تصوير مؤسسة سند
الشبابية والجماهيرية الفاعلة ضمن شبكة مجتمعات سند تحت عنوان "شبابيكا" - شبكة شبابية عربية.
هذا العام وفي ظل الظروف الصعبة الراهنة، فإن شبكة مجتمعات سند تلعب دورا هاما في سد الفجوات والاحتياجات الاجتماعية في البلدات العربية على المستوى المحلي. يقوم ذلك على همة الأعضاء والشباب ضمن مجموعات المتطوعين الذين يقومون بذلك بشكل تطوعي داخل البلدات العربية.
ومن هنا جاء المقعد الحالي من المؤتمر متوجها الى المتطوعين والمنتسبين والنشطاء ضمن المجموعات الذين بدورهم يخدمون مجتمعاتهم المحلية، حيث تخدم هذه المجتمعات فئات مختلفة من خلال برامج اجتماعية للفئات داخل البلدات، وتعمل لتحسين جودة الحياة المستدامة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، الأكاديميا وسوق العمل والقيادة والبيئة والصحة وتطوير الحيز والأماكن العامة وغيرها.
يعمل ضمن كل مجموعة بشكل سنوي فريق من الناشطين والناشطات داخل البلدات بشكل تطوعي لأجل تحقيق هذا الهدف. وجاء هذا المقعد لتحقيق التواصل بين المجموعات المختلفة من كل البلدات الفاعلة. وكذلك لتوفير فسحة لشكرهم وللثناء على عملهم، فضلا عن الورشات التي تساهم في تقليل التوتر وشحذ الهمم من بعد العمل الشاق الذي تؤديه هذه المجموعات والدور الهام هذه الفترة التي تشهد العديد من التحديات.
ويركز هذا المقعد من المؤتمر على شبكة نشاطات برنامج "الحاضنة" في مؤسسة سند، ويرمي للتشبيك بين المجموعات الجماهيرية والمجتمعية في البلدات العربية. و تتماهى أهداف المؤتمر الثري بالفقرات الثقافية والورشات التدريبية المهنية، مع رؤية مؤسسة سند وإيمانها العميق بأن الثقافة هي عناصر أساسية في تطوير المجتمع وبناء الفرد وفي تعزيز العمل الجماعي وطريقة لتقليل التوتر للعودة للعمل داخل البلدات بهمة أكبر.
الانطلاقة من جلجولية
انطلق المؤتمر بأعماله هذا العام في المقعد الاول من قرية جلجولية بمشاركة المجلس المحلي في جلجولية وصندوق روتشيلد، والمجموعات المجتمعية في برنامج الحاضنة من 14 بلدة من جنوبي البلاد وحتى شمالها ومن ضمنها : جسر الزرقاء، والطيبة والطيرة و اللقية و جلجولية وكفر قاسم ويافا والقدس والفريديس، وقلنسوة و زيمر وكفر برا.
استُهل المؤتمر بكلمات ترحيبية لمؤسس ومدير عام "سند" السيد عبيدة أبو عصبة، رئيس مجلس جلجولية السيد درويش رابي، مديرة برنامج الحاضنة في سند السيدة سهيلة أبو لاشين، مركزة رابطة أكاديميو جلجولية عدن خطيب، مدير مجال المجتمع العربي في صندوق روتشيلد أحمد مواسي. وتخلل فعاليات تعارف وتواصل بين المجموعات، فقرة ثقافية وترفيهية، فعاليات لتقليل التوتر وللتشبيك وتوطيد التعاون والتواصل من خلال ورشات تدمج طريقة يوغا الضحك وورشات ODT خارجية وعرض مسرحي بموضوع المجتمع والهوية والثقافة الذي ارتكز على مشاركة الجمهور.
تفاعل ومشاركة
واتسم المقعد الأول من المؤتمر بأجواء من التفاعل والمشاركة إذ قالت عضو مجموعة "مداد" في جسر الزرقاء، روان طواطحة: "كان يوما مثمرا بالعديد من الأفكار والخطط الإيجابية ومليئاً بالحيوية والنشاط، يوم ثري بالتشبيك بين الشبيبة، ومليء بالإلهام والتعاون الإيجابي. تبادلنا الخبرات والأفكار، وساعدنا المؤتمر على بناء علاقات قوية تسهم في تحقيق الأهداف المشتركة بين جميع الأفراد. محتوى المؤتمر عزز الروح الإيجابية ودفع نحو التقدم بالتشبيك بين الشبيبة، وتقوية الروابط الاجتماعية وتوحيد الجهود نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا."
وأعربت عضو مجموعة "إينار" في القدس، ايات رامية عن رضاها من المؤتمر وقالت: "مؤتمر ناجح جداً ورائع ويلبي حاجتنا بهذه الفترة العصيبة، فقد ساعدنا في تخفيف التوتر والضغط وبنفس الوقت ساهم في التشبيك بين الروابط. فقد تعرفنا على ثقافات وعادات وتاريخ كل بلد، خصوصا جلجولية التي استضافتنا. استمتعت بالتعرف على الروابط العربية المختلفة والمتطوعين والانخراط معهم بفعاليات تقربنا من بعض أكثر وتوحدنا رغم اختلاف المناطق. المؤتمر عبارة عن تجربتي الأولى من نوعها للتواصل مع عرب الداخل، إذ تعرفت على ما يميز كل بلد من ناحية المعالم واللهجة والثقافة والأكلات الشعبية الخاصة". وأضافت رامية : "الفعاليات ساعدتني كثيرا وأضافت لي معلومات جديدة وشبكتنا أكتر مع الروابط. ومن أكثر الفقرات الي شعرت بأنها أضافت لي وكانت مهمة ومؤثرة هو عرض playback الذي يربط قصص من الواقع ويجسدها من خلال التمثيل على المسرح".
وقال مدير عام مؤسسة "سند" عبيدة أبو عصبة: " سند هي مؤسسة البنية التحتية التنظيمية الاولى والوحيدة في المجتمع العربي حتى يومنا هذا،هذا الحدث يركز داخليا على الدعم للمتطوعين والفاعلين داخل الشبكة وتقليل الضغط والتوتر عنهم وتعزيزهم فذلك مهم لاستمرارية عملهم الحيوي والضروري في هذه الفترة الحرجة. ونهدف من خلال هذا المقعد من مؤتمر المبادرة الاجتماعية لهذا العام، إنشاء شراكات اجتماعية جديدة وتوطيد العلاقات والتعاون بين المجموعات المجتمعية ضمن شبكة مؤسسة سند والمبادرات الاجتماعية داخلها، لجانب كشف ثقافات المجموعات وتعرف أعضاء المجموعات من البلدات المختلفة على ميزات وهوية كل مجموعة" .
وأضاف أبو عصبة بأن "المؤتمر يسعى لكشف مؤسسة سند للجمهور العام وتقوية قيمة الانتماء للمؤسسة في صفوف المجموعات خصوصا والمجتمع عموما " . وأكد أن المؤتمر بأهدافه ومضامينه سيستمر بالمستقبل كونه ينسجم ورؤية "سند" بأهمية بناء الشراكات وتمكين المجتمع العربي ويعزز موضعتها كمؤسسة تطوير مجتمعي مستدام، توفر بنى تحتية تنظيمية ومادية وبشرية ومجتمعية للمجتمعات والمؤسسات الاجتماعية التي تعمل من أجل تمكين المجتمع.
من جهته، قال رئيس مجلس جلجولية المحلي، السيد درويش رابي، إن "الحدث الذي جمع شبكة الشباب والروابط في جلجولية كان مفعما بالطاقات الايجابية وترك أثرا قويا لدى جميع الحضور. وأضاف "اتقدم بالتقدير لكل المجموعات الوافدة من 14 بلدة عربية والتي حضرت مع طاقات شبابية، وزادت ثقتنا أننا معهم وبهم من الممكن أن ننقل مجتمعنا لمحطات أفضل وأرقى. وأقدم الشكر لمؤسسة سند على جهودها ونشاطها في بناء وتطوير هذه المجموعات في المجتمع".
وأشار مدير مجال المجتمع العربي في صندوق روتشيلد السيد أحمد مواسي، إلى أهمية إنشاء شبكة من روابط الأكاديميين والشباب في المجتمع العربي وقال: "المؤتمر خطوة هامة في عملية بناء وترميم المجتمع والارتقاء به، ونحن بأمس الحاجة لمثل هذه الخطوة بسبب الظروف والتحديات التي تواجه مجتمعنا". وأردف "ما أحوجنا للتكاتف ولبناء المجموعات بشكل مهني والعمل سوية من أجل تغيير الواقع الأليم الذي يعانيه المجتمع. حظي مجتمعنا بطاقات ونجاحات كبيرة لكنها فردية، ونحتاج لأطر قادرة على تحويل هذه النجاحات الفردية لإنجازات جماعية تعمل بشراكة وتعاون لتغيير الواقع، عمليا روابط الأكاديميين هي محرك أساس في توحيد النجاحات والعمل الجماعي".