"الناصرة بعيون مصوريها"، بالتعاون مع جمعية السباط، وجاليري ديانا، وزينب للإنتاج. إذ ساهمت مؤسسة السباط ممثلةً بالباحث خالد عوض بالأرشيف، القيمة على المعرض ديانا شلوفة رزق باختيار الصور من هذا الكنز الأرشيفي.
تابع الرواد بعيون كلها شوق وشغف الصور التي التقطها مصورو الناصرة، ومن بينهم: سابا الأب والابن، كريمة عبود، لطف سروجي، فوتو نبيل، أسطفان كبنجيان، سليم عزام وغيرهم.
افتتحت الحفل الكاتبة رنا أبو حنا بالترحيب بالضيوف في ناصرتهم، مدينة البشارة، مؤكدة أهمية الصور في حفظ تاريخ المدينة العريق وهويتها الفلسطينية، حيث قالت: "يا مساء الخير مرة، يا مساء النور مرة، يا مساء الناصرة ألف مرة. الناصرة التي زادتنا عشقا في كل العصور والأوقات منذ ابل الكنعانية وحتى مدينة البشارة، الناصرة التي علمنا شاعرها طيب الذكر توفيق زياد أن نتباهى بها مرددين: أنا من هذي المدينة من حواريها الحزينة من شرايينِ بيوتِ الفقر من قلبِ التثنيات الحصينة عبَقُ التاريخ والنخوةُ منها والكرامة واسمُها شامةُ عزٌّ وشهامة".
"سبب والية الاختيار"
شاركت القيمة على المعرض ديانا شلوفة رزق الحضور، بحب كبير، أسباب اختيارها المصورين وآلية الاختيار بالاعتماد على كتاب الباحث خالد عوض (الناصرة بعيون مصوريها)، المرتبط بذكريات طفولتها وزيارتها أستوديوهات المصورين في المدينة، معبرةً عن "اعتزازها بجذور عائلتها في المدينة التي تعود إلى 400 عام، ونوهت بالشعبية الكبيرة التي أحاطت بأستديو فوتو نبيل، الذي يعرفه أبناء المدينة وأغلبهم التقطوا صوراً فيه".
واستذكرت المصور المغيّب لطف سروجي، لافتة إلى "أن ما ميز أعماله أنها تعبر عن فنان رائع يلوّن الصور بأسلوب مميز". وتطرقت الى أعمال المصور أسطفان كبنجيان الرائعة، ورحبت بابنته التي حضرت المعرض، واقتبست عبارات للمصور صاحب الروح الجميلة والعين الأجمل التي ما زالت الأجيال في الناصرة تتناقل صوره وحكايته.
بدوره، أشاد منتج المعرض محمد بيطار، "بالسيدة ديانا وعملها الدؤوب وصلها الليل بالنهار لكي يخرج هذا العمل إلى النور بالتعاون مع فريقه الرائع والمتفاني، مقدماً جزيل الشكر إلى محيي ومنهل وسلمان لمجهودهم الاستثنائي، وأشار ان المعرض مستمر لغاية 23 أيار".
"عرض ثلاثية"
جرى عقب الافتتاح عرض ثلاثية (مصورو فلسطين) من إنتاج الجزيرة الوثائقية، وهي ثلاثية تُعرِّفنا إلى مصوّرين فلسطينيين سبقوا النكبة. الصور هي البطل الرئيسي، وبالطبع المصورون أنفسهم. سلطت الثلاثية الضوء على عاشقة الضوء، كريمة عبود، المرأة الرائدة والطموحة، التي استكشفت الثلاثية أرشيفها وتوقفت عند صورها، وزارت الأماكن التي ترعرعت فيها، وتجولت عبر تلال الجليل وجبالها مع ناصر وفضيل سابا، ثم توقفت عند صور تحمل وراءها حكايات شعب هجر، ليصبح الغائبون عن بلادهم حاضرين من خلال الصور، بينما يغيب الحاضرون عن سيادة الصورة في الحيز العام.
توقفت الثلاثية أيضاً عند خليل رعد، عميد المصورين. التي أظهرت صوره جوهر الوجود والحياة الفلسطينية، وقدّمت بديلاً للتصوير الاستشراقي. لترسم هذه الثلاثية، ملامحهم وتستكشف أعمالهم ومجالات تصويرهم، حتى نرى فلسطين بعدساتهم المختلفة.
أدارت الحوار حول ثلاثية الأفلام والمعرض الكاتبة رنا أبو حنا، حيث أكدت "أن الصور الفوتوغرافية (الشمسية/ الضوئية) تعدُّ من الوثائق الراسخة التي تؤكد وجود شعب في فلسطين، صنع حضارة فارقة قبل الاحتلال بقرون مديدة سبقت النكبة، ومحاولة اغتيال الذاكرة. هذه الصور وثيقة تدعم حقيقة أن فلسطين لأهلها بتاريخها وارضها وتقاليدها وفنونها وازيائها ونمط عيشها.. ومصورو فلسطين هم الذين قدموا لنا فلسطين من خلال لقطات كاميراتهم، لتبقى هذه الصور شاهدة على من عاشوا فوق هذه الأرض."
كما وأثنت على العمل معبرة عن إعجابها به، ثم بدأت بحوار المخرجة مروة جبارة طيبي والباحث خالد عوض، الذي أكد بدوره "أهمية الأرشيفات وحفظها مؤسسياً ووضعها في سياقها التاريخي السليم، معبراً عن استيائه من كثير من الأخطاء الذي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي سواء لجهة الحقوق الفكرية للصورة أو سياقها المكاني والزماني".
"السلسلة هي من أكثر الرحلات التوثيقية تميزاً وجمالاً"
من جهتها، شددت مخرجة السلسلة مروة جبارة الطيبي على أهمية هذه السلسلة لها على المستوى الشخصي والفني بالقول: "السلسلة هي من أكثر الرحلات التوثيقية تميزاً وجمالاً، مسؤولية كبيرة، فرح، حزن، انفعالات ومشاعر مختلفة. مسؤولية عن إعطاء حق لمصوري فلسطين الذين كتبوا التاريخ بعدساتهم ومنحونا وثائق تاريخية تتحدث عن قصتنا، ورسالة وفاء لمن تركوا لنا كنوزاً بصرية. لافتة إلى أن العرض في مدينة الناصرة، التي نشأ فيها المصورون، له أثر خاص. شاكرة مؤسسة سينمانا على دورها في خروج المعرض إلى النور، ومثنية على دور جمعية السباط ومساهمتها، واصلة الشكر لقيمة المعارض ديانا شلوفة رزق على عملها الدؤوب".
بدورهم، أشاد الحاضرون بهذه المبادرة المميزة، فنوهت هاوية جمع الصور يولندا جبران بغنى البرنامج وجماله، بينما وصف القسيس نائل أبو رحمون المعرض بالجميل والأفلام بالرائعة، وأشارت الشاعرة زهيرة كمال إلى أهمية جمع الأرشيف، بينما اعتبر المصور جمال كيوان الأمسية تظاهرة ثقافية رائعة، وأكدت المربية صابرين مصاروة أهمية استخدام الصور التاريخية في الفعاليات التربوية في المدارس.
اختتمت الكاتبة رنا أبو حنا الأمسية بشكر الحاضرين، والإعلان عن استمرار معرض بخطى العيون في مدن أخرى، لافتة إلى أن الثلاثية والمعرض سيعرضان في مدينة القدس قريباً.
تصوير جمال كيوان