logo

كيف يمكن مراقبة إعادة تأهيل الغابات وأضرار الحرب عن طريق القمر الصناعي؟

بقلم : رعوت ألون - زافيت
24-06-2024 14:46:50 اخر تحديث: 25-06-2024 07:09:53

طور باحثون إسرائيليون أداة جديدة تراقب عن بعد حالة ترميم غابات " الكيرن كييمت " التي تضررت بسبب الحرائق - بمساعدتها يمكن مراقبة أضرار الحرب في المناطق التي يتعذر الوصول إليها حاليا.

الصورة للتوضيح فقط (Photo by Sergen Sezgin/Anadolu via Getty Images)

الحرائق ليست سيناريو نادر في إسرائيل؛ في شهر أيار مايو الماضي فقط، اندلع حريقان في الغابات المحيطة بالقدس، بفارق أيام قليلة، وبعد الحرب، اندلعت حرائق كثيرة في الشمال والجنوب. ستكون هناك حاجة إلى جهود مكثفة لاستعادة الغابات والبيئة الطبيعية التي تضررت منذ أكتوبر، وهنا يظهر بحث إسرائيلي جديدة في الصورة الذي عرض في في مؤتمر أبحاث الغابات والمناطق المفتوحة للكيرن كييمت والجمعية الإسرائيلية لعلوم المحيط والبيئة في الشهر الجاري – حيث طور الباحثون أداة تستخدم بيانات الأقمار الصناعية لرصد حالة استعادة الغابات المتضررة من الحرائق، وتقدير أبعاد الدمار.

بشكل عام، الحرائق ليست ظاهرة جديدة، لكننا شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة في نطاق الحرائق المدمرة حول العالم. ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد – التي هي جزء من مظاهر تغير المناخ، من شأنها خلق ظروف مثالية لحرائق ضخمة. هذه الظروف تؤدي لاندلاع حرائق في الغابات، أما الأضرار فهي هائلة: على سبيل المثال، كلف حريق في أستراليا عام 2019 حياة نحو مليار حيوان بري، كما أودى حريق في هاواي صيف 2023 بحياة نحو مليار حيوان بري وحوالي 100 شخص واعتبرت أسوأ كارثة حريق في الولايات المتحدة خلال الـ 100 عام الماضية. ويثير التكرار المتزايد لمثل هذه الأحداث الحاجة إلى إيجاد حلول مراقبة شاملة وحلول لترميم الأضرار، بما في ذلك مراقبة حالة الغابة باستخدام الأقمار الصناعية وزراعة الأشجار.

تقييم الغابات من الفضاء

تقول البروفيسور آنا بروك، من قسم التحليل الطيفي والاستشعار عن بعد في كلية العلوم البيئية في جامعة حيفا وأحد كاتبي البحث "على مدى العامين الماضيين، عملنا على تطوير نظام يعتمد على الاستشعار عن بعد لمساعدة مسؤولي الغابات على قياس التقدم الذي أحرز في استعادة المناطق المحروقة"، وتضيف "يقوم النظام بتصنيف مناطق الغابات بحسب مستوى نموها - المناطق المزدهرة، المناطق التي لا يتقدم فيها معدل النمو، والمناطق ذات التقدم المتوسط." البحث، الذي هو الآن في عامه الثالث، ممول من قبل الكيرن كييمت والمشاركون فيه هم البروفيسور ليئة فيتنبرغ من مختبر الجيومورفولوجيا، والدكتور ألون لوتان والبروفيسور عدو يتسحاكي من قسم علم الأحياء التطوري والبيئي في جامعة حيفا.

توضح بروك بأن "النظام مبني على بيانات الإدخال التي نتلقاها من محطات الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية". ووفقا لها، فبمساعدة أنواع مختلفة من أنظمة الأقمار الصناعية التي توفر معلومات متنوعة، مثل البيانات المناخية والصور الحرارية، من الممكن رسم خريطة لكل منطقة غابات وفقا لمميزاتها الفريدة. "نستخرج من الأقمار الصناعية بيانات مثل حجم الكتلة الحيوية الخضراء أو الجافة (كمية المادة العضوية في مكان وزمان معينين) - أي ما هي كمية النباتات في المناطق المختلفة وما هي كمية تلك النباتات المزهرة، "بالإضافة إلى حجم الكتلة الحيوية للنباتات، من رادار الأقمار الصناعية نستخرج أيضًا بيانات رطوبة التربة، ومن الأقمار الصناعية الحرارية نتلقى معلومات حول فعالية عملية تبريد الغابات - أي ما هي درجات الحرارة في المناطق العليا لغلاف الغابة."

هذه البيانات للأقمار الصناعية والأرصاد الجوية، بالإضافة إلى المعلومات حول أنواع التربة، تدخل في نموذج يعتمد على التعلم الحاسوبي العميق. تقول بروك "لقد تعلم هذا النموذج من البيانات السابقة ما هي عملية إعادة التأهيل الناجحة، وما هي الأقل نجاحًا، وما هي إعادة التأهيل المتجمدو التي لا تتقدم كما ينبغي، لذلك يعرف النظام أن يحدد كيفية تصنيف مستوى إعادة التأهيل لكل منطقة وفقًا لهذه الأنماط الثلاثة". إن طبيعة الغابة الموجودة في شمال البلاد لا تشبه الغابة الموجودة في الجنوب، لذلك، توضح بروك، أن كل مؤشر لإعادة التأهيل، مثل الرطوبة والكتلة الحيوية، يتم إدخاله في للجهاز بطريقة تتكيف مع بيئته.

الوصول إلى مناطق الحرب عن بعد

البحث موجود حالياً بمرحلة اختبار النظام الفعلي. توضح بروك "بما أن مرحلة الفحص جاءت خلال الحرب، فقد اخترنا عدم مراقبة إعادة التأهيل، بل بل عمل تقييم للدمار الذي لحق بالغابات نتيجة الحرب". ووفقا لها، فإن النظام يساعد على التمييز بين التغيرات الطبيعية مثل الجفاف والتغيرات التي تحدث دفعة واحدة. "نظام الاستشعار عن بعد يشبه الكبسولة الزمنية - استخرجنا البيانات من الماضي وقارنناها ببيانات اليوم وبالتالي تمكنّا من توصيف المناطق التي شهدت تغيرات كبيرة غير موسمية، ولكنها غير طبيعية في مختلف المؤشرات". وتضيف "رأينا أنه في شهري يناير وفبراير 2024، انهارت المناطق التي كانت تحت النيران بشكل كامل، وباستخدام مؤشرات الاستشعار عن بعد تمكنا من إظهار مدى الضرر وأيضا توصيف أنواع المخاطر مثل الحرائق التي تسببت نتيجة إطلاق النار والأشجار والتي يبدو أنها تضررت بسبب المركبات الثقيلة مثل الدبابات".

وهكذا اتضح أن الأداة التي تم تطويرها بغرض رسم خرائط لحالات الترميم المختلفة في الغابات بعد الحريق اكتسبت أهمية متزايدة خلال الحرب تقول بروك "يقدم النظام معلومات فريدة ويحدد نطاق الضرر، ويرسم خرائط للمناطق المتضررة، ويحدد أنواع المخاطر مثل الحرائق، وبالطبع يتابع عملية الترميم"، اليوم بطبيعة الحال ازدادت أهمية النظام أكثر. بعد الحرب، هناك مناطق بأكملها لا يمكن الوصول إليها أو أن الوصول إليها يشكل خطر. لذلك، فإن هذه الأداة، التي تعتمد بالكامل على الاستشعار عن بعد، لديها ميزة هائلة، وهي تتيح لنا تتبع المخاطر بأفضل طريقة ممكنة لأن

إن توصيف المخاطر المختلفة مهم أيضًا لعملية إعادة التأهيل نفسها. وتوضح أن النبات الذي يحترق هو ليس كالشجرة التي تتضرر بالدوس مثلا. ووفقا لها، يعرف النظام حاليا كيفية تقديم تقديرات كمية فيما يتعلق بعملية إعادة التأهيل، والخطوة التالية هي تطوير نظام لا يفهم فقط ما يحدث في الميدان، بل يقدم أيضا توصيات لإدارة الغابة ومواردها. استعادة. وتختتم قائلة "في المستقبل، نهدف إلى تطوير أداة أخرى من شأنها أن تساعد مسؤولي الغابات في اتخاذ القرارات في الميدان أثناء عمليات إعادة التأهيل، حتى نتمكن من التوصية بالإجراءات الأكثر فعالية لإدارة الغابة".

المقال من إعداد زافيت – وكالة أنباء الجمعية الإسرائيلية لعلوم المحيط والبيئة