logo

المعالج والمحلل النفسي د. عامر جرايسي يقدّم نصائح للاهل : هكذا تجتازون عطلة الصيف بسلام مع أولادكم

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
21-07-2024 20:17:49 اخر تحديث: 23-07-2024 03:32:35

في ظل التحديات الكبيرة التي تفرضها الظروف الراهنة، بما في ذلك الحرب والأزمة الاقتصادية، تتطلب تربية الأطفال وتعامل الأهل معهم خلال العطلة الصيفية

اهتمامًا خاصًا ومقاربة مدروسة، فالعطلة الصيفية تمثل فرصة للأطفال للاستراحة والترفيه بعد عام دراسي طويل، ولكن في ظل الحرب، تزداد التحديات التي يواجهها الأهل في توفير بيئة آمنة ومستقرة لأبنائهم. للحديث اكثر حول هذا الموضوع ، استضافت قناة هلا الدكتور عامر جرايسي وهو معالج ومحلل نفسي وموجه أهال من حيفا .

" قد تكون هذه الفترة محفوفة بالمخاطر"

وقال الدكتور عامر جرايسي في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: " بخلاف الوضع الراهن، يهمني أن أوجه رسالة مفادها أن العطلة الصيفية التي ينتظرها أطفالنا بفارغ الصبر هي فترة هامة للاستمتاع والراحة. ولكن، قد تكون هذه الفترة محفوفة بالمخاطر مثل حوادث الغرق وحوادث الدهس والتعرض لضربة الشمس، مما يجعل من المهم جداً أن نكون كأهل واعين لهذه الأمور". ومضى قائلا: " كثيراً ما يشعر أطفالنا بالملل خلال العطلة الصيفية، وللأسف الشاشات تصبح الملاذ الوحيد لهم. نلاحظ زيادة إدمانهم على الشاشات مما يؤدي إلى السهر لساعات متأخرة، والنوم حتى ساعات متأخرة من اليوم التالي، وبالتالي تتراكم عادات سلبية تستمر حتى بعد انتهاء العطلة، مما يجعل من الصعب على الأهل تعديل هذه السلوكيات لاحقاً. بالإضافة إلى ذلك، مع زيادة وقت الجلوس أمام الشاشات، قد يتعرض أطفالنا لأخبار مؤذية تتعلق بالحرب أو حوادث القتل، مما يعرضهم لمشاهد وأخبار مرعبة تسبب لهم ضغوطاً نفسية وخيالات مقلقة. في كثير من الأحيان، الأطفال الذين لديهم مخاوف سابقة قد تتشكل لديهم حالة من الصدمة نتيجة لهذه الأحداث، مما يسبب لهم قلقاً وصعوبة في النوم وزيادة في الحركة وكثرة الأسئلة. لذا، من الضروري أن نكون كأهل منتبهين لهذا الموضوع، وأن نتحدث مع أطفالنا بانتظام حول ما يشاهدونه وما يشعرون به، وعلينا أن نوفر لهم الدعم اللازم ونساعدهم على تجاوز هذه الفترة بسلام وأمان".

" دور الأهل أساسي في التعامل مع مخاوف الأبناء"

وأشار د. عامر جرايسي الى "ان دور الأهل أساسي في التعامل مع مخاوف الأبناء، ولكن يجب أن نسأل أولاً: هل الأهل يعرفون كيف يتعايشون مع هذه المخاوف؟ في كثير من الأحيان، نلاحظ تفاوتاً في استعداد الوالدين للتعامل مع هذه المخاوف، فقد يكون الأب أكثر استعداداً نفسياً من الأم أو العكس. في هذه الحالات، يمكن أن نستعين بالوالد الذي يتمتع بحصانة نفسية أكبر ليتوجه إلى الابن ويفتح معه نقاشاً حول الموضوع او العكس. ويمكننا استغلال هذه الفترة لتقديم الدعم النفسي للأبناء ومعالجة أزماتهم النفسية، من خلال أنشطة تساهم في تقريبهم من قيم التسامح والمحبة والسلام، يمكننا أن نساعدهم على التعايش بشكل أفضل مع مخاوفهم وتجاوزها". 

"من المهم جداً أن نكون صريحين مع أبنائنا"

وحول كيفية تعامل الاهل مع الوضع الاقتصادي الصعب وتاثيره على وضع الخطط للعطلة الصيفية، قال د. جرايسي: " من المهم جداً أن نكون صريحين مع أبنائنا بهذا الشأن، وان نوضح لهم الوضع الاقتصادي الذي نتواجد فيه، وإذا لم تكن لدينا الفرصة للسفر، يمكننا البحث عن أماكن محلية مجانية أو قضاء الوقت في الطبيعة بمناطق قريبة. يجب على الأهل ألا يكذبوا على أبنائهم أو يعطوهم وعوداً كبيرة قد يصعب تحقيقها، فللاسف بعض الأهل يلجأون إلى الاقتراض لتوفير رحلات لأبنائهم، مما يضعهم تحت ضغوط نفسية تجعلهم غير قادرين على الاستمتاع بالعطلة".