صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_Ground Picture
وهو المكان الذي يتم فيه إنتاج خلايا الدم.
هناك أنواع مختلفة من سرطان الدم. وتتميز بالمدة التي يستغرقها تطور المرض (حاداً أو مزمناً) ونوع خلايا الدم البيضاء المعنية (الخلايا الليمفاوية أو الخلايا النقوية). سرطان الدم هو الشكل الأكثر شيوعاً لسرطان الأطفال، فما هي التفاصيل التي يعطينا إياها الأطباء والاختصاصيون في مجال مكافحة السرطان وعلاجه، للتعرف على هذا المرض عند الأطفال؟
أنواع سرطان الدم
يقسم الأطباء اللوكيميا إلى ثلاثة أنواع رئيسية من سرطان الدم. ويتم تصنيفها حسب سرعة تطورها ونوع خلايا الدم البيضاء المعنية، وهي:
سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL). ويُسمى أيضاً سرطان الدم الليمفاوي.
سرطان الدم النخاعي الحاد (AML). ويُسمى أيضاً سرطان الدم النقوي أو المحبب أو النقوي أو النخاعي أو سرطان الدم النقوي الأرومات
سرطان الدم النقوي المزمن (CML).
كيف يتطور سرطان الدم؟
عندما يُصاب الطفل بسرطان الدم، يبدأ نخاع العظم، لسبب غير معروف، في إنتاج خلايا دم بيضاء معيبة. عادة، يمكن للجسم تنظيم إنتاج الخلايا عن طريق إرسال إشارات لمعرفة متى يتوقف عن إنتاج المزيد. لكن في هذه الحالة لا تستجيب خلايا سرطان الدم لإشارات الجسم. وتستمر هذه الخلايا في إعادة إنتاج نفسها، حتى عندما لا يكون هناك مساحة إضافية في نخاع العظم، ولا يقتصر دور نخاع العظم على تصنيع خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى فقط، بل يصنع خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية. فخلايا الدم الحمراء تحمل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم، بينما تساعد الصفائح الدموية على تخثر الدم لوقف النزيف.
في سرطان الدم، تتكاثر الخلايا البيضاء غير الطبيعية بسرعة كبيرة ولا تقاوم العدوى بشكل جيد. وتكتظ خلايا الدم البيضاء المعيبة، والتي تسمى الانفجارات، بنخاع العظم. قد يعني هذا عدم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء أو الصفائح الدموية. كل هذه المشاكل في نخاع العظم تؤدي إلى ظهور أعراض سرطان الدم عند الأطفال. قد تشمل هذه التعب ومشاكل الالتهابات والكدمات أو النزيف ويمكن أن يحدث ألم العظام أيضاً مع توسع نخاع العظم.
ما مدى شيوع سرطان الدم ؟
سرطان الدم هو الشكل الأكثر شيوعاً من السرطان في مرحلة الطفولة، حيث يمثل حوالي 30 بالمائة من حالات سرطان الأطفال.
في حين أن سرطان الدم يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أنه أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 6 سنوات. ويحدث هذا المرض في كثير من الأحيان في الذكور أكثر قليلاً من الإناث. وهو أكثر شيوعاً عند الأطفال القوقازيين.
ما الذي يسبب سرطان الدم؟
تنجم معظم حالات سرطان الدم لدى الأطفال عن طفرات عرضية في جينات خلايا الدم البيضاء. وباستثناء الحالات الوراثية النادرة، لا يُعرف سوى القليل عن أسباب هذه الأمراض، وإلى الآن يبذل العلماء قصارى جهدهم لمحاولة معرفة كيفية حدوث هذه الطفرات.
يلعب جهاز المناعة دوراً رئيسياً في حماية الجسم من الأمراض. وقد يؤدي وجود خلل في الجهاز المناعي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الدم. أشياء مثل الإصابة بفيروسات معينة أو حالات عدوى أخرى يمكن أن تقلل من المناعة. فيما السموم الموجودة في البيئة أو التعرض للمواد الكيميائية قد تؤدي أيضاً إلى إضعاف جهاز المناعة.
ما هي أعراض سرطان الدم؟
في حين أن هذه العلامات توضح الأعراض الشائعة لسرطان الدم، فهي أيضاً أعراض شائعة لاضطرابات أخرى، وتتمثل في الآتي:
إصابة الطفل بفقر الدم، حيث يبدو الأطفال متعبين وشاحبين، وقد يتنفسون بشكل أسرع لتعويض انخفاض قدرة الدم على حمل الأكسجين.
يعانون من النزيف أو الكدمات، قد يبدأ الأطفال في الإصابة بالكدمات بسهولة أكبر. غالباً ما تظهر نقاط حمراء صغيرة ("نمشات") على الجلد. تحدث هذه بسبب الأوعية الدموية الصغيرة جداً التي "تسربت" أو نزفت.
يصابون بالالتهابات المتكررة، ذلك أن خلايا الدم البيضاء العديدة الموجودة في سرطان الدم لا تقاوم العدوى. وقد يكون الطفل قد أُصيب بعدوى فيروسية أو بكتيرية متكررة مع حمى وسيلان في الأنف وسعال.
يعانون من آلام العظام والمفاصل، بسبب الألم الناتج عن ضغط نخاع العظم المزدحم للغاية و"الممتلئ" والذي يمكن أن يحاكي آلام المفاصل الناتجة عن التهاب المفاصل عند الأطفال.
يمرون بآلام في البطن، وضعف الشهية و/أو فقدان الوزن. حيث يمكن أن تتجمع خلايا سرطان الدم في الكلى والكبد والطحال، ما يسبب تورم هذه الأعضاء.
تتورم العقد الليمفاوية تحت الذراعين أو في الفخذ أو الصدر أو الرقبة. أثناء قيامها بتصفية الدم، قد تجمع العقد الليمفاوية خلايا سرطان الدم.
يعانون من صعوبة في التنفس، حيث تميل خلايا سرطان الدم إلى التجمع حول الغدة الصعترية خلف عظمة الصدر. ويحتاج الصفير والسعال و/أو التنفس المؤلم إلى عناية طبية فورية.
كيف يتم تشخيص سرطان الدم "اللوكيميا" عند الأطفال؟
بالإضافة إلى التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني، يمكن استخدام عدد من الاختبارات للتشخيص. هذه الاختبارات تساعد في تحديد نوع السرطان الدقيق، لمعرفة ما إذا كان سرطان الدم قد غزا أي أعضاء معينة في الجسم:
شفط نخاع العظم وخزعة، ويتم باستخدام إبرة مجوفة خاصة والتخدير العام، حيث تتم إزالة عينة من نخاع العظم واختبارها لمعرفة نوع السرطان.
تعداد الدم الكامل (CBC)، ويبحث هذا الاختبار في حجم وعدد ومرحلة نمو خلايا الدم المختلفة.
اختبارات الدم الإضافية، وقد تشمل هذه الاختبارات مستويات المواد الكيميائية في الدم، واختبارات الكبد والكلى، والاختبارات الجينية.
التصوير المقطعي المحوسب، حيث تنتج الأشعة السينية وتكنولوجيا الكمبيوتر صوراً مقطعية (تسمى غالباً شرائح) للجسم. وتُعتبر الأشعة المقطعية أكثر تفصيلاً من الأشعة السينية العامة.
التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تُنتج المغناطيسات الكبيرة وموجات الراديو والكمبيوتر صوراً تفصيلية لأجزاء الجسم.
الأشعة السينية، وهي الطاقة الكهرومغناطيسية غير المرئية، والتي تقوم بتكوين صورة للأنسجة والعظام والأعضاء.
الموجات فوق الصوتية (وتسمى أيضاً التصوير بالموجات فوق الصوتية)، و تقوم الموجات الصوتية عالية التردد والكمبيوتر بإنشاء صور للأوعية الدموية والأنسجة والأعضاء.
خزعة العقدة الليمفاوية، حيث يتم إجراء شق صغير باستخدام مخدر موضعي. وتتم إزالة واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية لفحصها تحت المجهر.
الصنبور الشوكي/ البزل القطني، وفي هذا الاختبار يتم استخدام التخدير العام، وإدخال إبرة خاصة في القناة الشوكية، أسفل مستوى الظهر حيث ينتهي الحبل الشوكي. ويتم فحص الضغط وإزالة كمية صغيرة من السائل الشوكي الدماغي (CSF). يتم اختبار هذه العينة للتأكد من عدم وجود عدوى أو مشاكل أخرى. السائل الدماغي الشوكي هو السائل الذي يغمر دماغ طفلك وحبله الشوكي.
علاج سرطان الدم "اللوكيميا" عند الأطفال
عادة ما يُقرر طبيب طفلك ما يجب فعله بناءً على مستوى الخطر الذي يتعرض له طفلك. يعتمد مستوى المخاطرة على:
عمر طفلك.
الصحة العامة لطفلك والتاريخ الطبي.
علم الوراثة.
نوع سرطان الدم.
مدى قدرة طفلك على تحمُّل العلاجات.
المدى المتوقع في تطور المرض.
ويبدأ العلاج عادةً بالاعتناء بالأعراض الأولى. غالباً ما تكون هذه فقر الدم (عدد قليل جداً من خلايا الدم الحمراء) والنزيف و/ أو العدوى. قد يشمل علاج سرطان الدم أيضاً ما يلي:
العلاج الكيميائي: يتم إعطاء الأدوية القوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد. تستهدف هذه الأدوية الخلايا التي تنمو بسرعة، كما تفعل الخلايا السرطانية. الآثار الجانبية شائعة لأن هذه الأدوية القوية يمكن أن تلحق الضرر أيضاً ببعض الخلايا الطبيعية.
العلاج الإشعاعي: مثل الأشعة السينية، التي تقتل خلايا سرطان الدم. ويمكن أن يُساعد في علاج الألم الناتج عن تورم الكبد أو الطحال أو العقد الليمفاوية، ويمكنه أيضاً تخفيف الألم الناتج عن توسع نخاع العظم.
زرع الدم ونخاع العظم/ الخلايا الجذعية – أولاً، يتم إعطاء جرعة عالية من العلاج الكيميائي وربما الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية في نخاع العظم. ثم هناك حاجة إلى خلايا جذعية جديدة وصحية لتحل محل خلايا نخاع العظم التي تم قتلها. للقيام بذلك، حيث يتم إعطاء الخلايا الجذعية المانحة عن طريق الوريد. ومن مجرى الدم، يشقون طريقهم إلى نخاع العظم. وتبدأ هذه الخلايا الجذعية الطازجة في إنتاج خلايا الدم البيضاء الطبيعية وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
العلاج البيولوجي/ المناعي – ويتم إعطاء الأجسام المضادة ضد الخلايا السرطانية. وقد يُساعد ذلك جهاز المناعة في الجسم في العثور على الخلايا السيئة وقتلها. أو قد تساعد في توجيه الأدوية أو الإشعاع مباشرة إلى الخلايا السرطانية.
الأدوية، والتي يمكن إعطاؤها لمنع أو علاج الآثار الجانبية لعلاج سرطان الأطفال. كما تعطى لعلاج الغثيان أو الألم.
عمليات نقل الدم، التي يمكن استخدامها لتحل محل خلايا الدم الحمراء و/أو الصفائح الدموية.
المضادات الحيوية للأطفال، للوقاية من العدوى أو علاجها.
المتابعة تُعتبر ضرورية لقياس مدى نجاح العلاج. يمكنها أيضاً مساعدة الأطباء على معرفة ما إذا كان المرض يعود أم لا، وكذلك مساعدتهم على إدارة أي آثار متأخرة للعلاج.
خطوات لا بد من معرفتها أثناء العلاج
تختلف التوقعات والبقاء على المدى الطويل لكل سرطان. لكن يُعد الوصول إلى الطبيب وبدء العلاج العدواني بسرعة أمراً أساسياً للحصول على أفضل النتائج، والتي يجب مراعاة الآتي منها:
يحتاج الطفل المصاب بسرطان الدم إلى متابعة مستمرة. حيث يمكن أن يعاني الناجون من الآثار الجانبية للإشعاع والعلاج الكيميائي.
يمكن أن تحدث سرطانات أخرى أيضاً. وقد تشمل هذه السرطانات الجلد أو الثدي أو المخ أو العمود الفقري أو الغدة الدرقية أو العظام أو سرطانات الدم الأخرى.
من المهم أيضاً تطوير عادات صحية عند الأطفال مثل تناول الطعام بشكل صحيح وعدم التدخين.
من النادر جداً أن يعود سرطان الدم بعد العلاج. تستند معدلات البقاء على قيد الحياة الحالية لمدة خمس سنوات إلى أعداد كبيرة من الأطفال الذين تم علاجهم منذ أكثر من خمس سنوات.
يختلف كل طفل وكل سرطان عن الآخر. وأيضاً، نظراً لأن العلاجات تتغير طوال الوقت، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة من العلاج الذي تم إجراؤه قبل خمس سنوات أو أكثر قد لا تعكس حقاً معدلات البقاء على قيد الحياة اليوم.