(Photo by Ryan Pierse/Getty Images)
والمدن التي تفوز بفرصة استضافة أكبر حدث رياضي في العالم غالبا ما تفعل ذلك بناء على توقعات بأنها ستجذب حشودا من الزائرين لإظهار قدراتها وتعزيز اقتصادها.
لكن باريس لديها عدد من العوامل التي تتعارض مع ذلك والتي أدت إلى انخفاض الحجوزات.
ومن المتوقع أن تزيد حجوزات الطيران للعاصمة الفرنسية - وهو مؤشر للنشاط السياحي - بنسبة 10 بالمئة على أساس سنوي بداية من السادس من يوليو تموز الحالي فصاعدا، وفقا لشركة بيانات تذاكر الطيران فورواردكيز.
ويمثل هذا تناقضا صارخا مع الزيادة التي بلغت 115 بالمئة في عدد السياح الوافدين لحضور أولمبياد ريو 2016. وقالت فورواردكيز إنه حتى دورة ألعاب طوكيو، التي أقيمت خلال جائحة كوفيد-19، شهدت زيادة بنسبة 20 بالمئة.
وتظهر البيانات الصادرة عن شركة الاستشارات (إم.كيه.جي) ومقرها باريس أن حجوزات الفنادق قد انخفضت منذ العام الماضي خلال الأسابيع التي سبقت الألعاب الأولمبية إلى جانب انخفاض الإيرادات بنسبة 25بالمئة خلال معظم شهر يونيو حزيران الماضي.
وتظهر البيانات إلى جانب المقابلات مع وكلاء السفر وعشاق الرياضة وبائعي التذاكر أن الأسعار المرتفعة والمخاوف الأمنية تجعل حتى أكثر المشجعين الأولمبيين حماسة يترددون في الحضور.
وقال آلان باتشاند، وكيل السفر الرياضي المقيم في الولايات المتحدة، لرويترز "حاليا هذه أقل الحجوزات التي شهدناها منذ 25 عاما لأي حدث رياضي تقريبا".
وتسلط النتائج الضوء على التحديات التي تواجهها المدن الكبرى في استضافة الأحداث الرياضية الدولية، فهي بالفعل مزدحمة ومكلفة مما يخيف الضيوف المهتمين بالأسعار.
وتظهر أيضا أن الطلب المستمر على السفر، مع استعداد المسافرين لإنفاق الأموال على التجارب بدلا من شراء السلع في أعقاب جائحة كوفيد-19، يتباطأ إذ أصبحوا أكثر حساسية لزيادة الأسعار.
وشهدت لندن شيئا مشابها عام 2012. فقد شهدت زيادة بنسبة ثلاثة بالمئة فقط في عدد الوافدين مع ابتعاد العديد من السياح عن العاصمة البريطانية التي عادة ما تكون مليئة بالسياح خلال فصل الصيف.
ومع ذلك، فإن ذلم سيشكل ضربة للعاصمة الفرنسية، إذ قدرت إحدى الدراسات مؤخرا أن الأولمبياد سيدر فوائد اقتصادية تصل إلى 12 مليار دولار لمنطقة باريس. وفي العام الماضي انسحبت ولاية فيكتوريا الأسترالية من تنظيم ألعاب الكومنولث بسبب ارتفاع التكاليف.
* حافلة ليلية
إيما ماثيسون (29 عاما) تملك تذاكر لمباراة الميدالية البرونزية لمسابقة كرة القدم للسيدات في ليون في أغسطس آب المقبل، وتأمل في الحصول على تذاكر للمباراة النهائية على الميدالية الذهبية في اليوم التالي في باريس.
ولكن بدلا من البقاء طوال الليل بعد ذلك، ستستقل حافلة ليلية عائدة إلى لندن. وكانت الإقامة التي تزيد تكلفتها عن 300 يورو (323 دولارًا) لليلة واحدة أعلى من ميزانيتها.
وقالت "كنت أتمنى أن أرى المزيد من مباريات السيدات أو مباريات دور المجموعات إذا كان الأمر في المتناول".
وارتفع متوسط أسعار الفنادق بين 26 يوليو تموز الحالي و11 أغسطس آب المقبل بنسبة 70 بالمئة ليصل إلى 342 يورو في الليلة الواحدة مقارنة بالعام الماضي، وفقا لمكتب السياحة في باريس.
وحتى الضيوف الأكثر ثراء أجلوا سفرهم. وقال باتشاند إن الفنادق ذات الأربع نجوم كانت تتقاضى ما يصل إلى ألف يورو في الليلة خلال المسابقة مما أدى إلى عزوف العديد من العملاء نتيجة لذلك.
ومع ذلك، فإن موقع إيربنب يقول إنه شهد حجوزات قياسية في باريس. اعتبارا من مارس، كانت الليالي المحجوزة في منطقة باريس خلال الألعاب أعلى بنسبة 400 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
* تداعيات العمل
مع ذلك، قالت الخطوط الجوية الفرنسية يوم الاثنين إنها تتوقع مبيعات صيفية أقل من المتوقع مع تجنب المسافرين للألعاب الأولمبية.
وقالت وكالة السفر الفاخرة جلوبال ترافيل مومينتس، إن العملاء أشاروا أيضا إلى المخاوف الأمنية بالإضافة إلى الأسعار كسبب لتأجيل رحلاتهم.
وتشهد فرنسا أعلى مستويات التأهب الأمني مع اقتراب موعد انطلاق الألعاب الأولمبية، في حين تشهد البلاد أيضا انتخابات تشريعية مبكرة.
وقال رئيس شرطة العاصمة الفرنسية لوران نونيز الشهر الماضي إن المتشددين الإسلاميين مصدر القلق الأمني الرئيسي.
وقال دنكان جرينفيلد-تورك، رئيس مصممي السفر في شركة جلوبال ترافيل مومينتس إن "الناس يتجنبون السفر لباريس نظرا للمناخ الحالي"، مشيرا إلى "التحديات" مثل الانتخابات التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقال إن أحد العملاء أرجأ مؤخرا رحلة إلى باريس حتى العام المقبل بينما اختار آخر السفر قبل الألعاب.
ويأمل تجار التجزئة الفاخرة في تعزيز المبيعات في مناطق أخرى خارج باريس، حيث يتجنب السياح العاصمة الفرنسية.
* فوائد
تأمل بعض وكالات السفر أن يكون هناك اندفاع في اللحظة الأخيرة للحصول على التذاكر والإقامة والخصومات المحتملة في الأسابيع الأخيرة قبل بدء الألعاب.
وقال جيمي لين كبير الاقتصاديين في شركة إير (دي.إن.أية) لتحليل الإيجارات قصيرة الأجل، إن الزائرين قد يصلون بالقطار أو السيارة وهو ما لن يظهر في بيانات رحلات الطيران لكنه قد يؤدي إلى حجوزات تأجير المنازل في اللحظة الأخيرة.
وقالت يوروستار إن حجم مبيعات تذاكر القطار إلى باريس حتى الأول من يوليو الحالي لفترة السفر للألعاب الأولمبية ولذوي الاحتياجات الخاصة ارتفع بنسبة سبعة بالمئة على أساس سنوي.
وقال صمويل ريزو، الذي يدير شركة لبيع تذاكر الأحداث الرياضية، "سيكون الأمر على ما يرام. في فرنسا، كالعادة، ليسوا سعداء دائما وينتقدون دائما".