اختار ان يستمد موضوع إصداره الادبي الأخير بعنوان "الا انا" وهي رواية أدبية استغرق في كتابتها حوالي ست سنوات، من حدث حصل معه قبل سنوات وأثر عليه بشكل شخصي، حيث قال في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا: "الفكرة التي أدت إلى كتابة الرواية تعود الى حدث معين حصل معي، في نهاية عام 2017، كنت في سيارتي وتوقفت عند إحدى إشارات المرور، توقف بجانبي طفل في الثانية عشرة من عمره، كان يعمل في الشارع وطلب مني نقودًا، لم أعطه أي نقود، وطلبت منه النقود التي طلبها، ففوجئت بأنه أعطاني النقود التي طلبتها. بعد ذلك، جاء زميله وطلب مني نقودًا أيضًا، فقررت أن أعطيه النقود التي أعطاني إياها الطفل الأول، ورأيت الطفل ينظر إليّ بنظرات مختلطة من الغضب والبراءة، وهي مشاعر لا يمكن فهمها بسهولة. هذه التجربة أثرت فيّ بشكل عميق. شعرت أنه يجب أن أفعل شيئًا للتغلب على كبريائي وكبرياء الآخرين، وتساءلت لماذا كان هذا الطفل البالغ من العمر اثنتي عشرة سنة ليس في المدرسة أو في منزله، بل في الشارع، تحت الشمس الحارقة أو في البرد القارس، دفعتني هذه التساؤلات إلى التفكير في مسألة عمالة الأطفال بشكل عام".
واردف قائلا: " تدور الرواية حول عمالة الأطفال في المجتمع العربي، وتروي قصة طفل يدعى غسان. يعيش غسان مع جده في ظروف فقر شديدة، ويعمل في ظروف قروية صعبة. في إحدى العطل المدرسية، يقرر غسان مساعدته في العمل. مرّ بمراحل عديدة أدت به إلى أن يصبح طبيب أطفال. تبدأ الرواية من النهاية، حيث يقوم الطبيب غسان بالرجوع في الذكريات والمحطات التي مرّ بها في حياته".
" بدأت الكتابة في سن مبكرة"
وحول بداياته في عالم الكتابة، قال احمد جعايصة: "بدأت الكتابة في سن مبكرة، منذ الصف الرابع تقريبًا. أتذكر أن أول قصيدة كتبتها كانت عن المقلوبة، لأنني كنت أحب هذا الطبق. في المدرسة، كان لدينا موضوعات إنشائية تُعطى لنا كوظائف، مثل كتابة موضوع عن شيء معين. وجدت نفسي أستمتع بالكتابة في هذا السياق، ومن هنا بدأت أستكشف شغفي بالكتابة. كلما كتبت أكثر، اكتشفت نفسي بشكل أعمق، وشعرت بمتعة كبيرة في هذا المجال، فواصلت الكتابة بتفانٍ".
واردف قائلا: "لدي إصداران أدبيان. أحدث أعمالي هو رواية اجتماعية بعنوان "إلا أنا"، التي تسلط الضوء على قضية عمالة الأطفال كما ذكرت انفا. كما أن لدي ديوان شعري بعنوان "ترانيم على أوتار البلوغ" نُشر في عام 2017. درست الإعلام والتلفزيون في جامعة النجاح، وأنا في صدد متابعة دراستي للحصول على اللقب الثاني. أكتب أيضًا العديد من القصص القصيرة والخواطر والنثر". وأضاف: "عندما تكتب قصيدة أو خاطرة أو قصة قصيرة أو نصًا نثريًا، بغض النظر عن نوع الكتابة الإبداعية، تشعر بعد الانتهاء بأنك قد أفرغت طاقتك ومشاعرك المكبوتة. تشعر وكأنك قد زكيت نفسك بطريقة ما. أعجبتني هذه التجربة كثيرًا، مما جعلني أواصل الكتابة بشغف".
"امي شجعتني"
وقال احمد جعايصة ان "ردود الفعل تجاه موهبتي في الكتابة كانت إيجابية للغاية، والدتي لاحظت حبي للكتابة منذ البداية، ولا شك أنني استمديت هذا الشغف منها. هي تتمتع بحس مرهف للغاية، وقد شجعتني ودعمتني بشكل خاص، رغم أنها لم تدرس أكاديميًا، فإن لديها إحساسًا فنيًا مميزًا في الكتابة، وهذا الإحساس انتقل إلي وطُورته بشكل كبير بفضل دعمها واهتمامها".