logo

رجل في الأخبار -منذ الفئات السنية وحتى النهائي.. دي لا فوينتي مهندس نجاح إسبانيا

رويترز
13-07-2024 09:11:38 اخر تحديث: 13-07-2024 09:12:09

(تقرير رويترز) - وسط مشاكل كرة القدم الإسبانية بعد فضيحة قُبلة رئيس الاتحاد، قرر المدرب لويس دي لا فوينتي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أن يعسكر فريقه خلال بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 في عمق

  المدرب لويس دي لا فوينتي -  (Photo by TOBIAS SCHWARZ/AFP via Getty Images)

الغابة السوداء بألمانيا حيث يمكن أن يأتي الضجيج الخارجي الوحيد من الأبقار أو الطيور.

وبالقرب من سويسرا وعلى بعد أكثر من 100 ميل من أقرب مدينة تستضيف البطولة شتوتجارت، تدربت إسبانيا لأكثر من شهر محاطة بالماشية بين حظيرتين خشبيتين كبيرتين في أعلى حقل متعرج بالقرب من حافة الغابة.

وأحبها اللاعبون وأشادوا بالسلام والسعادة في الفندق الذي يقيمون فيه. ومن المؤكد أن تأهلهم إلى المباراة النهائية للبطولة يوم الأحد أمام إنجلترا بعد الفوز بالمباريات الست أثبت دقة اختيار مدربهم.

وبالنسبة لدي لا فوينتي (63 عاما) فقد استغرق هذا التخطيط أكثر من عقد. فقد بدأ تدريب منتخب إسبانيا تحت 15 عاما في عام 2013، وهناك بعض اللاعبين من هذا الفريق معه الآن في ألمانيا.

وتعرض المدرب للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تعيينه بالقول "لويس دي لا من؟" لكنه الآن يأمل في نهاية مثالية لمشروعه.

وشغل دي لا فوينتي مركز الظهير خلال فترته في الملاعب وتحلى بالعمل الجاد، وبدأ مسيرته التدريبية مع أتليتيك بيلباو وهو رجل هادئ ومنظم ولديه بنية جسدية قوية تجعله يبدو مثل لاعب كمال الأجسام وذلك بفضل ارتياده لصالة الألعاب الرياضية يوميا بينما لا يزال معظم لاعبيه في السرير.

وطريقته في الحياة تكشف عن رجل عملي ليس لديه أي وقت ليهدره ويملك هدفا واضحا لما يفعله.

ولم يكن دي لا فوينتي معروفا للعديد من مشجعي كرة القدم عندما تم تعيينه العام الماضي مع اختلاف سيرته الذاتية عن أسلافه لويس إنريكي ويولن لوبتيجي ولويس أراجونيس وفيسنتي ديل بوسكي الذين حققوا جميعا نجاحا كبيرا على مستوى الأندية.

وساعدت شخصيته المعتدلة في إنهاء خلافات غرف الملابس بعد أسلوب لويس إنريكي المتشدد. ووفقا للاعبين ومصادر مطلعة في المعسكر الإسباني، وبدلا من فرض الواجبات على نحو أشبه بالأوامر العسكرية، نجح في كسب ثقة اللاعبين بفضل توجيهاته الحازمة والهادئة.

وقال المدافع داني كاربخال في مقابلة مع صحيفة ماركا الإسبانية "جئنا من فترة الأوامر الصارمة. الآن أصبح كل شيء أكثر هدوءا. لدينا أجواء رائعة. الأمور تحت السيطرة".

* وداعا لأسلوب "تيكي تاكا"

منحت معرفة دي لا فوينتي الجيدة بالعديد من اللاعبين ميزة كبيرة لإسبانيا.

وأثناء عمله في مختلف منتخبات الفئات السنية لإسبانيا، درب دي لا فوينتي أكثر من نصف التشكيلة الموجودة في ألمانيا حين كانوا صغارا في منتخب دون 19 و21 عاما وقادهم للفوز ببطولة أوروبا عامي 2015 و2019. كما حقق الميدالية الفضية في ألعاب طوكيو 2020.

وكانت العروض التي فرضت فيها إسبانيا هيمنتها في ألمانيا هي نتيجة لمشروعه طويل الأمد، إذ انتقل من أسلوب "تيكي تاكا" القائم على الاستحواذ، الذي ساعد في الفوز بكأس العالم بين بطولتين أوروبيتين منذ أكثر من عقد إلى الاعتماد على نهج هجومي شرس.

وأصبح فريق المدرب دي لا فوينتي مهووسا بالتفوق على منافسين غالبا ما يستخدمون خمسة لاعبين في الخلف، ويعتمد على تطبيق الضغط العالي والتحركات السريعة من لمسة واحدة والتمرير الدقيق. ويُظهر اللاعبون تفاهما غريبا بتمركزهم في أرض الملعب.

ووفقا للاعبين، فإن ذلك يأتي من التفاهم المتبادل المبني على كل تلك السنوات من اللعب والتطور وقضاء الوقت معا.

وقال ميكل ميرينو لاعب الوسط لرويترز "نعلم ما يريده ونعرف أسلوب كرة القدم الذي يحب أن يلعبه ونعلم الشخصية التي يحتاجها.

"هذه مزية كبيرة بالنسبة لنا كلاعبين وله كمدرب. يعرف كل منا الآخر... وهذا هو السبب في أننا قادرون على التواصل بطريقة مختلفة عن معظم المنتخبات الأخرى. إنها مزية كبيرة بالنسبة لنا كلاعبين وله كمدرب. لم أر هذا التفاهم إلا في كرة القدم الخاصة بالأندية".

ويأتي الاختبار النهائي لهذا التفاهم غدا الأحد في برلين.