logo

‘ التغيير الحقيقي تغيير أنفسنا ‘ - بقلم : د. غزال أبو ريا

بقلم : د . غزال أبو ريا
24-07-2024 11:41:09 اخر تحديث: 26-07-2024 04:46:35

أمس فتشت في مكتبتي عن كتاب في موضوع"الأدب العلاجي"وأنا منهمك في التفتيش كيف لا وسأقدم ورشة في هذا المجال وألا يطل علي مقال كنت قد كتبته قبل سنوات عدة .

د. غزال أبو ريا - صورة شخصية

والمقال أراد أن يعتابني ويلومني كيف الكلمات تلاشى جزءا من أحرفها خجلت وبدأت أرمم المقال مع إبنتي وأبحث عن الأحرف التي "أكلتها الرطوبة" ونجحت مع إبنتي طباعة المقال واستعاد روحه ،وسألت نفسي وقلت"ما كتبت قبل عشرين سنة ما زال واقعيا".

نتذكر الآية القرآنية الكريمة"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"صدق الله العظيم.

نتحدث كثيرا عن التغيير وهناك من يذهب في حلمه لتغيير العالم والمجتمع وهذا حق أن يحلم ويعمل،ولكن التحدي الحقيقي أن يقوم الفرد بتغيير نفسه قبل تغيير العالم وأقصد بتغيير النفس أن تكون الشخص الذي تريد،ولا ننسى قول سقراط"لكي تحرك العالم علينا أن نحرك أنفسنا"، ونحاول في حياتنا التخلص من عادات وسلوكيات ، والحذر من أن نبني تصورا لا نستطيع تحقيقه،علينا ان نبدأ بخطوة لأن التغيير يبدأ بخطوة تبدو صغيرة ولكنها كبيرة،لا نتحدث ونصرح عن المثاليات وننظر بل نعمل بصمت وهدوء وسكينة،إن ساعدت الناس وتطوعت ستصل الى الرضى والإرتياح والشعور الطيب دون أن يعلم الناس ولنتذكر ما قيل عن أبي هريرة"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"وذكر الحديث وفيه "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها،حتى لا تعلم شماله من يمينه"،نتحدث عن القيم الإجتماعية والمهم والإمتحان تطبيق القيمة من خلال سلوكيات،لا تراقب الناس"ومن راقب الناس مات هما"،أصلح نفسك اولا وصلح ما عندك ومن نظر في عيب نفسه إنشغل عن غيب غيره،كن صاحب موقف وعبر عنه بكل إصرارية ،لا تقع في مستنقع الحسد والغيرة ونتذكر قول أبو حاتم الرازي رحمه الله "والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه" والحاسد الحاقد لا يصل للسعادة والهناء في حياته ويخفي خلف إبتسامته عذاب شديد.

هذا ومن المهم أن ننظر لداخلنا لنحافظ عل نقاء النفس،والسلم مع انفسنا ، نتعرف على ذاتنا ونطل على ملعب حياتنا، نرى الأمور الطيبة عندنا ،نقويها ونعززها ونخرج الشوائب من داخلنا وأن نحب نجاحات الناس ومشاريع حياتهم عندها نحب أنفسنا ونخرج الظلام من عيوننا ،وقلوبنا ونترك بصمة بعد رحيلنا .