صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_Belly pain
حيث يمكن أن تظهر الأعراض على نحو غير متوقع، وتتغير مع مرور الوقت، علماً أن 2 من أصل 3 مرضى بالقولون العصبي هم من الإناث. وهذا المرض هو شائع، بحسب وزارة الصحة السعودية.
وفي شهر أبريل المخصص للتوعية بمتلازمة القولون العصبي، يُطلعنا الدكتور أنتوني ليمبو، مدير الأبحاث في معهد أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك، على الخيارات المتعددة والمتعلقة بأسلوب الحياة والتي يمكنها أن تقلل إلى حد كبير من خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، كما يمكن لهذه العادات الصحية أن تكون مفيدة جداً لإدارة الحالة لدى مرضى القولون العصبي.
القولون العصبي مرض شائع يمكن الوقاية منه
تعتبر متلازمة القولون العصبي مرضاً شائعاً، يصيب الجهاز الهضمي ويتسبب للمرضى بعدم الراحة وآلام في البطن، واضطرابات في حركة الأمعاء.
وتشير تقديرات المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي إلى أن نحو 5-10% من سكان العالم يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال، وأن غالبية المصابين به هم دون سن الـ50 عاماً، وأنه يتم تشخيص العديد من المرضى بالإصابة بعد مرور سنوات عديدة على ظهور الأعراض.
وحول أسباب متلازمة القولون العصبي، قال الدكتور أنتوني ليمبو: "لا تزال أسباب متلازمة القولون العصبي غير معروفة، لكن الباحثين حددوا مجموعة من عوامل الخطر التي تشمل التغيّر في بكتيريا الأمعاء، والتهابات الجهاز الهضمي الشديدة، وعدم تحمل الأطعمة، والضغوط والتوتر في مرحلة الطفولة، ومشاكل التنسيق بين العقل والأمعاء.
وقد أظهر بحث حديث أن القيام ببعض التعديلات في أسلوب الحياة يمكنه التقليل من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي بشكل كبير".
وأشار الدكتور ليمبو إلى دراسة شارك فيها وتم نشرها في وقت سابق من العام الجاري في مجلة غات (Gut) البريطانية لأمراض الجهاز الهضمي، والتي تمَّ خلالها متابعة نحو 64,268 راشداً في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاماً (متوسط العمر هو 55 عاماً) لفترة 12.6 عاماً، وكانوا جميعاً ممن لم يتم تشخيصهم سابقاً بمتلازمة القولون العصبي.
وأضاف: "سلطت دراسة مجلة غات Gut الضوء على خمس عادات متعلقة بأسلوب الحياة يمكنها أن تقلل وبصورة ملموسة من مخاطر إصابة الأفراد بمتلازمة القولون العصبي، وبيّنت أنه يمكن لبعض التعديلات على أسلوب الحياة أن تعمل كاستراتيجية وقائية أساسية. وتعتبر هذه العادات مفيدة للصحة بشكل عام، ولقد نجح الأفراد الذين قاموا بتطبيق ثلاث من أصل خمس عادات في أسلوب حياتهم في خفض مخاطر إصابتهم بمتلازمة القولون العصبي بنسبة 42 بالمئة".
طرق تقلل مخاطر الإصابة بالقولون العصبي
وحول تطبيق هذه العادات في أسلوب الحياة بصورة عملية، أشار الدكتور ليمبو بأنه يمكن للأفراد تحسين جودة النوم من خلال اتباع مبادئ صحة النوم مثل تقليل الوقت الذي يقضونه على الشاشات قبل النوم، وتحديد برنامج ليلي، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في المساء.
أما في ما يخص النظام الغذائي، فإن اتباع برنامج غذائي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، هو أمر على قدر كبير من الأهمية، كونها تتضمن هذه الحمية كميات كبيرة من الألياف وتركّز على الأطعمة الطبيعية غير المعالجة مثل زيت الزيتون والأسماك الطازجة والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
أما في ما يخص ممارسة التمارين الرياضية، فإن ممارسة 30 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة إلى مرتفعة الشدّة بين 3-5 مرات في الأسبوع ستكون مفيدة جداً، ولكن يجب القيام بذلك بحسب مستوى صحة كل شخص، وبعد الحصول على موافقة طبيبه المعالج.
كيف يهدأ القولون العصبي؟
يمكن للمصابين بمتلازمة القولون العصبي إجراء التغييرات المذكورة نفسها في أسلوب الحياة، حيث أثبتت هذه التغييرات فعاليتها في تهدئة المرض وإدارة حالة المرضى، وتمَّ إدراج التوصيات المتعلقة بها في العديد من الإرشادات الدولية بصفتها الخط العلاجي الأول، وفق الدكتور ليمبو.
مضيفاً أنه يمكن للأفراد أيضاً التعاون مع فريق الرعاية الصحية الخاص بهم من أجل تحديد المحفزات الفردية لنوبات متلازمة القولون العصبي ومعالجتها، والتي تشمل العديد من العناصر، بدءاً من التوتر وصولاً إلى تناول دواء أو طعام معين.
وفي حال كان الطعام هو المحفز، فإنه يمكن لبرنامج غذائي ينص على تجنّب تناول بعض الأطعمة والتي يتم الالتزام بها بالتشاور مع الطبيب، المساعدة في تخفيف الانزعاج وتحديد الأطعمة التي تسبب نوبات متلازمة القولون العصبي، وتشمل الأطعمة التي عادة ما يتم إسقاطها من الأنظمة الغذائية كلاً من الغلوتين ومنتجات الألبان والسكر، والأطعمة المعالجة والمعبأة.
القولون العصبي: دور الأدوية في علاج المرض
وقد أكد الدكتور ليمبو أن التغييرات في أسلوب الحياة وتجنّب المحفزات التي تسبب نوبات القولون العصبي قد لا تكون خطوات كافية لوحدها في حالة العديد من المرضى، وقال: "توجد هناك عدة خيارات دوائية لمعالجة بعض أعراض متلازمة القولون العصبي والحالات الأساسية المرتبطة بها، كما أن الأساليب العلاجية السلوكية قد تكون مفيدة كذلك".
مضيفاً: "يوفر اليوم العالمي للتوعية بمتلازمة القولون العصبي، فرصة مثالية لتشجيع الأفراد على تجنّب المعاناة الصامتة من أعراض أمراض الجهاز الهضمي، إذ ليس جيداً أن يقوم الأفراد بتشخيص وعلاج أنفسهم بصورة ذاتية؛ لأنَّ أعراض متلازمة القولون العصبي غالباً ما تكون مشتركة مع أعراض أمراض جهاز هضمي أخرى بعضها خطير.
ويمكن لتشخيص وعلاج متلازمة القولون العصبي تحسين جودة حياة الفرد بشكل كبير، وفي حالة عدم تشخيص الأفراد بأي مرض خطير آخر، فإنه يمكن تسريع علاج متلازمة القولون العصبي، وبالتالي تحسين النتائج المحققة للمرضى".