صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_Berna Namoglu
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى المسلم أن يحرص على الانتفاع بعمره، ووقته، اللذين هما من أعظم النعم التي أنعم الله بها عليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ، وَلَا تَعْجِزْ. رواه مسلم في صحيحه.
وأما بخصوص الألعاب المذكورة في السؤال ونحوها إذا كانت لا تشتمل على محرم في ذاتها، أو في ما يصاحبها، ويستفاد منها اكتساب، وتحسين مهارات التفكير، والذكاء، والتركيز، وحل الإشكالات، والتعود على الصبر، وغيرذلك من المحامد، فلا حرج في اللعب بها من دون أن تؤدي إلى تقصير في حق الله، أو الخلق، أو وقوع في محرم، أو اعتياد لمكروه.
قال ابن قدامة في المغني: وسائر اللعب، إذا لم يتضمن ضررا، ولا شغلا عن فرض، فالأصل إباحته، فما كان منه فيه دناءة يترفع عنه ذوو المروءات، منع الشهادة إذا فعله ظاهرا، وتكرر منه، وما كان منه لا دناءة فيه، لم ترد بها الشهادة بحال. انتهى.
والسماح بالتسلية المباحة آكد لمن صغر سنه، فقد جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قولها: رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدائِهِ، وأنا أنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ في المَسْجِدِ، حتَّى أكُونَ أنا الَّتي أسْأَمُ، فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، الحَرِيصَةِ علَى اللَّهْوِ. رواه البخاري.
وأما كون هذه الألعاب تتضمن صور الحيوانات، ففيها خلاف بين أهل العلم، والذي نفتي به جوازها .
والله أعلم.