يخشى الأهالي في البلدات الدرزية في هضبة الجولان من تحقق هذا السيناريو . وفي الوقت الذي يعول فيه الكثيرون على الجهود الدبلوماسية المبذولة لاستعادة الهدوء في منطقة الشمال، يعاني سكان البلدات المذكورة من التأثير السلبي للحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر .
مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، التقى أهال من هضبة الجولان وسألهم عن اوضاعهم وأحوالهم وكيف يتدبرون أمورهم المعيشية وسط الظروف الراهنة .
"الجولان لم يعرف الهدوء منذ اشهر طويلة"
وقال عطا فرحات في حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "الجولان عمليا لم يعرف الهدوء منذ اشهر طويلة فالقصف بجانب الجولان في منطقة الجليل، في سهل الحولة، وفي محيط القرى المأهولة بالسكان. هذا القصف خلق نوعا من الرعب والخوف للسكان، والحمدلله قرانا ومزارعنا لا تزال سالمة لكن بالمقابل هنالك ازمة بالنسبة للسكان، ازمة بالعمل، ازمة من ناحية المواسم .. ازمة بكل شيء". وأضاف: "الحرب اثرت بشكل سيء من ناحية اقتصادية، فهناك مئات العمال الذين كانوا يعملون في منطقة الحولة وكريات شمونة ومحيطها وهم في منازلهم اليوم منذ اشهر، أيضا الزراعة تأثرت بالاوضاع المتردية، فنحن نعتمد في موسم الكرز على الالاف الذين يزوروننا من مختلف انحاء البلاد ومن الضفة والان لا يأتي حتى مئات منهم. وهذا اثر على الاقتصاد وعلى الموسم وعلى زراعتنا".
واختتم قائلا: "نتمنى ان لا يكون هناك توسع للحرب لكن ليس باليد حيلة، ففي ظل هذه الأوضاع الصعبة لا نزال نعيش ونواصل حياتنا فالجولان مر على امتداد تاريخه بظروف صعبة جدا، ولكنه استطاع البقاء والصمود".
"لا يوجد أي شخص مرتاح"
من جانبه، قال نايف أبو عواد : "الحمد الله الناس يخرجون لأعمالهم ولكن لا يوجد أي شخص مرتاح فهناك عقبات ومشاكل واوضاعهم غير جيدة، فموسم الكرز هذا العام لم يكن جيدا، اضف الى ذلك عدم وجود سياحة وارتفاع الأسعار، لهذا أوضاع الناس غير جيدة لا من ناحية اقتصادية ولا من ناحية الامن".
وأشار نايف أبو عواد الى ان "الحرب اثرت بشكل كبير من الناحية الاقتصادية فانا منذ الصباح اقف على قدميّ ولكن لا يوجد اقبال على الشراء، لان أوضاع الناس غير جيدة ولكن نأمل ان يتحسن الوضع في الأيام القادمة وان يحل السلام وان تعود الناس لأرزاقها واعمالها. وحتى ان توسعت الحرب فليس بيدنا حيلة لفعل شيء لكننا سنبقى في بيوتنا ونمارس حياتنا اليومية فمن لديه عمل يتوجه لعمله سواء هنا او في مناطق مختلفة ".
"الحرب أثرت بنسبة ليست اقل من 60% على الجانب الاقتصادي"
من ناحيته، قال جميل زهوة: "الحرب اثرت على سكان الجولان وعلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية خاصة الزراعة فمن يتحكم الان بالأسعار هو التاجر حتى بات المزارع يكره الزراعة، فالدولة لا تغطي تكاليف الزراعة والتاجر يتصرف كما يحلو له".
وأضاف: "الحرب أثرت بنسبة ليست اقل من 60% على الجانب الاقتصادي، ويجب ان ناخذ بالحسبان احتمال توسع الحرب لكن سكان الجولان بشكل عام غير مستهدفين ونحن لا نزال في قرانا وبيوتنا ، وللأسف لا يوجد ملاجئ تحمينا". وختم قائلا: "الناس مشغولون بأعمالهم والأهالي بشكل عام خائفين على مستقبل أبنائهم لان التعليم شبه متوقف هنا".