ملحة بالعمل على اعادة اللحمة والتماسك في المجتمع العربي". وأوضح قائلا : "ان كلمة "مجتمع" تنبثق من "جماعة"، حيث أن الجماعة المتناسقة هي التي تشترك في الاهتمامات وتسعى لحل مشاكلها بشكل مشترك". وأكد صعابنة "أن التاريخ والدين يشيران إلى أهمية وجود قائد لكل مجموعة، إلا أن الطاعة والاحترام للقائد قد تضاءلت في وقتنا الحاضر، سواء كان الرئيس في العائلة أو العشيرة أو البلد".
ومضى قائلا :" كيف كنا نشهد عند حدوث مشكلة بين عائلتين في بلدنا، كان كبار العائلات أو كبار البلد يتدخلون لحلها قبل أن تغرب الشمس. اليوم، للأسف، لم يعد الناس يعرفون قيمة القادة مثل رؤساء البلد أو رؤساء العائلات أو الزعماء. وإذا أردت أن تدمر أمة، ابدأ بتدمير الأسرة الصغيرة، من الأم والأب. وإذا أردت تدمير المجتمع، دمر قيمة المعلم. في الماضي، كنا نبتعد عن المعلم إذا رأيناه في الشارع، أما اليوم، فقد أصبح الطالب وقحاً، وأصبح المعلم يتجنب مواجهة الطلاب".
"يجب علينا اصلاح الخلل"
ومضى قائلا: "إذا كان هناك خلل في مجتمعنا، فيجب علينا العمل على إصلاحه. نحن بحاجة إلى علماء نفس، وعلماء اجتماع، وليس فقط أطباء ومحامين. المحامون يقدمون خدمات قانونية، والأطباء يقدمون خدمات طبية، لكننا بحاجة إلى علماء متخصصين في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع، وعلماء في مجالات الجريمة، والسياسة، والاقتصاد، هذا هو ما ينقصنا في مجتمعنا. أنا دائمًا أشجع طلابنا على التوجه نحو هذه المجالات، لأنها ضرورية لإصلاح الخلل الموجود في مجتمعنا، ويجب علينا أن نصلح أنفسنا ومجتمعنا". وأضاف : "من جهة أخرى، يجب أن نلتفت إلى تاريخنا الإسلامي لنفهم كيف كان الإسلام يحقق النصر في الماضي، وكيف يبدو حالنا اليوم. فعلى الرغم من وجود العديد من المساجد في كل بلد، وتزايد أعداد المصلين يوم الجمعة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن جميع هؤلاء الناس يعيشون وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي بشكل صحيح. الأئمة والمسؤولون عن الدين ليسوا فقط مكلفين بالعبادة، العبادة واجب، ولكن 99% من ديننا يتعلق بالعمل، بينما العبادة تشكل 1% فقط. العبادة دون عمل صادق تكون كأنك لم تفعل شيئاً، لهذا يجب علينا أن نعمل على إصلاح أنفسنا، الأب يجب أن يصلح علاقته بزوجته، والأبناء يجب أن يصلحوا علاقاتهم مع إخوتهم، وعلينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا قبل أن نتمكن من تقديم النصح للآخرين".
"الجرائم تعدت اليوم حد الأرقام"
وأشار صعابنة الى "ان الجرائم تعدت اليوم حد الأرقام، وأصبح الوضع غير طبيعي. في هذه الظروف، لا يمكننا تحميل الشرطة وحدها المسؤولية، فدورها هو منع الجرائم قبل وقوعها واكتشاف المجرمين بعد حدوثها، لكننا كأفراد ومجتمع لدينا أيضاً مسؤولية كبيرة. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر وعياً ونبادر بإصلاح أنفسنا في بيوتنا. يجب أن نعمل على تحسين الأوضاع في أحيائنا، وتوفير الأمان والطمأنينة. الأمان لا يأتي فقط من وجود الشرطة، بل من جهودنا كمجتمع في التعاون والتقارب. آمل أن يدرك الجميع أهمية دور كل فرد في إصلاح الأمور داخل منزله وحارته، والعمل معاً لتحقيق الأمن والهدوء في مجتمعنا".