تصوير بانيت
والولاء للوطن الذي وُلد أو عاش فيه الفرد، ويشملُ الولاءُ مجموعةً من العوامل مثل الدين واللغة والتاريخ والثقافة والقِيَم والمبادئ المشتركة لشعبٍ أو لمجموعةٍ أو لفئةٍ من الناس.
- وبالتالي فإن الهوية الوطنية تُعتبرُ عاملاً موحِّداً يجمع الأفراد في إطار مشترك، وتسهم الهوية الوطنية في تعزيز التضامن والتكامل الاجتماعي داخل البلد الواحد
ويُستخلص من هذا التعريف أن الهوية الوطنية هي: جوهر الانتماء والاندماج في إطار مجتمع محدد، بل هي العنصر الذي يجمع الناس معًا تحت راية واحدة تتجاوز الاختلافات الفردية والشخصية، ولكن وفي نفس الوقت لا نغفل عن تأثير الانحراف الاجتماعي على الهوية الوطنية بشكل سلبي، مما يؤدي إلى تفككها وضعفها وتلاشي قوّتها، وأما التأثيرات التي يمكن أن تنتج عن الانحراف الاجتماعي بما يتعلّق بالهوية الوطنية فهي كثيرة ومنها:
1- فقدان القِيَم الوطنية:
عندما ينجرف أفراد المجتمع نحو الانحراف الاجتماعي فيمكن أن يفقد المجتمع قيَمه ومبادئه التي تتشكل منها الهوية الوطنية، مثل الانتماء والوفاء والانضباط ضمن منظومة القيم العامة للمجتمع، مما يؤدي إلى خلق فجوة بين الأفراد وبين القِيَم التي تجمعهم كشعبٍ أو مجتمعِ واحدة، وكذلك إلى فقدان الشعور بالانتماء والولاء للوطن أو البلد الذي يعيش فيه الفرد، ويَحدُثُ هذا الفقدان عندما يتلاشى تأثير المعتقدات والقيم والمبادئ على السلوك العام لأفراد المجتمع ومجموعاته التي يتشكّل منها، وعلى مشكلاته ومعضلاته التي يواجهها، وبالتالي يفقد أفراد المجتمع الاتصال بلغتهم وتاريخهم وثقافتهم الوطنية وتتراجع قيمتها في حياتهم، مما يؤدي إلى فقدان الانتماء والتضامن الوطني الحقيقي، ويمكن رؤية ذلك في تراجع الاستقرار الاجتماعي والقِيَمي والسياسي في المجتمع، وتنشأ عن ذلك الصراعات بين المجموعات الاجتماعية والسياسية والدينية، وإذا نظرنا الى واقع مجتمعنا الذي يجمعنا فقد تأثرت هويته الوطنية منذ بدايات هذا القرن الجديد بشكلٍ ملحوظٍ وكبير..
2- تفكك الروابط الاجتماعية
مما لا شك فيه أنه كلما كانت الروابط الاجتماعية أكثر متانة وقوّة بين أفراد المجتمع فإنها تلعب دوراً حاسماً في تماسك المجتمع وقوته وصلابته، حيث تعزز التواصل والتعاون بين أفراد المجتمع ومجموعاته، وتقوي العلاقات الاجتماعية فيما بينهم وتزيد من قوة
الاندماج الاجتماعي وتقوّي الشعور بالانتماء للمجتمع، مما يزيد من التضامن والتكافل بينهم، وتتعزز الثقة لديهم، ويصبح أفراد المجتمع أكثر استعدادًا لتحمّلٍ المسؤولية، ويصبح الالتزام بقواعد السلوك الاجتماعي أظهر وأقوى وأميَز.. وللحديث بقية في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى.
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)