الشيخ البروفيسور مشهور فواز - رئيس مجلس الافتاء - تصوير: موقع بانيت
نحن لما نعطي الفتوى لا ننظر لزيد وعمرو بشكل شخصي بل ننظر إلى المجموع: الحافلة فيها كبار في السن وعاجزين ومرضى ثمّ هل يتصور ذهاب هذه الملايين كلها إلى منى.ومع ذلك من يريد الذهاب ويشعر من نفسه القدرة فليذهب ولا داعي لاثارة الجدل والقيل والقال في مسألة لا تعتبر من الأركان ولا الشروط ولا الواجبات. فَقد قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْرَكَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَأَتَى عَرَفَاتَ، قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ» رواه أبو داود حديث صحيح.
وقد قال أهل العلم : " ويسوغ أيضًا أن يترك الإنسان الأفضل لتأليف القلوب واجتماع الكلمة خوفًا من التنفير عما يصلح كما ترك النبي صلّى الله عليه وسلّم بناء البيت على قواعد إبراهيم؛ لكون قريش كانوا حديثي عهد بالجاهلية وخشي تنفيرهم بذلك ورأى أن مصلحة الاجتماع والائتلاف مقدمة على مصلحة البناء على قواعد إبراهيم " مجموع الفتاوى،لابن تيمية، ( 22 / 436-437)
والله تعالى أعلم .