logo

رئيس بلدية الطيبة السابق يكتب: ثلاثة اسئلة جوهرية يجب ان تكون بمركز الحوار مع الاحزاب - وعدم ذر الرماد بأعيُن المواطن الفلسطيني في اسرائيل

بقلم : رئيس بلدية الطيبة السابق المحامي شعاع مصاروة منصور
18-07-2024 11:13:17 اخر تحديث: 05-08-2024 21:15:00

منذ عشرات السنين ونحن برّدة فعل لاي عمل تقوم به مؤسسات الدولة العميقة باتجاهنا كاقلية قومية من مصادرة اراضي ، تهجير، هدم بيوت،

 رئيس بلدية الطيبة السابق المحامي شعاع مصاروة منصور 

تفرقة على اساس عنصري بفرص العمل، شح الميزانيات من دوافع عنصرية وغيرها من الاعمال التي خلقت فجوات كبيرة بين المواطن العربي باسرائيل والمواطن اليهودي . 

للأسف، لم تكن هناك اي مبادرة فعلية مبنية على اسس، وكل ردة الفعل كانت وما زالت مع كل اسف عبارة عن " دغدغة المشاعر العاطفية " لدى ابناء شعبنا الذي فقد البوصلة بعدم وجود قيادة راشدة توجه المجتمع حسب اجندة واضحة "مصلحة الأقلية القومية مع الحفاظ على الثوابت الوطنية". لكن مع مرور السنين بات من الصعب جدا ان تفرق بين الطروحات الحزبية للأحزاب العربية والأحزاب اليسارية اليهودية مثل حزب "ميرتس" وغيرها ( باستثناء التجمع نوعاً ما )، بل قامت بمجتمعنا احزاب ليس لديها اي طرح ايديولوجي او اجتماعي وطرحها هو "ردة فعل ومهاترات شعبوية " لم تجد شيئا . 

بعد اقامة السلطة الفلسطينية وفتح الحوار المفتوح بين قيادة الشعب الفلسطيني بالضفة والشتات ممثلة بفتح والسلطة الفلسطينية ، فقدت الاحزاب العربية الخطاب العاطفي وطرحها لحل دولتين لشعبين على حدود 1967 , وأصبح هذا الطرح بمثابة طرح دولي تتبناه اغلب الاحزاب اليسارية بدولة إسرائيل، وخاصة ان هذا الطرح يلقى تجاوباً دولياً لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي . 

" الاحزاب العربية .. إلى اين ذاهبة بهذه الأقلية وهذا الشعب؟"

بعد اقامة السلطة الفلسطينية بدت الاحزاب العربية بضائقة تفقد مصداقيتها لانها لم تطرح اي فكر ايديولوجي او رؤيا إلى اين ذاهبة بهذه الأقلية وهذا الشعب " الأعزل " . هذه الضائقة وعدم وجود رؤيا واضحة أدى إلى اقامة كم غير مسبوق من الاحزاب التي لا يوجد لها اجندة واضحة وبات من الصعب على الناخب العربي التفرقة بين الطروحات . 

هل وجود تمثيلنا بالكنيست مجدي؟ تعلو الأصوات متسائلة هل وجودنا بالكنيست مجدي لنا ام اصبحنا "تجار اصوات" يكتفي البعض منا بدغدغة العواطف الجياشة بخطابات رنانة ، او الاكتفاء بأموال زهيدة لبيع/ شراء الذمم ، واقع أليم نعيشه منذ سنين !

"خطاب شعبوي غير مدروس" 

هل وجودنا بالكنيست يؤثر على حياتنا الاجتماعية والمادية والسياسية ، ام وجودنا هو عبارة عن تزيين لوجه الدولة العميقة كدولة ديموقراطية تحمي حقوق الأقليات ؟ 

مما لا شك فيه ان تشبثنا بالعيش بارضنا ومكافحتنا للقمة العيش بكرامة هو كفاح يومي فردي لكل فرد فينا ، وخاصة بعد ان فقدت مؤسساتنا الرسمية (وخاصة غير المنتخبة) مصداقيتها وباتت عبئا على المجتمع وتطلعاته . هذه النتيجة لفقدان الثقة بالمؤسسات والأحزاب هي نتيجة مباشرة لخطاب شعبوي غير مدروس أدى إلى نزع الثقة من طرف المجتمع وخاصة ان الاحزاب لم تفلح حتى بمنع هدم مبنى خشبي بالوسط العربي ، واضف إلى ذلك " خوف منتخبي الجمهور " من قول كلمة الحق ضد عالم الإجرام والعصابات ، وتواطؤ بعضهم بالتعاون مع العصابات والجريمة المنظمة . فلم يجرؤ اي منتخب عربي بالكنيست بطرح اسماء عصابات وعائلات الاجرام خوفاً منهم وليس خوفاً علينا ، وبات همهم الوحيد وجودهم بالكنيست ، لشو ؟ حتى هم ليس لديهم جواب ! . 

هذا يأخذنا إلى اسئلة محورية : 

أولا، هل نريد ان نؤثر على حياتنا من خلال انخراطنا بمؤسسات الدولة وخاصة التأثير على الحكومات ؟ 

ثانيا، هل نسعى لإطاحة حكومة اليمين المتطرف واستبدالها بحكومة اقل عنصرية باسوأ الاحوال ، او نكون شركاء بحكومة تتقبلنا كاقلية قومية لها حقوقها ومستعدة للتعاطي معنا على هذا الاساس . 

ثالثا، هل إذا خيرنا بين العيش تحت سلطة السلطة الفلسطينية ( ببيوتنا ) وبين البقاء تحت سلطة الدولة ، ما هي خياراتنا ؟ 

هذه الاسئلة يجب ان تكون بمركز الحوار السياسي الكياني لنا مع الاحزاب ، وان يكون لها اجوبة واضحة وعدم ذر الرماد باعيُن المواطن العربي الفلسطيني باسرائيل الذي اصبح واعياً للمسرحيات . كل ما كتبت لا يعفي الدولة من مسؤوليتها اتجاهنا كمواطنين عزل بدولة تتزين ديموقراطيتها بوجودنا بارضنا . فليعلم الجميع هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون.


د. احمد الطيبي

د. منصور عباس
سامي ابو شحادة
ايمن عودة