عظمى ولكنها ليست كأي انتكاسة، من التقهقهر والتراجع والكفر والإلحاد!!!ما الذي دهاكم لتغرقوا في طوفان العنف فصارت لغة العنف هي اللغة الوحيدة التي نتقنها، قتلنا بعضنا بعضا حتى أغرقنا الأرض بدمائنا، حولنا أرضنا المقدّسة الطاهرة إلى جمر يستعر بالغلو والطائفية والكره والحقد،تركنا في جسدها جروحا غائرة تنزف حقدا وتتورم انتقاما. ما أتعس الأرض بنا! كم هو مؤلم أن نرى الشباب من الذين ما زالوا في مقتبل العمر، يقبلون على ملاقاة الموت بشوق وحماسة، غير مبالين بما سيلحق بهم متى قتلوا غيرهم.
الطابور القذر:
ولا ننسى بأن نوجه اللوم على أنفسنا ففي كل شجار شخصي او عائلي لا بد من وجود الطابور القذر الذي يحاول دائما صب البنزين على النار منهم من يحرض ومنهم من يمدهم بالعتاد وآخرون يقومون بنقل الكلام هنا وهناك واخرون يتوعدون ويتهددون (آه لو كانت معنا )هؤلاء سيهلكهم الله في شر فتنتهم وفسادهم اتقو الله ياعباد الله أن الشر لا يرحم من ينوي عليه او يغذيه.
كبيرة من الكبائر!
لا شك أن قتل الإنسان بغير حق كبيرة من الكبائر ولكن اليوم نرى القتل بلا حدود وإذا نظرنا إلى خارطة الدماء المسالة والنفوس المذبوحة لوجدنا المسلمين في المرتبة الأولى فنحن نقتل بأيدينا فتحت أي بند تقتلون بعضكم بعضا!!؟
رجعنا آلاف السنين إلى الوراء..العصبية القبلية إلى حرب البسوس.
سنظل غارقين في مستنقعات الفتن والدمار، ما لم يضئ الله بصائرنا لتدرك عقولنا حقيقة حجم الكارثة التي نعيشها، فنتبين مدى سواد النفق الذي ننحشر داخله.
كفار قريش:
ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ رجلا .. ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم، ﻇﻠﻮﺍ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻪ ﻃﻮاﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑاﻧﺘﻈﺎﺭ أﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﺭﻏﻢ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ أﻥ ﻳﻘﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻳﻬﺪﻣﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ .. أﺣﺪﻫﻢ ﺣﺎﻭﻝ أﻥ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ... ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﻜﻞ ﻋﻨﻒ: (ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻧﺎ ﺗﺴﻮّﺭﻧﺎ ﺍﻟﺤﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﺘﻜﻨﺎ ﺳﺘﺮ ﺑﻨﺎﺕ ﻣﺤﻤﺪ !!؟) ..
ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ أﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺎﺀ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ أﻥ ﻧﻘﺘﺤﻤﻪ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ أﻥ ﻧﻜﺸﻒ ﺳﺘﺮﻫﻢ، ﺃﻭ ﻧﻨﺘﻬﻚ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﻢ...
ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻏﻀﺐ، ﻭﺿﺮﺏ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻃﻴﺸﺎ، ﻇﻞ ﻳﺘﺮﺟﺎﻫﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ: ( ﺧﺒﺌﻴﻬﺎ ﻋﻨﻲ، ﺧﺒﺌﻴﻬﺎ ﻋﻨﻲ)، أﻱ ﻻ ﺗﺨﺒﺮﻱ أﺣﺪﺍ .. ﺍﻱ ﻻ ﺗﻔﻀﺤﻴﻨﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻧﻲ ﺿﺮﺑﺖ اﻣﺮﺃﺓ!!
ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮا، ﺧﺮﺝ ﻣﻊ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻫﻢ ﻫﺮﻗﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻟﻴﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم .. ﺳﺄﻟﻬﻢ: ﻫﻞ ﺗﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ؟ ﻫﻞ ﻳﻐﺪﺭ؟ ﻫﻞ ﻳﻘﺘﻞ؟ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺄﺛﺮﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻜﺬﺑﺘﻪ). ﻳﻌﻨﻲ ﺭﻓﺾ ﺷﺘﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻷﻧﻪ ﺧﺎﻑ ﺍﺫﺍ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻣﻜﺔ أن ﻳُﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃبا ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻛﺬﺏ .. ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ!! ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ .. ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺨﺎﻑ ﺇﻻ لأنه ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ أﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺮﻓﺾ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺤﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺧﺎﻑ ﻟﻮ ﺭﺟﻊ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﺔ أﻧﻪ ﻛﺬﺏ، ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ أﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻴﻨﺒﺬﻩ ﻭﻳﺮﻓﻀﻪ ..
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺧﻼﻕ .. ﻭﻋﺰﺓ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ!! ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺳﻔﻚ ﻟﻠﺪﻣﺎﺀ ﻭﻫﺘﻚ ﻟﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻘﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎﺀﺓ!!
عودة الى الوراء:
كنا أطفالاً نرتعب إن رأينا قطعة خبز ملقاة على الأرض.. نركض ونحملها لمكان عالي، ونرسل قبلة إعتذار إلى الله .. أي أرواح طاهرة خسرناها في الطريق؟