صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_oneinchpunch
من الخرف، مع نسبة 60-70% من الحالات، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية WHO، التي تُشير أيضاً إلى أنه يعاني أكثر من 55 مليون شخص في العالم من الخرف في الوقت الحاضر، ويعيش أكثر من 60% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ووفقاً لدراسة فرنسية جديدة، يمكن أن تكون للقهوة آثار مفيدة في إبطاء تطور مرض الزهايمر لدى المرضى المصابين بالفعل، ولكن في مراحل مبكرة من المرض.
الكافيين والأثر النفسي
مادة الكافيين لها تأثير نفسي بالغ على عدد لا يُحصى من البشر حول العالم، فهم لا يشعرون بالنشاط والحيوية وإمكانية مباشرة العمل، خصوصاً في الصباح الباكر إلا بعد شرب كوب من القهوة؛ ليتحول ذلك إلى عادة يومية.
ورغم أن الكافيين سيف ذو حدّين، حيث يمكن أن يمنع النوم ويسبب الأرق إذا تناوله البعض في فترة بعد الظهر أو المساء، كما يمكن أن يسبب استهلاكه بعض المشاكل لدى الأطفال والمراهقين الذين لا يزال دماغهم غير ناضج.
وفي حال الإصابة ببعض الأمراض، يمكن للكافيين أن يسبب المزيد من ارتفاع ضغط الدم، والأمراض العقلية، وسلس البول والبراز، والقرحة، والتهاب المريء، والارتجاع المعدي المريئي.
ولكن تعلم غالبيتنا أنه إذا تمَّ تناوله بشكل معقول، أي تناول كوبين إلى أربعة أكواب يومياً من القهوة، فسيكون فعالاً في تخفيف أعراض خلل الحركة، وهو مرض وراثي نادر، وسيقلل من خطر الوفاة المبكرة وسيكون له فوائد للقلب والذاكرة.
ففي الواقع، يمكن أن يُبطئ الكافيين من التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة وخطر الإصابة بمرض الزهايمر. وفقاً لدراسة فرنسية جديدة نُشرت يوم الجمعة في الخامس من شهر يوليو 2024 في المجلة العلمية البريطانية Brain، والتي أشارت إلى أنه يمكن أن يكون للكافيين على وجه الخصوص آثار مفيدة في إبطاء تطور المرض لدى المرضى المصابين بالفعل، ولكن في مرحلة مبكرة.
الكافيين يمنع التدهور المعرفي وفق الدراسة
لقد سبق وأثبت الباحثون من Inserm وCHU وجامعة ليل الفرنسية، عام 2016، أن الكافيين يمنع مستقبلات A2A العصبية، والتي تتعطل لدى مرضى الزهايمر. وقد نجح عملهم على الفئران في إظهار هذا الاضطراب الذي أدى إلى مشاكل في الذاكرة.
واليوم، أطلق ديفيد بلوم وفريقه المرحلة الثالثة من التجربة السريرية على البشر، التي شملت العينة 248 مريضاً يعانون من مرض الزهايمر المبكر أو المعتدل، والذين يعيشون في شمال فرنسا ونورماندي.
وقد طلب الباحثون في دراستهم من عينة البحث التوقف عن شرب القهوة، ليصبح الجميع على نفس المستوى، وكي لا تتحيز النتائج. وفي كل صباح، سيتعين على المشاركين ابتلاع الكبسولات، دون معرفة ما تحتويه. سيحصل النصف على دواء وهمي بينما سيتناول النصف الآخر 400 ملغ من الكافيين، أي ما يُعادل حوالي أربع فناجين من القهوة.
هل يمكن للكافيين أن يكون دواءً جديداً لمرضى الزهايمر؟
يتوقع الباحثون أن المرضى الذين تناولوا الكافيين سوف يعانون من تدهور إدراكي أقل. فمن المتوقع ظهور النتائج في عام 2026. "إذا كانت التجربة إيجابية، فإن هذا سيشجعنا على إطلاق تجربة أكبر. ومن المحتمل أن يعني هذا أنه يمكن استخدام الكافيين كدواء لعلاج هذا المرض"، يقول ديفيد بلوم أحد قائد الدراسة بحماس كبير.
وفي أثناء انتظار النتائج النهائية للدراسة، يمكنك تناول القهوة باعتدال، كإجراء وقائي. وإذا كنتِ لا تحبين القهوة، يمكنك تناول الشاي الذي يحتوي على الثين Theine، الذي يأتي من نفس الجزيء. وغالباً ما تظهر فوائده للصحة. ويعمل تناول الشاي على تحسين كثافة العظام ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويساعد في مكافحة ظهور تسوس الأسنان. وقد أوصى العديد من الدراسات باستهلاك كوبين على الأقل من الشاي الأخضر يومياً لتقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون ومرض الزهايمر. وقد ثبت فعلياً أن الشاي يمكن أن يؤخر تدهور الوظائف الإدراكية.