الأخوة والسلطة الوطنية للأمان على الطرق والمجلس المحلي في يركا، الشرطة، بمشاركة رئيس المجلس المحلي سلمان ملا، رجال دين، مديرة لواء الشمال في وزارة التربية والتعليم د. أورنا سمحون، أعضاء المجلس المحلي ومدراء الاقسام الامن والامان في المجلس المحلي، والعشرات من أهالي يركا.
تمحورت أعمال المؤتمر حول مكافحة حوادث الطرق التي تحصد مئات الأرواح سنوياً بالإضافة الى محاضرات توعوية للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي. وقال سلمان ملا رئيس المجلس المحلي في يركا في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا: " المؤتمر اليوم يُعقد لتكريم ذكرى الشابين العزيزين من قريتنا، نضال معدي وبهاء عبد، اللذين فقدناهما في حوادث مأساوية قبل أكثر من شهر. اليوم، نعقد مؤتمرًا مع النساء لزيادة الوعي ونخلد ذكرى الشابين. نأمل أن يلتزم جميع شبابنا بالمعلومات والتعليمات المتعلقة بالقيادة الحذرة، حيث يعاني المجتمع العربي من آفة حوادث الطرق والعنف". ومضى قائلا: " يكفينا قتلى وجرحى، وعلينا اتخاذ كل خطوة ممكنة لرفع الوعي. نأمل من الأهالي وقيادة المجتمعين العربي والدرزي أن يأخذوا هذا الموضوع على محمل الجد. اليوم، لم يبق لنا سوى أن نعلم ونربي ونثقف على القيادة الحذرة. نرى بعض الشباب في الشوارع يمارسون العنف، وهذا العنف على الطريق غير مقبول بأي حال. التحسينات ايضا في السيارات والضوضاء تؤدي إلى حوادث طرق خطيرة، والسرعة الزائدة تسرع بنا نحو الموت".
من جانبه، قال شفيق عبد مدير مدرسة الاخوة الثانوية في يركا ووالد المرحوم بهاء عبد: " هذا المؤتمر يُعقد من أجل رفع الوعي المروري في صفوف الشباب، بسبب الحوادث التي أودت بحياة العديد من الشباب في يركا، وخاصة في شهر أيار. من بين الضحايا كان ابني الشاب بهاء، الذي فقدناه في الأول من أيار عام 2024، وهو في ريعان شبابه". وأضاف: " تشارك في المؤتمر شخصيات رفيعة المستوى، منها مديرة لواء الشمال في التربية والتعليم، رئيس المجلس المحلي سلمان ملا، مدير قسم الأمان على الطرق من القدس، مدير لواء الشمال في السلطة الوطنية للأمان على الطرق، بالإضافة إلى مفتشين، مدراء، شخصيات عامة، وأمهات ثكلى".
وأشار شفيق عبد الى "ان للمؤتمر عدة أهداف حيث انه يتضمن محطات توعية في مجال التربية والأمان على الطرق. هناك محطة تعرض سيارة منقلبة لرفع الوعي بأهمية حزام الأمان، وأخرى تسلط الضوء على مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات. المحطة الثانية شملت خطابات من قبل شخصيات مهنية، بالاضافة الى افتتاح مركز لمحاكاة القيادة، حيث سيتعلم الطلاب كيفية تجنب مخاطر القيادة المتهورة والسياقة بحكمة وروية".
واختتم قائلا: " يؤسفنا بشدة وقوع ضحايا حوادث الطرق، خاصة بين الشباب، وذلك لأسباب متعددة مثل القيادة المتهورة، السرعة، شرب الكحول، وعدم الانصياع للقانون. نتوقع من الجميع التحدث في كل مكان مع الشباب والجميع حول أهمية الوعي بالقيادة الآمنة، وترسيخ القيم مثل التروي، احترام القوانين، والتصرف بعقلانية على الطريق. لا تدعوا الحزن واللوعة يتملك قلوب الأهل، فالدمعة لم تجف بعد والألم لا يزال في القلوب. أتمنى أن يكون هناك صحوة بين السائقين وأن يقودوا بحذر، ليعودوا إلى أهاليهم سالمين".
"علينا أن نتعلم كيف نستخدم الطريق بوعي ومسؤولية"
بدوره، قال وجدي حسون: "أهمية هذا المؤتمر تكمن في تأكيد ضرورة وعي الشباب بأهمية السلامة على الطرق لتجنب حوادث المرور الناتجة عن التهور، السرعة، وعدم الانصياع للقانون. هذا المؤتمر يُقام تكريمًا لذكرى المرحوم بهاء عبد الذي توفى في حادث طرق مؤلم. علينا أن نتعلم كيف نستخدم الطرق بوعي ومسؤولية، فالسيارات هي وسائل نقل وليست وسائل قتل إذا لم تُستخدم بشكل صحيح. لهذا السبب، يجب على الجميع أن يكونوا واعين ويقودوا بطريقة سليمة، فعلى الرغم من أن نسبة المواطنين العرب تشكل 20% من السكان، فإن نسبة الحوادث بالمجتمع العربي تزيد عن هذه النسبة، مما يشير إلى الحاجة الملحة للتوعية والإرشاد".
"التربية الصحيحة هي الأساس"
بدوره، قال سيف معدي ضابط امن في مجلس يركا المحلي: " في الآونة الأخيرة، وقعت عدة حوادث طرق أودت بحياة العديد من الشباب في يركا، وهم من خيرة شباب البلدة. نعلم أن البنية التحتية تعد أحد أسباب هذه الحوادث وخسارة هؤلاء الشباب، ولكن التربية الصحيحة هي الأساس في هذا الموضوع. لذلك، تمت إقامة هذا المؤتمر اليوم لتوضيح أهمية القيادة الحذرة للأهالي، وبالذات للأمهات".
"تثقيف مروري"
اما عفيف أبو دولة مدير قسم الامن والأمان على الطرق في مجلس يركا المحلي، فقال: " المؤتمر يهدف إلى توصيل رسالة لشبابنا وللأمهات لتقليص حوادث الطرق والإصابات التي تزايدت في الفترة الأخيرة في يركا. نحن في المجلس المحلي قمنا بتنظيم هذه الفعالية نظرًا لوقوع العديد من الحوادث المأساوية في الآونة الأخيرة". وأضاف: "هناك أسباب عديدة لزيادة حوادث الطرق، منها الأوضاع الأمنية والبنية التحتية القديمة التي تحتاج إلى تغيير وتجديد، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتثقيف المروري".