستلزمات المدرسيّة، الحقيبة الجديدة واللّباس المدرسي الجديد حلاوة كبيرة وتجربة تُحفر في ذاكرة الطّفل لسنوات. اجعلوا من هذا التسوّق تجربة ممتعة لا تُنسى ليشعرَ طفلكم بالحماسِ للمرحلةِ الجديدةِ.
الاهتمام بالرّتابة اليوميّة (الرّوتين): من المهم وضع جدول زمني ثابت للنّوم والاستيقاظ وأوقات للّعب والدّراسة ( خاصّة في الأسابيع الأخيرة من العطلة الصّيفيّة)، فالرّتابة المنظمّة تساعد الطفل على التكيّف بشكل أنجع وتشعره بالأمان.
تقوية عضلات اليد: من المهم جدّا العمل على تقوية عضلات الطفل وطريقة مسكه للقلم وهذا من خلال فعاليّات عديدة مثل : التلوين داخل الخطوط، العجن والتشكيل باستخدام العجين او المعجونة، فعاليّات القص واللّصق، الألعاب التركيبيّة وغيرها من النشاطات المقوّية لعضلات اليد.
مراجعة الحروف والأرقام : لا تثقلوا على أطفالكم خلال العطلة الصّيفيّة، لكن لا تهملوا مراجعة الحروف والأرقام والعمليّات الحسابيّة البسيطة والألوان بطرق ترفيهيّة كالأغاني وكراريس الفعاليّات الممتعة الخاصّة بهذه المرحلة.
قراءة القصص: اختاروا قصصًا ممتعة للأطفال عن بدء المدرسة وأقرأوها مع طفلكم، فهذا يساعده على تصوّر تجربة المدرسة بشكل أفضل.
تشجيع المهارات الاجتماعيّة: يُعتبر الانتقال للصّف الاوّل وقتًا مثاليًّا لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال. شجّعوا اطفالكم على التّفاعل مع أقرانهم من خلال أنشطة جماعيّة أو اللّعب مع أصدقاء جدد من خلال انتسابهم لمخيّمات صيفيّة، دورات لا منهجيّة ودورات التّحضير للصّف الأوّل . المهارات الاجتماعية مثل التّعاون والمشاركة واللّباقة في التحدّث مع الآخرين مهمّة جدّا في المدرسة، وتساعد الأطفال على الاندماج بشكل أسرع. استعينوا بخبرات الأخوة الأكبر وشجّعوهم على مشاركة أخوتهم الأصغر هذه المرحلة.
الاستقلاليّة: شجّعوا طفلكم على الاستقلاليّة التّدريجيّة، اجعلوه يقوم ببعض الأمور بنفسه، مثل ارتداء ملابسه , تنظيف أسنانه , توضيب سريره وألعابه.
الرّعاية الصّحيّة: لا تهملوا الزّيارات الدّورية لطبيب العائلة واطلبوا اجراء فحص الرؤية والسّمع للتأكد من عدم وجود مشاكل قد تؤثر على الأداء الدّراسي للطّفل.
الوجبات الصّحيّة: قدّموا لطفلكم وجبات صحيّة ومتوازنة لتزويده بالطاقة اللازمة للتعلّم واللّعب.
" مرحلة مثيرة "
يُعتبر الانتقال إلى الصّف الأوّل مرحلة مثيرة مليئة بالتّحديات والفرص وبفضل دعمكم ورعايتكم، سيشعر ابنكم بالثقة والقدرة على مواجهة هذا التغيير الجديد. تذكرّوا أن التكيّف مع كل مرحلة جديدة بحياتنا يحتاج بعض الوقت والصّبر، فلا تتوقّعوا من طفلكم أن يكون مستعدّا تمامًا من اليوم الأول. فكل طفل يتكيّف مع المدرسة بطريقتهِ الخاصّة، فالصّبر والتفهّم هما مفتاحا الدّعم للمرحلة الجديدة لطفلكم ولجعله يستمتع بها.
في الأيّام الأولى للمدرسة، حاولوا التّواجد بجانب طفلكم لمدّة قصيرة، ثم اتركوه تدريجيّا, واحرصوا على التّواصل المنتظم مع المعلّمين، فالعلاقة الجيّدة بين الأهل والمعلّمين ضروريّة لنجاح الطفل في المدرسة.
كونوا على اطّلاع دائم حول تقدّم وسلوك أطفالكم في الصّف. هذا التّواصل يساهم في معالجة أي تحدّيات قد يواجهها طفلكم بشكل سريع وفعّال. احتفلوا بإنجازات أطفالكم سواء كانت صغيرة أو كبيرة , فالاحتفاء يبهجهم وكلمات التشجيع تدفعهم للاستمرار في تحقيق المزيد وتُعزّز من ثقتهم بنفسهم.
مع تمنّياتي للجميع بسنة دراسيّة ناجعة ممتعة وآمنة.
* كاتبة المقال مُرشِدة والديّة