صورة شخصية
السّؤال الذي يتراود على أذهان الكثيرين "هل كلّ طفلِ شقي يعاني من " نقص الانتباه وفرط الحركة " ( ADHD)؟ والإجابة هي : قطعيّا لا , فهناك فرق كبير بين الشّقاوة واضطراب فرط الحركة.
( ملاحظة : ADHD هو اختصار ل Attention Deficit Hyperactivity Disorder )
* يعتبر مصطلح " نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) " من أكثر المصطلحات شيوعًا في الآونة الأخيرة خاصّة بين أوساط المعلّمين والأهالي. فبحسب هيئة الخدمات الصّحيّة البريطانيّة تُعرّف هذه الحالة على أنّها "اضطراب سلوكي غالبًا ما يظهر عبر نمط متكرّر من عدم الانتباه وفرط الحركة والنّشاط الزّائد وكذلك الاندفاع بدرجات أكثر شدّة من المعتاد " كما
وتشمل العوارض: التّململ المتواصل , فرط الكلام , تقلّب المزاج , ضعف أوغياب الحس بالخطر و تضييع الألعاب والكتب واللّوازم المدرسيّة , بالإضافة لصعوبة أداء المهام اليوميّة .
وبحسب موقع " ويب ميد " الطّبّي يمكن أن تظهر أعراض (ADHD) في وقت مبكّر ما بين سن 3 و 6 سنوات حتى سن البلوغ، وهو أكثر شيوعًا لدى الذّكور ممّا لدى الإناث.
• إنّ أسباب هذا الاضطراب عديدة أبرزها :
الولادة المبكّرة ( قبل الأسبوع ال37 من الحمل) , نقص وزن الرّضيع عند الولادة, التّدخين و\أو شرب الكحول و\أو تعاطي المخدّرات خلال فترة الحمل, انقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم, التعرّض لمادّة الرّصاص, وقد يرتبط اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أيضًا بالأحداث الصّادمة في مرحلة الطفولة، مثل العنف أوالإهمال.
• الجدير بالذّكر أن " نقص الانتباه وفرط الحركة " لا يعتبر مرضًا سريريَّا, إذ لا توجد حتى الآن تحاليل مخبريّة أو مجهريّة لتشخيص الحالة, إنّما يعتمد التّشخيص على استمارة استبيان مفصّلة يتم تعبئتها من قِبل الأهل والمعلّمين.
• تعتمد الوالديّة الإيجابيّة لأطفال يعانون من اضطراب" نقص الانتباه وفرط الحركة" على أُسسِ عديدةِ:
أوّلا: فهم الحالة
• تعلّم المزيد عن ADHD : فالمعرفة تساعد الأهل في التّعامل مع الوضع بشكل أفضل.
• التّفهم والصّبر : تفهّم الأهل للحاله وصبرهم يساهم في بناء التّواصل الإيجابي مع طفلهم.
• التحدّث مع طبيب الاطفال: يمكن للطّبيب أن يشخّص الحالة ويقدم للأهل معلومات حول خيارات العلاج المتاحة.
• البحث عن دعم من المجتمع : هناك عدّة أطر ومجموعات هدفها دعم الوالدين وتبادل الخبرات.
ثانيًا : التّنظيم
• وضع روتينًا يوميًّا: يُحبّذ استخدام مذكّرات أو لوحات إعلانات للمساعدة في تنظيم مهام اليوم والأسبوع بما في
ذلك وقت الدّراسة ووقت الرّاحة والتّرفيه .
• تجزئة المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر: التّجزئة ستساعد الطّفل على التّركيز وإكمال المهام.
• توفير بيئة مناسبة للطّفل: حاولوا خلق بيئة هادئة وخالية من المشاكل للمذاكرة والتّركيز.
• تجنّب الألوان الصّارخة والقويّة في غرف الأطفال : فالألوان الهادئة تزيد من احتمالية تركيز الأطفال بعكس الألوان الصّارخة التي تزيد من حركة وتوتّر الأطفال .
ثالثًا : التّواصل والتشجيع
• الاسترخاء والتّفاعل: تعلّموا تقنيّات التّنفس العميق والاسترخاء وشاركوا طفلكم فيها عند الحاجة.
• الوضوح والبساطة : استخدموا لغة بسيطة وسهلة الفهم عند التّحدّث مع طفلكم.
• تشجيع النّشاطات العائلية : الرّحلات , التنزّه في الطّبيعة , ركوب الدّراجات وألعاب بيتية عديدة لها تأثيرًا ايجابيّا
على سلوكيّات الأطفال عامّة وتساهم في الحفاظ على التّناغم العائلي.
• تقديم الكثير من الثناء والتشجيع: سيساعد ذلك الطّفل على الشعور بالثقة والدّافع نحو تحسين الذّات.
رابعًا : العلاج
• الّتعاون مع المدرسة : لا تخجلوا ولا تتردّدوا بالتواصل مع المدرسة للاستفسار ولطلب دعم إضافي حول السّبل التي تساعد في تكّيفات الطّفل, فالمدارس في السّنوات الأخيرة تزخر بالبرامج والنشاطات كالعلاج بالموسيقى أو بالفنون, ملاطفة الحيوانات وغيرها من الأساليب التي تم دمجها خصّيصًا للمساهمة في تخفيف هذه الحالة.
• العلاج السّلوكي والعاطفي : يمكن أن يساعد العلاج السّلوكي والعاطفي الطّفل على تعلّم مهارات التّحكّم في سلوكه والتخفيف من أعراض ADHD.
• النظام الغذائي والنّشاط البدني: استشيروا أخصّائي تغذية ( عن طريق صندوق المرضى ) لضمان تناول طفلكم وجبات صحيّة ومتوازنة وادمجوا أطفالكم بنشاطات بدنيّة منتظمة.
• تعليم الطّفل مهارات اجتماعية وعدم الخجل من انخراطه بالفعاليات المجتمعية : شاركوا طفلكم بالمناسبات العائلية والدّينية, علّموه المجاملات ومساعدة الغير. درّبوه على كيفية انتظار دوره ومشاركة ألعابه وتنظيف غرفته
إنّ التّعامل مع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يحتاج إلى صبر وتفهّم، وقد تحتاجون الى استراتيجيّات وتعديلات لتناسب احتياجات طفلكم بشكل أفضل, فكل طفل مختلف, وما ينجح مع طفلِ ما قد لا ينجح مع آخر. لذلك من المهم استشارة المختصين لتطوير خطّة علاج تناسب الاحتياجات الفرديّة لكل طفل.
وتذكّروا دائما أنّ طفلكم لا يحاول التّسبّب في متاعب بشكل متعمّد وأنّه بتعاملكم اللّطيف معه سيعطيكم كامل مشاعره حبّا واحترامًا وتعلّقًا.