logo

موجهة مجموعات تُحذّر من تنامي ظاهرة التنمر في المجتمع العربي : ‘أصبحت متشعبة ومتجذرة وتقود الأشخاص الى أماكن سيئة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
28-06-2024 14:13:59 اخر تحديث: 29-06-2024 07:32:39

أعربت العاملة الاجتماعية وموجهة المجموعات ومدربة التنمية البشرية مرام عوض، عن قلقها من ازدياد حالات التنمر في المجتمع العربي. وقالت

ان التنمر هو شكل من أشكال العنف والإيذاء، وان من يمارس عملية التنمر يكون أقوى من الآخر. 

وأوضحت مرام عوض قائلة في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا : "التنمر هو نوع من أنواع العنف وله تاثير كبير على مختلف الأمور في مجتمعنا ويبدأ عادة من جيل صغير. التنمر يعد سلوكا عدوانيا متكررا يهدف الى ايذاء الشخص بشكل متعدد وممكن ان يكون فردي مثل مقارنة، إساءة، مضايقات بكل أنواعها الجسدية والكلامية، وممكن ان يكون من مجموعة لمجموعة أخرى. مجال هذه الظاهرة بات واسعا ليشمل أيضا التنمر الالكتروني من خلف الشاشات والمنتشر مؤخرا بشكل كبير، وهذه الظاهرة أصبحت متشعبة ومتجذرة في مجتمعنا وتقود الأشخاص الى أماكن سيئة وقد يدفعون حياتهم ثمنا لذلك".

ومضت قائلة: "يوجد في كل شخص فينا الجزء المتنمر الذي يتضمن الإساءة للشخص الذي امامنا حتى في جيل صغير مثل الابتدائي، الاعدادي والثانوي ، وللأسف الكثير من هذه الفئة لا يعرفون كيفية مواجهة التنمر ومن الممكن ان يؤدي ذلك لرد فعل متطرف مثل الانتحار. والتنمر يبدأ في أحيان كثيرة في المدرسة او البيئة التي يتواجد فيها الطالب ويتضمن التنمر هجوما وتهديدات نفسية وجسدية بسبب تفاوت القوة بين المجموعات، ومن الممكن ان يكون التنمر اجتماعيا أي ابعاد الشخص عن أصدقائه ونشر شائعات عنه وجعله غير مرغوب بين الناس. هناك ايضا التنمر الجسدي وهو ممارسة سلوكيات عنيفة، والكلامي كذلك الذي يتضمن الاستهزاء واطلاق القاب ونلاحظ هذا النوع منتشر بين الأطفال".

أسباب التنمر

وأشارت مرام عوض في حديثها لقناة هلا ، الى ان "أسباب التنمر كثيرة أولها الانشغال بالامور المادية والتفكك الاسري حيث يكبر الطفل وهو يعاني من تقدير ذاتي اقل لهذا يلجأ لمواقع التواصل والشاشات والألعاب الالكترونية التي تريه بان العنف وسيلة للسيطرة والنجاح وبالتالي من الممكن ان يتحول الامر لنمط سلوك ويدمن اتباعه. اضف الى ذلك، غياب الوعي الأخلاقي فاليوم لا يوجد لدينا مراعاة لشعور الاخرين، واولادنا بشكل عام لا يوجد لديهم اليات للتعامل مع التنمر الذي يكبر ويتحول لعنف في المستقبل وبالتالي ندفع ثمن ذلك ارواحهم".

اعراض التنمر

وأوضحت مرام عوض "انه يجب علينا ان نكون مسؤولين ونلاحظ ما يحصل مع الطلاب كمدرسين ومع أولادنا كأهل سواء في البيت او المدرسة او اي اطر أخرى لا منهجية، فأعراض التنمر كثيرة منها ظهور تصرفات غريبة على الطالب تستمر لفترة زمنية معينة، تقلبات في حالاته المزاجية، شعوره بالخوف من التقرب من المجموعة، ان يفضل البقاء لوحدة وينعزل، عدم الاهتمام بالنشاطات، الاكل المفرط وفقدان الشهية، عدم القدرة على النوم او النوم لساعات طويلة هروبا من الواقع، انخفاض تحصيله العلمي، الخروج بحجج مرضية لعدم الذهاب للمدرسة او الأطر الأخرى وغيرها".

"للتنمر تأثير على الفرد في المستقبل"

واردفت قائلة: "للتنمر تأثير على الفرد في المستقبل، فالطفل اذا لم يكن لديه أساس متين ودعم من الأشخاص المحيطين به من الممكن ان يضع حدا لحياته كما ذكرت آنفا، لانه غير قادر على تحمل الضغط والعنف الذي يمارس عليه ويسبب له تدني باحترام وتقدير الذات، أيضا اهمال المظهر الخارجي والواجبات المدرسية، فقدان الشغف، الشعور بالاكتئاب والعزلة، التفكير بأفكار انتحارية، والشعور بالقلق والتوتر. جميع هذه الأمور قد تقود الشخص الى الوصول لاماكن سيئة ولهذا العنف منتشر في مجتمعنا العربي لأننا لم نؤمن بالجانب الإيجابي في الأشخاص ولم نقدم لهم الدعم اللازم ".

"علينا تقديم الدعم والمساندة"

وحول علاج هذه الظاهرة، قالت مرام عوض: "يجب علينا تقديم الدعم والمساندة للشخص الذي يتعرض للتنمر خاصة العائلة ومن ثم الدوائر الأخرى. ان يكون هناك وعي ونثقف الناس عن التنمر والسلوكيات التي تجعل الشخص انسانا متنمرا وكشفه على الأمور البديلة ليكون في مكان افضل ويتواصل مع الاخرين بشكل سليم، التركيز على الجوانب الإيجابية في أطفالنا وتربيتهم بشكل سليم، الاستماع لهم حينما يعودون من المدرسة، والتوجه لاستشارة مهنية ونفسية في حال لاحظنا ان ابننا متنمر او يتعرض للتنمر".