logo

كوريا الجنوبية والصين تتفقان على إطلاق حوار دبلوماسي وأمني

تقرير رويترز
27-05-2024 08:10:04 اخر تحديث: 27-05-2024 14:41:28

سول/طوكيو/بكين (رويترز) - قال مكتب رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إن الرئيس اتفق مع رئيس وزراء الصين لي تشيانغ يوم الأحد على إطلاق حوار دبلوماسي


(Photo by AHN YOUNG-JOON/POOL/AFP via Getty Images)

وأمني واستئناف المحادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة.

وعقد المسؤولان محادثات عشية قمة ستجمعهما مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في أول محادثات بين الدول الثلاث المتجاورة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وتحاول الصين وحليفتا الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية واليابان، التعامل مع انعدام الثقة المتزايد في ظل التنافس بين بكين وواشنطن والتوتر المتعلق بتايوان.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون إن النتائج المتوقعة من القمة الثلاثية ليست كبيرة، لكن حتى المصافحة بين الزعماء الثلاثة ستساعد في الإبقاء على بعض الدبلوماسية رفيعة المستوى على الأقل بعد تدهور العلاقات على مدى سنوات.
كما يرون أن القادة قد يحرزون تقدما في مجالات التعاون العملي مثل التبادلات الشعبية والشؤون القنصلية.

وقال يون لرئيس وزراء الصين إن البلدين عليهما العمل معا ليس فقط لتعزيز المصالح المشتركة بناء على الاحترام المتبادل، بل أيضا لمواجهة التحديات المشتركة في ملفات إقليمية وعالمية، مشيرا إلى حرب أوكرانيا والحرب في غزة والغموض الذي يكتنف مستقبل الاقتصاد العالمي.

وذكر مكتب يون أنه قال في مستهل الاجتماع "كما تمكنت كوريا والصين من تخطي العديد من الصعوبات معا على مدى 30 عاما مضت وساهمتا في تطور ونمو بعضهما.. أتمنى أن نواصل تعزيز التعاون الثنائي في مواجهة الأزمات المعقدة في العالم في الوقت الراهن".

وطلب يون من بكين أن تضطلع بدور أكبر بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، خاصة مع مواصلة كوريا الشمالية تطوير صواريخ نووية وتعزيز تعاونها العسكري مع روسيا، قائلا إن إطلاق قمر صناعي آخر للتجسس باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أصبح وشيكا.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن لي أبلغ يون بأن على الدولتين معارضة تحويل ملفات الاقتصاد والتجارة إلى مسائل سياسية أو أمنية ويتعين عليهما العمل للحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد.

وقال لي إن بكين مستعدة لتعزيز التعاون في مجالات الصناعات المتطورة والطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي والطب الحيوي وغير ذلك.

وأضاف أن الصين ستوسع الدخول إلى الأسواق وتعزز الضمانات للاستثمار الأجنبي وترحب بالشركات الكورية الجنوبية، مثل سامسونج، بهدف زيادة الاستثمار والتعاون.

وانتقد زعماء ودبلوماسيون صينيون مرارا على مدى السنوات القليلة الماضية الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب فرض قيود على الصادرات استهدفت قطاع أشباه الموصلات ودعوا تلك الدول إلى الإحجام عن "المبالغة في مفهوم الأمن القومي".

ومنذ عام 2021، تزايد منع الشركات والكيانات الحكومية الصينية من الوصول المباشر إلى الرقائق الأكثر تطورا في العالم، والتي تنتج شركات تكنولوجيا كورية جنوبية عملاقة مثل سامسونج وإس.كيه هاينكس الكثير منها.

وعبّر لي عن أمله في مواصلة الجهود "لبناء توافق وحل الخلافات (عبر) الحوار والتواصل المخلص".

تعاون عملي

في اجتماع منفصل مع كيشيدا، أشاد يون بالتفاعل الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي مع اليابان واتفقا على تقوية وتوثيق العلاقات العام المقبل بمناسبة احتفال البلدين بالذكرى الستين لتطبيع العلاقات، وذلك بحسب ما ذكره أيضا مكتب رئيس كوريا الجنوبية.
كما التقى كيشيدا بشكل منفصل مع لي، قائلا إن استقرار مضيق تايوان شديد الأهمية بالنسبة لليابان والمجتمع الدولي.

وفي تصريحات للصحفيين بعد الاجتماع، قال كيشيدا إنه طلب من الصين رفع الحظر عن استيراد المأكولات البحرية اليابانية، والذي فرض بعد أن بدأت طوكيو في إطلاق المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المعطلة في المحيط الهادي.

كما طالب بالإفراج المبكر عن مواطنين يابانيين محتجزين في الصين.

واتفقت الدول الثلاث على عقد قمة سنوية منذ 2008 بهدف دعم التعاون الإقليمي، لكن تلك المبادرة واجهت صعوبات بسبب خلافات ثنائية وجائحة كوفيد-19. وعقدت آخر قمة ثلاثية في نهاية 2019.

وقال مسؤولون في سول إن الزعماء الثلاثة سيصدرون بيانا مشتركا بشأن ستة مجالات تشمل الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والتبادلات الشعبية والصحة وشيخوخة السكان.

وتأتي القمة في الوقت الذي تعمل فيه كوريا الجنوبية واليابان على إصلاح العلاقات التي توترت بسبب النزاعات التاريخية مع تعميق الشراكة الأمنية الثلاثية مع الولايات المتحدة وسط التنافس الصيني الأمريكي المتزايد.

وحذرت الصين في وقت سابق من أن الجهود الأمريكية الرامية لتعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية واليابان يمكن أن تؤدي إلى توتر ومواجهة إقليمية.

كما حذرت سول وطوكيو من أي محاولات لتغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان بالقوة، في حين انتقدت بكين يوم الثلاثاء قرار مشرعين من كوريا الجنوبية واليابان حضور مراسم تنصيب الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته.