logo

دار الإفتاء والبحوث الإسلامية 48: جواز الرمي أيام التشريق في أي ساعة من ليل أو نهار

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-06-2024 15:33:29 اخر تحديث: 15-06-2024 18:51:04

جاء من دار الإفتاء والبحوث الإسلامية 48 ما يلي : " يجوز رمي الجمرات أيام التشريق قبل الزّوال، وعند الزوال، وبعد الزوال، وعند الغروب، ومن الليل.

صورة من دار الافتاء

وهذا الواجب مثله مثل غيره، يتمّ فيه التقديم والتأخير، ولا يختلف عن غيره أبدًا من واجبات أو أركان الحج. فإنّ رميَ النبي ﷺ وخلفائه وأصحابه فيما بين الزوال إلى الغروب هو بمثابة وقوفهم بعرفة فيما بين الزوال إلى الغروب، على أنّه لم ينتهِ بذلك حدّ الوقوف، بل الليل كلّه وقت للوقوف.

وبما أنّ الرمي من واجبات الحجّ، فإنّه يتمشّى مع نظائره من الواجبات، مثل النحر والحلق والتقصير، فيدخل بدخولها في الزمان، ويجاريها في الميدان، إذ الكل من واجبات الحجّ التي يقاس بعضها على بعض عند عدم ما يدلّ على الفرق.

وقد دلّت نصوص الشريعة السمحة على أنّ الصواب في مثل هذه المسألة هو وجوب التوسعة، وعدم التحديد بالزوال، بل يجوز قبله وبالليل، في أي ساعة شاء من ليل أو نهار، أشبه النحر والحلق وأشبه طواف الإفاضة، كما دلّ عليه ما رواه البخاري ومسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَقَفَ في حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فَقَالَ: (اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ). فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ، فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِي. قَالَ: (ارْمِ وَلاَ حَرَجَ). فَمَا سُئِلَ النَّبيُّ- صلى الله عليه وسلم- عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلاَّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ".

وأذن ﷺ للعبّاس رضي الله عنه أن يبيت بمكة جميع ليالي منى، ولم يأمره باستنابة من يرمي بدله، وكذا لرعاة الإبل، ولم يأمر أحدًا بالاستنابة ولا بالفدية ولا بالكفّارة. 

وقد نبّه مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أنّ المسألة محتملة وظنيّة، وليست قطعية. فأشار إليها وقال في حينه سماحة مفتي عام المملكة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: المسألة فيها قولان، وهي ليست مسألة قطعيّة، وإنّ بعض العلماء أفتوا بجواز الرمي قبل الزوال، وأفتى بذلك جمع من علماء السعودية المعاصرين، وغيرهم من المعاصرين، ونقلوا هذا الرأي عن عطاء وطاووس وأبي حنيفة، وهو رواية عن أحمد في يوم النفر الأول، وقال به إسحاق ومحمد الباقر، وجزم به الرافعي، وحقّقه الأسنوي، وقال به ابن الجوزي وابن عقيل من الحنابلة.

وقد نهضت دراسات معاصرة لزيادة مستوى الوعي في المسألة منها: دراسة د. علي ونيس، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف (سابقًا). الدراسة تحمل عنوان «الرمي قبل الزوال»، أجاز فيها الباحث رمي الجمرات قبل زوال الشمس، مستندًا على أدلّة قويّة من آراء الصحابة والتابعين والأئمة الثقاة، وقدّم لهذه الدراسة الشيخ يوسف القرضاوي. "الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي "بحث مختصر في دليل و تعليل جواز رمي الجمار قبل الزوال". الشيخ عبدالله بن زايد آل محمود الذي على يديه تأسس القضاء الشرعي في قطر في رسالته "يسر الإسلام في أحكام حج بيت الله الحرام ". الدكتور أحمد مصطفى القضاة "أستاذ جامعي في الفقه المقارن" قدّم دراسة بعنوان "ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ رمي ﺍﻟﺠﻤﺭﺍﺕ وأثرها ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺭ على الحجاج"، وغيرها " .