د. سهيل دياب
فمن ناحية- اصبح واضحا من الخطابات الثلاث في اليوم الاخير، من المرشد الايراني والسيد حسن نصرالله وعبد المالك الحوثي، أن ردا كبيرا موجعا قادم لامحالة، يجهض اهداف اسرائيل في الاغتيالات العدوانية في طهران وبيروت، رغم انهم جميعا اكدوا على أمرين:
1. انهم غير معنبين بان يكون الرد بداية لحرب شاملة اقليمية
2. وان جبهات المساندة لن توقف مساندتها لشعب فلسطين في غزة، ولن يسمحوا لاسرائيل بالتفرد بالشعب الفلسطيني وابادته.
ومن ناحية أخرى- نشهد الجنون المنفلت الاسرائيلي على جميع الاصعدة، وما اغتيال السيد اسماعيل هنية الا تأكيدا على اهداف اسرائيل وهي:
١. تفكيك جبهات المساندة لفلسطين وثنيها ، والاستفراد بشعب غزة واحراز
" الانتصار المطلق".
2. جر الولايات المتحدة لمواجهة اقليمية ، وضمان استعادة عامل الردع المفقودىلاسرائيل، واطالة الحرب، واحراج الادارة الامريكية الديمقراطية لتسهيل الطريق لعودة ترامب الجمهوري.
3. اغتيال صفقة التبادل ومواصلة العدوان على غزة.
من خلال درجة الغليان هذه، باعتقادي أن هنالك فرصة غير مسبوقة وتاريخية لتبريد المشهد، وتتلخص بإلتقاط الفرصة بعد مغامرات نتنياهو الجنونية الخطيرة، وقبيل رد المحور الايراني الموجع وتداعياته، ان تقوم الدبلماسية الدولية بتكثيف جهود غير مسبوقة بفرض صفقة تبادل ووقف الحرب على غزة، واعتمد بهذه القراءه على العوامل التالية:
١. كل الاطراف الدولية الوازنة، من الغرب والشرق غير معنية بهذه المواجهة المدمرة.
2. كل الدول الوازنة في الاقليم، من السعودية الىايران ومن مصر الى تركيا، غير معنية بهذه المواجهة.
3. تيار كبير في المجتمع الاسرائيلي وخاصة الجيش والاجهزة الامنية غير معني بهذه المواجهة، على الاقل بهذا التوقيت.
لذا ، ولكي تنجح هذه الجهود، يجب تكثيف الضغوط الخشنة على حكومة نتنياهو، وخاصة الجانب الامريكي، وجامعة الدول العربية. فلكلا االطرفين اوراقا قوية ومفاتيح فاعلة لتفعيل مثل هذه الضغوط.