د. سهيل دياب - تصوير موقع بانيت
بعد أن استفاد من دخولهما كابينيت الحرب لاخراج نتنياهو من مأزقة بعد 7 اكتوبر امام العالم والولايات المتحدة ونجح باشراكهما بتحمل الاخفاقات وأن لا يبقى متهما وحيدا.
وضرب عصفورا آخر بابعاد سموترتش وبن غفير من اي تشاور امني حساس مدركا اهمية ذلك امام عزلة اسرائيل الدولية والعلاقة المتوترة مع الحليف الوحيد الامريكي.
كما ونجح بتقزيم غالانت في المجلس الاستشاري الامني الجديد بمشاركة الوزيرين ديرمر ودرعي ، ورئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي ، وثلاثتهم موالين كليا لارادة نتنياهو بكل المواضيع الخلافية وخاصة بسير الحرب على غزة ، صفقة التبادل وتبادل الاتهامات بين الجانبين السياسي والعسكري بمسؤولية ٧ اكتوبر، خلافا لتركيبة مجلس الحرب السابقة حيث كان نتنياهو هو الاقلية واحيانا وحيدا بغالبية المواضيع المطروحة خاصة صفقة التبادل ووقف الحرب.
السؤال المركزي الآن : ما هي سيناريوهات نتنياهو أمام المأزق الجد والمتمثل بـ :
1. نزع شرعية مجلس الحرب امام الجمهور الاسرائيلي اكثر واكثر ، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة لنزع شرعية الحرب ومدى جدواها.
2. زيادة عزلة اسرائيل الدولية واستدعاء المزيد من الاجراءات في الجنايات والعدلية الدوليتين ضد اسرائيل وقادتها.
3. اتساع حملات الاحتجاج في اسرائيل وتوسعها لاسقاط حكومة نتنياهو والذهاب الى انتخابات.
4. ارتفاع في شهية الابتزاز من اطراف الحكومة الفاشية لنتنياهو لمزيد من المكاسب الايدلوجية والسياسية وتحويل نتنياهو الى ممسحة وكرة بينغ بونغ، سواء بموضوع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، والعمل على هدم السلطة الفلسطينية، وتمرير قانون اعفاء تجنيد الحريديم، وتمرير قانون تعيين ٧٠٠ ربانيم من شاس في مدن وبلدات اسرائيل وغيرها من الابتزازات.
أمام هذا الوضع ، يقف نتنياهو أمام خيارين:
الاول- المضي في الانفراد في قرار الحرب والانصياع لابتزازات درعي وسموترتش وبن غفير الغير منتهية، وبذلك يلهب الشارع الاسرائيلي، يتعمق المأزق مع الجيش والاجهزة الامنية، ويزيد الخلاف مع الولايات المتحدة، وترتفع امكانية مواجهة اقليمية وخاصة مع حزبالله.
الثاني- وهو خيار خارج الصندوق، أن يذهب نتنياهو الى سيناريو ثلاثي المراحل والابعاد،،
- الذهاب الى صفقة تبادل اسري ووقف اطلاق النار.
- يسترجع شعبيتة في المجتمع الاسرائيلي.
- يحل الحكومة ويعلن انتخابات بعد ثلاثة اشهر ويقف على رأس حكومة انتقالية ولا أحد يقف أمام قراراته بهذه الفترة الانتقالية.
هذا السيناريو الوحيد الذي من الممكن التجاوب مع حاجات نتنياهو الان: أن يحاول استرجاع شعبيته وموقعة الشخصي والسياسي، وأن يظهر بطلا قوميا في المجتمع الاسرائيلي، وان لا يشاركه بهذا الانجاز اي شخص آخر، لا غانتس ولا غلانت ولا اطراف الحكومة الفاشيبن. وسيجد الكثيرين محليا ودوليا وامريكيا يساعدونه لاسترجاع هذه الشعبية.
هل هذا السيناريو واقعي...لا اعرف..
يسعدني سماع رد فعلكم!!