logo

عيش الأطفال في بيئة خضراء يؤخر شيخوختهم في المستقبل

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
19-04-2024 19:07:43 اخر تحديث: 20-04-2024 04:55:41

يصنع العيش قرب المناطق الخضراء العجائب لجسم الانسان وبخاصة الأطفال؛ نظراً لفوائده الكبيرة في تحسين الحالة النفسية والعقلية،


صورة للتوضيح فقط - تصوير: pixinoo - shutterstock

والحفاظ على صحة القلب، وزيادة قوة الجهاز المناعي. وقد دفعت فوائد الطبيعة المتعددة الأطباء إلى حد وصف المساحة الخضراء التي يمكن العيش فيها بأنها إحدى طرق علاج الأمراض.

آخر الأبحاث عن أهمية المساحات الخضراء

انتهى أحد الأبحاث الأخيرة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية إلى بعض التفسيرات المحتملة للمنافع الطبية للطبيعة، عندما اكتشفت بأن الأعمار البيولوجية لمن يقطنون بالقرب من المساحات الطبيعية الخضراء تميل لأن يبدوا أصغر من أعمار غيرهم من الناس من الفئة العمرية نفسها.

ووفقاً للبحث، فإن الهدف يتمثل في قياس التأثيرات الإيجابية للمساحات الخضراء على شيخوخة الخلايا، وتقييم قدرة هذه المساحات الطبيعية على المساعدة على تقليص الأضرار البيئية.

شمل البحث 7827 شخصاً مع دراسة بيئاتهم المنزلية، ووجد الباحثون أن الذين يعيشون منهم قرب الحدائق والمتنزهات والمناطق الغنية بالأشجار والغطاء النباتي، لديهم تطاول أكبر في الجزء المسؤول عن زيادة العمر في سلسلة الحمض النووي "DNA"، الذي يُسمى التيلوميرات "Telomeres".

وتابعت تقول: "إن تلك الاستنتاجات حقيقية وصحيحة تماماً بغض النظر عن العرق، أو الحالة الاقتصادية، أو أي أثر آخر وعلى الأخص التدخين".

تمثل التيلوميرات قطعاً متكررة من سلسلة الحمض النووي "DNA" تظهر في الطراف الصبغي رقم 46 لدى الإنسان، فتمنع الجزيء الجيني من الانهيار، بصورة مشابهة لعمل الأجزاء البلاستيكية في نهايات أربطة الأحذية.

يقصر طول التيلوميرات في كل مرة تنقسم فيها الخلايا، ويستمر ذلك حتى تفقد الخلايا قدرتها على تقسيم مادتها الوراثية؛ إذ تتلاشى عندها سلالتها الخلوية، وينتهي أمرها بالموت الخلوي.

وتبعاً لتحليل جغرافي في جامعة إيدنبرغ، فإن ما سبق يفسر أهمية التيلوميرات في تحديد العمر البيولوجي للخلايا ومدى تهالكها وشيخوختها، مع علمنا بتأثير العديد من العوامل المتغيرة، مثل التوتر والشدة النفسية، على استهلاك وتآكل التيلوميرات في الخلايا.

تساهم المساحات الخضراء في تخفيف التوتر بطرق عديدة، وتساعد النباتات في حماية البشر وتحصينهم من البيئة المحيطة؛ إذ تحافظ على درجة حرارة المحيط لتكون أبرد بعدة درجات خلال موجات الحر، وكذلك تفيد المساحات الخضراء في تخفيف التلوث الهوائي والسمعي.

وتشجع المساحات الخضراء على ممارسة النشاطات الجسدية، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، ويرتبط وجودها بانخفاض معدلات الجريمة.

يزداد ابتعاد البشر عن العالم الطبيعي وانفصالهم عنه مادياً ومعنوياً، على الرغم من معرفتهم بمدى اعتماد أجسادهم وعقولهم على الطبيعة بشكل أساسي.

التآكل والاستنزاف والفوائد

ينتهي أثر الفوائد الكبيرة للطبيعة عند نقطة معينة تبعاً لهذا البحث؛ إذ اختفت الآثار الإيجابية للمساحات الخضراء عندما أخذ الفريق بعض عوامل الخطر بعين الاعتبار، مثل تلوث الهواء.

ولكن أهم ما في هذا الموضوع هو أن المساحات الخضراء التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال تؤثر بشكل إيجابي في عقولهم "الأدمغة"؛ فقد أكد القائمون على هذا البحث أن قضاء الطفل معظم فترات حياته في بيئة خضراء تساهم في تأخير علامات الشيخوخة في العقل مستقبلاً. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الأطفال الذين تتوافر لهم مساحات خضراء أو بيئة خضراء يعيشون فيها خلال السنوات العشر الأولى من حياتهم يعيشون في حالة شبابية أكثر من أولئك الذين لم تتوافر لهم هذه البيئة.

وتطرق البحث أيضاً إلى ما وصفه بحقيقة أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات خضراء ضمن منازلهم "الحديقة والأشجار والأعشاب المختلفة" لا يشيخون مبكراً وتبدو عليهم العلامات الشبابية حتى سن الستين أو أكثر من العمر. ولهذا ترى أحياناً أناساً تعتقد بأن أعمارهم تتجاوز السبعين أو الثمانين، ولكن الحقيقة ربما يبدون في سن الثامنة والخمسين. ويختتم البحث قوله ينبغي للأهالي الاهتمام بالمساحات الخضراء وتوفيرها لأطفالهم في سن مبكرة.

خلص خبراء الدراسة إلى نتائج عيش الطفل في بيئة خضراء كالآتي:

1- زيادة قوة المناعة، مع المزيد من السنوات التي يقضيها الطفل بالقرب من الطبيعة، وهذا ينتج عنه تقليل معدلات الأمراض والوفيات. الذي يرتبط بتقليل وقت البقاء في المنزل، وبتقليل مدة الجلوس على الكراسي داخل المنزل، وبزيادة ممارسة النشاط البدني خارج المنزل. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن النشاط البدني في المساحات الخضراء الطبيعية هو في الواقع أكثر فائدة من ممارسة تلك الأنشطة في أماكن مغلقة.

2 - انخفاض مخاطر الإصابة من المشكلات النفسية في مرحلة البلوغ. والاضطرابات العصبية أو المرتبطة بالتوتر بنسبة 40%؛ حيث يؤدي المشي أو ممارسة التمارين الرياضية في البيئات الطبيعية الخضراء إلى تقليل التوتر بشكل أفضل من ممارستها في المناطق الخالية من الغطاء النباتي والأشجار.

3 - ضبط عوامل الخطر الأخرى مثل الوضع المالي والاجتماعي، وضغوط الحياة الحضرية، وذلك بسبب قدرة الأشخاص على السعي بذهن متفتح لتحسين وضعهم المالي، بعيداً عن التوتر والكسل، وفسح المجال أمامهم لابتكار سبل جديدة يمكنهم العمل بها.

4 – انخفاض واضح في تعاطي الممنوعات "انخفضت 52%"، وهذا ما تعاني منه بعض المجتمعات بالنسبة للمراهقين تحديداً.

5 – التقليل من خطر اضطرابات الشخصية، واضطرابات المزاج ثنائي القطب، وانفصام الشخصية؛ بسبب القدرة على التنفس الصحي، الذي يبعث التفاؤل في النفس، ويتسبب بمزاج جيد بعيداً عن النواحي السلبية للتفكير.