بل يمتد تأثيره إلى من حولهم من غير المدخنين، خاصة الأطفال وكبار السن. وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تكاتف الجهود وتعزيز الوعي بأضرار التدخين وتطبيق السياسات الوقائية والعلاجية لتحسين صحة المجتمع وجودة الحياة.
وقال الدكتور وليد أبو القيعان اخصائي اورام ورئيس قسم الاورام، اورام الجهاز الهضمي في مستشفى "اسوتا" بأشدود، في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول التدخين في المجتمع العربي: "نسبة المدخنين في المجتمع العربي اعلى من نسبة المدخنين من المجتمع اليهودي، ففي المجتمع اليهودي نسبة المدخنين وصلت الى 21% بين الرجال والنساء بنسب متقاربة، اما في المجتمع العربي فنسبة المدخنين وصلت الى 25% وغالبية المدخنين هم من الرجال بينما تصل نسبة النساء المدخنات الى اقل من 10%". ومضى قائلا: "للأسف الوضع يزداد سوءا خاصة بما يتعلق بالنساء فهناك ارتفاع بعدد المدخنات مع البدء باستعمال السيجارة الالكترونية والنرجيلة، وكذلك الامر بالنسبة للطلاب الذين يبلغون من العمر 16 او 14 عاما حيث ان نسبة المدخنين من هذه الفئات العمرية ارتفع بشكل ملحوظ".
"عامل مشترك"
وأوضح الدكتور وليد أبو القيعان ان "هناك عامل مشترك بين مختلف أنواع السجائر ووسائل التدخين وهي الشركة المصنعة فهناك شركة واحدة تصنع التبغ الذي يتم استخدامه في جميع هذه الوسائل، وبحسب الأبحاث فقد تبين ان التدخين العادي مسرطن ويتسبب بإصابة الشخص بامراض رئوية وقلبية وجلطات دماغية على المدى البعيد، اما على المدى القريب فهو يسبب السعال. اما بالنسبة للسيجارة الإلكترونية فهي تعتبر جديدة نسبيا حيث انها تتسبب في الفترة الأخيرة في حالات موت والتهابات رئوية حادة او نزيف رئوي حاد بشكل مفاجئ وبدون سابق انذار خاصة لدى المدخنين الصغار".
"سموم كثيرة"
وأضاف: "وفقا للأبحاث هناك ما يقارب الثلاثين نوعا من السموم في السجائر والتي تسبب كما ذكرت التهابا حادا ونزيفا رئويا ، اما السيجارة الالكترونية فالشخص يستطيع من خلالها تحديد نسبة النيكوتين التي يستنشقها وكلما ارتفعت النسبة ارتفعت نسبة السموم مما يتسبب بضرر في الدماغ وضعف في النضوج، حتى ان بعض الأهالي لا يلاحظون بان ابنهم يدخن حينما يستعمل السيجارة الالكترونية فهي تشبه "اليو اس بي" ومن الصعب تمييزها".
"استخفاف بتدخين النرجيلة"
وأشار الدكتور وليد أبو القيعان الى "ان النرجيلة تعتبر أيضا وسيلة تدخين خطيرة لكن لا يزال هناك نوع من الاستخفاف بالأمر خاصة في مجتمعنا حينما تقول لهم بان النرجيلة مضرة اكثر من السيجارة، ولهذا أرى نسبة لا بأس بها من العرب مصابين بمرض سرطان الرئة".