تصوير الجبهة الديمقراطية
في مدينة صيدا جنوبي لبنان حول الوثائق التنظيمية والسياسية الصادرة عن المؤتمر الوطني العام الثامن للجبهة، كما حضر عضو المكتب السياسي للجبهة يوسف احمد وعضو اللجنة المركزية للجبهة تيسير عمار ومسؤولو الجبهة في مخيم عين الحلوة وفي مدينة صيدا اضافة الى جمهور فلسطيني..
الباحث الاستاذ صقر ابو فخر توجه في مداخلته بالتهنئة الى الجبهة الديمقراطية وقيادتها على انجاز مؤتمرها بنجاح، وقال: " ان ما جاء البلاغ الختامي امر يدعو الى الزهو خاصة بما يتعلق بالرقم الوارد عن عدد الاعضاء الذين ينتمون حزبيا الى الجبهة ومنظماتها وعدد الذين شاركوا في المؤتمر ايضا، في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها تجمعات الشعب الفلسطيني خاصة في غزه والضفة " .
واضاف: " امتازت مواقف الجبهة الديمقراطية دائما بجنوحها اليساري الثوري وواقعيتها السياسية في الوقت نفسه، وبقيت امينة على ميراثها التاريخي وانتمائها الى الخط الوطني التقدمي، وها هي سواعد مقاتليها الى جانب رفاقهم في جميع الفصائل تصنع فجرا جديدا لقضية فلسطين، فجر ما كان ليبزغ لولا هذه التراجيديا الفلسطينية المجلجلة بالدماء والتضحيات العظيمة" .
واضاف قائلا: "ان المبادرة التي تقدمها الجبهة لحل القضية الفلسطينية تندرح في اطار البرنامج الوطني المشترك لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الجامعة التزاما بكون المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهنا لا بد من الاشارة الى ان جميع الصيغ السياسية والتحالفية التي عقدت خارج اطار المنظمة قد فشلت، ومن الجائز نقد مؤسساتها والسلوك السياسي لقادتها، لكن لا يجوز المس بالطبيعة التمثيلية للمنظمة، لأن من شأن ذلك المس بالهوية التاريخية للشعب الفلسطيني" .
كما تحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية فتحي كليب الذي قال بداية: " ان الجبهة الديمقراطية مكون وطني له بصمة واضحة ومشعة على مستوى تطوير العمل السياسي الفلسطيني واغناءه، وفي كل محطة من محطاتها المؤتمرية شكلت اضافة هامة عكستها سياستها وبرامجها ومبادراتها وعلاقاتها الوحدوية مع الشعب بمختلف مكوناته، في تأكيد على حقيقة العلاقة المتينة والصلبة بين الجبهة ومختلف المكونات الوطنية الفلسطينية في اطار وحدة وطنية جامعة، وهذا ما عبر عنه المؤتمر في اكثر من مكان.. وما خرج به المؤتمر من نتائج سياسية وتنظيمية يشكل برنامجا نضاليا نضعه بين ايدي شعبنا وحركته الوطنية لنمضي به مع حلفاء واصدقاء شعبنا على مستوى العالم على طريق دحر الاحتلال وانتزاع حقوقنا الوطنية" .
وتابع كليب قائلا: " ان النجاح بعقد المؤتمر وتجاوز كافة التحديات هو رسالة بأن الجبهة الديمقراطيه لم تكتف بطرح شعارات الديمقراطيه فقط وتعميمها على حركتنا الوطنية وعلى مستوى نظامنا السياسي، بل ترجمت ذلك قولا وفعلا من خلال التزامها بدوريه عقد مؤتمراتها في موعدها، إذ عقدت الجبهة خلال 55 عاما من مسيرتها النضالية (12) فعالية مؤتمرية: (8 مؤتمرات) و (4 كونفرنسات)، ما يؤكد ان العملية الديمقراطية هي جزء لا يتجزأ من نضال الجبهة وممارساتها اليومية " .
وعن الاستخلاصات السياسية، اشار كليب الى " استخلاص هام خرج به المؤتمر وهو ضرورة التوافق على توصيف وتعريف طبيعة المرحلة وتوصيف حالنا كنظام سياسي فلسطيني، كوننا ما زلنا حركة تحرر وطني بكل ما يترتب على ذلك من ضرورة لتعميم الشراطة الوطنية ومن حاجة لتوفير شروط مواصلة المقاومة في الضفة وتكريس الوحدة كخيار اساسي، ونسج تحالفات صحيحة مع القوى والدول التي تدعم حقوقنا.. داعيا الى عدم تكرار التاريخ في فترة ما قبل النكبة، سواء في التعاطي مع القوى الدولية الداعمة للاحتلال او الانظمة الرسمية العربية المتواطئة احيانا والعاجزة احيانا اخرى، وبالاستناد الى حقيقة اكدتها عقود النضال الفلسطيني وهي ان المواقف والسياسات الدولية والعربية تتاسس على قوة وصلابة السياسة الرسمية والفصائلية الفلسطينية" .