logo

مقال: ما يجري في اسرائيل هو تمرد ‘دولة يهودا ‘ على الدولة العميقة وجيشها - بقلم : د. سهيل دياب

بقلم: د. سهيل دياب – الناصرة
30-07-2024 14:45:12 اخر تحديث: 30-07-2024 17:33:35

ما يجري في مركز التحقيق في القاعدة العسكرية "بيت ليد" قرب نتانيا ليس حول موضوع عيني ساخن، وانما تعبير عن تمرد وعصيان من التيار التلمودي في المؤسسة الاسرائيلية

د. سهيل دياب - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت

وجيشها مقابل الدولة العميقة واجهزتها السياسية والعسكرية، انه عصيان اسرائيل الجديدة اللاهوتية على منظومة الدوله الليبرالية العلمانية.

فالحديث عن "المسرحيّات" في إسرائيل لتلميع صورة إسرائيل في العالم ، ما هو الا تسطيح للمشهد الإسرائيلي بما يليق بمستوى "المحللين في الشأن الإسرائيلي" .

فهناك شرخ حقيقي في إسرائيل بين الدولة العميقة التي تُشرعن منذ إقامتها وحتى اليوم كل الممارسات ضد الفلسطينيين بطرق يتم تصويرها على أنها "تتوافق مع القانون الدولي" وبين مجموعة من "المجموعات الاستيجانية اللاهوتية" الذين يريدون تطبيق هذه الممارسات بشكل منزوع من كل صيغة وطابع قانوني، حتى وإن كان شكليًا. 

لماذا أقول بأن هذا الشّرخ هو عميق وهام؟ لأنه التهديد الاستراتيجي الأكبر على إسرائيل دولةً ومنطومةً،.

لقد وصف زعيم حزب الديمقراطيين ( العمل وميرتس) يائير غولان، بأن ما يجري داخل الجيش ليس اقل من انقلاب على المنظومة العسكرية كما جرى قبل سنة ونصف الانقلاب القضائي. ولكن هذه المرة يمس اهم منظومة اسرائيلية الا وهي الجيش والاجهزة الامنية.

ما كتبه قبل ساعتين المراسل العسكري الاسرائيلي في القنال ١٢ نير دفوري كان لافتا حين قال: " عملت مراسلا عسكريا لاكثر من ٢٢ عاما، لم اشهد في حياتي مشهدا ممزقا للجيش كما رأيته اليوم بالقاعدة العسكرية بيت ليد، المشهد ينذر بتهديد وجودي لاسرائيل وانهيار الجيش من الداخل"..!

المزعج ان نتنياهو لم يكترث لمطاليب غلانت بمساءلة بن غفير وسموترتش وباقي الوزراء اليمينيين الذين كانوا من وراء هذا الانقلاب. واكتفى نتنياهو بالمناشدة بضبط النفس وتهدئة النفوس.

جدير ذكره انه لم يتم اعتقال اي شخص حتى الان من المشاركين في الهجوم على القاعدة العسكرية .
يقولون في العلوم السياسية ان الامبراطوريات لا تهزم من الخارج بل تنهار من الداخل. ما نشهده اليوم باسرائيل غير مسبوق وترتسم صورة الانهيار الداخلي ، خاصة في الاجهزة العسكرية، وينذر المشهد بحرب أهلية على الابواب.