جاريث ساوثجيت - (Photo by Stu Forster/Getty Images)
جاريث ساوثجيت بأنه "يتعلم دائما" في محله.
وتعرض ساوثجيت للسخرية بسبب خموله على خط التماس في المباريات السابقة خاصة بعد انتظاره حتى الدقيقة 95 للدفع بإيفان توني بينما كانت إنجلترا متاخرة أمام سلوفاكيا في دور الستة عشر.
وكان هذا الموضوع الرئيسي طوال فترته في قيادة المنتخب الإنجليزي التي استمرت ثماني سنوات وكذلك في بطولة أوروبا 2024، وكلما زاد "الصخب الخارجي" الذي تطور كلما بدا (ساوثجيت) أنه يرفض تغيير خطته أو أفكاره.
ومع ذلك، فقد دفع أمس بلوك شو بدلا من كيران تريبيير مع بداية الشوط الثاني ورغم أن هذا بدا أنه يخفف من حدة أسلوب إنجلترا في الشوط الأول، إلا أن ساوثجيت لم يكمل المهمة.
ورغم أن هاري كين، الذي سجل هدف التعادل المبكر من ركلة جزاء وبدا في أفضل حالاته طوال البطولة، وفيل فودن، الذي سدد في القائم وأبعدت تسديدته من على خط المرمى، لكنهما لم يفعلا أكثر من ذلك.
ولم يكن مفاجئا أن يكون بالمر أحد البدلاء لأنه بدا خطيرا في كل مرة يشارك فيها لكن قليلين يرون أن واتكينز يتفوق على توني.
ولقد أثبتت تغييرات ساوثجيت نجاحها نظرا لأن بالمر أرسل التمريرة الحاسمة إلى واتكينز ليسجل هدف الفوز بالمبارا ليرسل إنجلترا إلى نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية على التوالي.
وبطريقة نموذجية، رفض ساوثجيت الهجوم على منتقديه عند سؤاله عن التغييرات، قائلا بهدوء "أحيانا تنجح، وأحيانا لا تنجح".
ومع ذلك، فقد كشف عن بعض الأفكار التي لا يراها المشجعون والنقاد على الفور من الخارج عندما قال إن أحد أسباب اختيار واتكينز قدرته على الضغط على المدافعين.
وقبل عشر دقائق على النهاية في ظل الحاجة الماسة إلى تسجيل هدف، قد لا تكون هذه الأولوية الأساسية في أذهان معظم المدربين، ولكن ربما يكون هذا هو السبب وراء قيادة ساوثجيت لفريقه الآن إلى قبل نهائي ثالث بطولة كبرى في أربع بطولات.
* مفعم بالثقة
رغم أن التغييرات أنهت المباراة، إلا أن التشكيلة الأساسية لإنجلترا قامت ببناء القاعدة في أول 45 دقيقة رائعة وبعد ذلك لم يحالفهم الحظ في عدم التقدم بالنتيجة.
وقال ساوثجيت إن المساحة التي أتاحها الفريق الهولندي مكنت فريقه من التألق بشكل أكبر مما كان عليه في المباريات السابقة أمام منتخبات أقل طموحا، لكن يبدو أن هذا تغيير في العقلية أكثر من الخطط الفنية التي أثارت استحسان جماهير إنجلترا بعد أسابيع من الصمت.
وربما لا يُعرف ما إذا كان المدرب أطلق العنان للخطط الفنية والخططية أم ما إذا كان اللاعبون قد أخذوا زمام المبادرة لكن التغيير كان مذهلا منذ البداية.
وبدأ فودن وجود بلينجهام اللعب بنفس الإيجابية التي جعلتهما أفضل لاعبي العام في إنجلترا وإسبانيا، بينما تخلص بوكايو ساكا من النهج المتردد الذي اتبعه في المباريات السابقة بشأن الهجوم على المدافعين بسرعة.
وتحرك كين في جميع المناطق الصحيحة بينما خنق ديكلان رايس الذي لا يعرف الكلل والشاب كوبي ماينو (19 عاما) الهولنديين في الوسط.
وفي الدفاع، بدت إنجلترا قوية كما كانت طوال البطولة، رغم وجود بعض اللحظات الصعبة خلال الدفاع في الركلات الركنية والحرة.
وبشكل عام، كانت هناك ثقة كبيرة توقعها الجماهير من فريق كان مرشحا للفوز قبل البطولة بفضل العمق الواضح للمواهب المتاحة.
وسيشير النقاد مرة أخرى إلى طريقهم السهل نسبيا للنهائي، لكن من الصعب الجدال ضد فريق لم يخسر في 13 مباراة في بطولة أوروبا، إذا كان من الممكن وصف خسارته في نهائي 2020 بركلات الترجيح أمام إيطاليا بالتعادل، منذ هزيمته المفاجئة أمام أيسلندا عام 2016.
وستخطو إنجلترا خطوة كبيرة للأمام في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل ضد فريق إسباني تأهل للنهائي بعد ستة انتصارات، لكن فريق ساوثجيت سافر إلى برلين وهو مفعم بالثقة التي أعاد اكتشافها.