logo

قراءة في رواية ‘أرملة من الجليل‘ - بقلم : د.سهيل دياب- الناصرة

بقلم : د.سهيل دياب- الناصرة
22-06-2024 12:37:47 اخر تحديث: 22-06-2024 14:07:51

تأخرت لأكثر من ثلاثة اسابيع لأتفقد صندوقي البريدي، حتى وصلت اليه أمس مكتشفا إهدائي روايته الجديدة الكاتب محمد بكرية ، ابن عرابة الجليلية " أرملة من الجليل " .

صور من كاتب المقال

بدأت بالتصفح بها متوقفا طويلا عند ملامح بطلة الرواية وهي ترسم خطوط ما مرت به على ملامح وجهها..ووجدت نفسي استرسل بقراءة الرواية حيث جذبني هذا الاسلوب السلس الناعم " الفلاحي" الذي يستدعيك لمزيد من القراءة والتبحر، خاصة وأن تفاصيل وصف المكان والزمان والاحداث تجعلك جزء مما انت عليه وما انت فيه. فالرواية مزيج من السيرة الذاتية والتي فاقت الذاتية، والمشهد العام لأحوال الناس، واالنتقال من الخاص الى العام بسلاسة لافتة وكأنك أمام فنان تشكيلي يحمل أحاسيس مرهفة، وليس فقد كاتب رواية. فيصبح القارئ جزءا من المسرح حيث بدأت استرجاع حياتي في الطفولة ( ونحن ايضا عائلة من عشرة أخوات واخوة، وعشنا في "عقد" واحد وكتيرة هي الصور المشابهة في الرواية تعبر عن حال الناس ، غالبية الناس).

لفت نظري أمران، وتساؤل واحد!!

الأمر الاول- هذا الربط العضوي بين السيرة الذاتية واحوال الناس، هذا الوصف للبيت الفلاحي والجيران والاخوات والبلد واسماء الحارات، مع احداث مفصلية كيوم الارض الاول ١٩٧٦، وغليان الشباب الثائر على الظلم، والحيرة بين حماية الذات ومقاومة الظالم، هذا الربط بين العام والخاص والتداخل بينهما. وأن حياة الناس الخاصة هي جزء من البيئة المحيطة.

الأمر الثاني- الوصف الدقيق لحياة عائلة فلاحية في اواسط السبعينات بالجليل، انواع المزروعات . محتويات المخزن البيتي من ادوات زراعية كمرش المبيدات وعدة الشغل. على ضرورة العمل الجماعي لفلاحة الارض...الخ . وشكلت صورة شاملة وليس فقط فردية.

أما التساؤل: فهل يا ترى ما قصده الكاتب بوصفة أمه، هل قصد فقط أمه البيلوجية، أم امنا جميعا، الارض والوطن والجذور. هل قصد الكاتب "أرملة" من الجليل، أمه في الدم، أم قصد ان الوطن " فاقد الابوية" وتحولت الارض الى" أرملة". خاصة وان الكاتب لم ينفرد بذكر بلده عرابة، وانما تناول جغرافيا أوسع " الجليل" وجاء عنوان الرواية " أرملة من الجليل"!!

شكرا للكاتب محمد بكرية..والى الامام بجديد قريب!!