حول لحظة ابلاغها من قبل الطاقم الطبي بخبر وفاة ابنها، وهو الخبر الذي حل عليها وعلى أبناء اسرتها كالصاعقة ...
الوالدة المكلومة ورغم الألم الكبير والشعور بالفقدان قررت بالتشاور مع زوجها، والد المرحوم اسلام، الاستجابة لاقتراح الأطباء بالتبرع باعضاء فلذة كبدهما، وهو الامر الذي أنقذ حياة أربعة أشخاص ...
مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، زار بيت العائلة في عرابة والتقى بوالدة المرحوم اسلام سعيد وشقيقته التوأم سلسبيل وعاد لنا بهذا التقرير ...
" كان شجاعا ومحبوبا ومطيعا لوالده ولأهل عرابة "
وقالت هند سعيد والدة المرحوم اسلام سعيد من عرابة في حديثها لقناة هلا : " اسلام ابني الثاني فابني الكبير هو سليم ، وإسلام هو توأم أخته سلسبيل والصغير هو محمد . في يوم الحادث كان اسلام متجها الى التعليم وبعد ساعة اتصلوا من الإسعاف بوالد اسلام وأخبروه أن اسلام تعرض لحادث طرق وطلبوا منه التوجه للمستشفى باقرب وقت ، فذهبنا فورا الى المستشفى ومكثت 3 أيام في العناية المركزة وكنا نأمل أن يتحسن لكن وضعه كان يتدهور ، وفي اليوم الأخير ذهبنا لزيارته والاطمئنان عليه فطلبونا أنا ووالد اسلام لجلسة وبدأوا يسألوننا عن اسلام ثم احتضنتني الممرضة وأخبرتني أن اسلام فارق الحياة ، فخرجت من الغرفة وأخبرت الممرضة أن ابني الصغير في الخارج ولا أستطيع اخباره بهذا الخبر . الحمد لله رب العالمين الذي أحبه وأخذه شهيد التعليم ، فاسلام كان من الشباب الطيبين في عرابة والكل يحبه ، كان شجاعا ومحبوبا ومطيعا لوالده ولأهل عرابة ، ربيته أفضل تربية وكان يتعلم ويعمل لبناء مستقبله ، كان مجتهدا يطمح للتقدم في مستقبله ، وكان يساعد والدي في الأرض " .
" ايماني القوي جعلني أوافق على التبرع بأعضاء اسلام "
وأضافت والدة المرحوم اسلام سعيد لقناة هلا : " اسلام تعلم تقني غاز وكان يعمل في شركة غاز ، وتعلم أيضا هندسة بناء في سخنين ولأنه كان متميزا ومجتهدا أخبروه أنه سيذهب للتخنيون وهناك أعفوه من الرسوم لانه كان مجتهدا ، كما تعلم على شاحنة فوق 15 طنا وكان يخطط للحصول على رخصة لحمولة زائدة . الحمد لله ربنا اصطفاه وأخذه ، 3 أيام وهو في المستشفى لا أعلم وضع مستشفى ابني الصحي ، وفي اليوم الذي توفي فيه اسلام عرضوا علينا ان نتبرع بأعضاء اسلام فأصبحت في حيرة من أمري بين فقداني لابني وبين انقاذ أرواح أناس اخرين بحاجة الى متبرع ، فأخبرتهم أنني بالاستشارة مع زوجي وافقنا على التبرع لكن بعد ان نفحص الموضوع من الناحية الشرعية ، لكن عندما أحضروا لنا أوراق التبرع ترددت قليلا لكن بفضل الصبر والايمان لدي شعرت أن ابني غادر الحياة ويجب أن أنقذ حياة اخرين " .
" وافقنا على التبرع بغض النظر لمن "
وتابعت والدة المرحوم اسلام سعيد قناة هلا : " بفضل الله رب العالمين أنقذنا حياة 4 أشخاص بفضل أعضاء من ابني ، وقد زرنا أشخاصا منهم وشعرنا بشعور جميل للغاية رغم الألم الكبير . وافقنا على التبرع بغض النظر لمن ان كان عربيا أو يهوديا أو درزيا أو مسيحيا ، لأن القران الكريم قال ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ، لكنني عرفت أن التبرع ذهب لشخصين من المجتمع العربي وشخصين من المجتمع اليهودي . قرارنا بالتبرع بأعضاء المرحوم اسلام كان قرارا شجاعا وبحاجة الى قوة استمدتها من الله سبحانه وتعالى ، وهذا يعني لي الكثير لاشجع الناس على التبرع طالما أن الدين يسمح بذلك " .
" كنت أشعر بأن هناك أحدا يحميني ويدعمني "
من جانبها ، قالت سلسبيل سعيد الشقيقة التوأم للمرحوم اسلام سعيد من عرابة ، في حديثها لقناة هلا : " تربينا مع بعض وتعلمنا مع بعض ومررنا باشياء كثيرة في المدرسة ، عشنا مواقف مشتركة كثيرة ، وأكثر ما أذكره من اسلام أنني أخته وممنوع أن يقترب مني أحد ، فكنت أشعر بأن هناك أحدا يحميني ويدعمني . وبعد أن أنهينا المدرسة وتفرغنا لدراسة الجامعة ذهبت الى اورانيم وكان باستمرار يتصل بي ويسأل عني ويطمئن علي ، حتى أنه دعمني في أشياء كثيرة أكثر من أبي" .
" مطمئنة أنه الان في مكان أفضل يستحقه "
وأضافت سلسبيل سعيد : " عشنا لحظات سعيدة كثيرة وقمنا بأشياء مشتركة كثيرة ، وأنا الحمد لله مطمئنة أنه الان في مكان أفضل يستحقه ، وأنا الان أكمل مشيرتي كما كان يريد أخي اسلام . لم أتردد في مضوع التبرع بأعضاء اسلام وفكرت كيف أن ذلك سينقذ حياة اخرين ، بغض النظر من هم هؤلاء الأشخاص ، وقد ذهبت وشاهدت أحد هؤلاء الأشخاص في المستشفى وشعرت بسعادة كبيرة وأعطاني شعورا بأن أخي ما زال موجودا " .