وتناول الحديث خلال اللقاء تأثير استمرارية الحرب على الصحة النفسية والجسدية، خاصة تأثيرها على الأمراض المزمنة. كما جرى الحديث خلال المقابلة عن " الاميبا " او " اكلة الدماغ ".
وقال د. عبد العزيز جمعة في حديثه لقناة هلا : " لا شك أن للحرب تأثيرات على الصحة النفسية والجسدية ، وهذا ما نشاهده بشكل يومي في العيادات ان كان في المجتمع العربي أو المجتمع اليهودي ، وأنا أيضا كطبيب عائلة أشاهد الكثير من المرضى يتوجهون للعيادات لتلقي العلاجات ان كانت نفسية أو جسدية . فالكثير من حالات التضعضع النفسي والكآبة والضغوطات النفسية والتوتر والقلق ، هذه الأشياء الدارجة التي نشاهد عدة مرضى يتوجهون للعيادات لهذه الأعراض التي تقلق لأن الوضع الذي نعيشه منذ 7 أكتوبر غير انساني وغير لائق للحياة ، فللحرب تأثيرات سلبية جدا ان كانت اقتصادية أو اجتماعية أو جسدية " .
وأضاف د. عبد العزيز جمعة : " المشاهد التي نراها يوميا في التلفاز غير إنسانية وليست كل الأنفس يمكنها تحمل هذه الأمور ، حيث منظمة الصحة العالمية تتحدث عن الطواهر الإنسانية التي ستكون ما بعد الحرب عند الأطفال ، كيف يمكن تربية أطفال بعد المشاهد الصعبة التي يشاهدونها عبر شاشات التلفاز ؟ " .
ومضى د. عبد العزيز جمعة بالقول : " الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة خرجوا من التوازن لديهم بسبب الضغوطات النفسية التي تؤثر عليهم كونهم يعانون من أمراض مزمنة ، وقد لاحظنا في بحث جديد أن هناك ارتفاعا في نسبة النساء المصابات بالجلطة القلبية في ظل الحرب التي نعيشها . ونحن نتحدث هنا عن النساء فوق جيل 50 عاما . كما أن نسبة كبيرة من أصحاب الأمراض المزمنة لا يشترون أدويتهم الخاصة في فترة الحرب الأمر الذي يؤدي الى عدم توازن في الامراض التي يعانون منها " .
وأردف د. عبد العزيز جمعة بالقول : " أن تكون تعيش في حالة من التأهب والقلق المستمر على مدار ساعات وأيام وأشهر هو أمر غير طبيعي والنفسية الإنسانية تتعب مما يسبب ارهاقا نفسيا وجسديا وتوترا وكآبة ، ولذلك فأنا أقول كطبيب عائلة أن أكثر الأدوية انتشارا هذه الفترة هي المسكنات والأدوية المهدئة التي من شأنها التخفيف من حالة الكآبة ، وهذا ليس بالشيء الطبيعي وليس بالشيء الذي يمكن الاستمرار فيه " .