في وقت كانت اخر ضحايا هذا الواقع المأساوي طفلة من قرية الزعرورة غير المعترف بها في النقب، التي لا زالت تصارع على حياتنا في المستشفى اثر اصابتها برأسها بشظايا صاروخ في الهجوم الايراني.
وأظهرت معطيات عرضت خلال جلسة خاصة في الكنيست قبل بضعة شهور ، أن سكان القرى غير المعترف بها في النقب يعانون من عدم وجود ملاجئ وغرف آمنة وكذلك غياب أجهزة وآليات لمنح الإنذار المبكر من إطلاق الصواريخ أو حماية "القبة الحديدية" ضد سقوط الصواريخ والقذائف في أماكن سكناهم، المعرَّفة بشكل رسمي على أنها "مناطق مفتوحة". وقد لقي عدد من المواطنين من القرى غير المعترف بها ومن القرى البدوية في النقب حتفهم اثر قصف صاروخي استهدف منطقة الجنوب.
"اعتدنا على دفع الثمن دون أن يكون لنا أي أمر في هذه الحروب"
ويطالب الاهالي في النقب، بايجاد حل فوري لضمان أمن وحماية السكان في النقب، وفي القرى غير المعترف بها على وجه الخصوص. وقال عطية الأعسم – رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب ، في حديثه لقناة هلا وموقع بانيت حول حالة الطفلة التي اصيبت بالهجوم الصاروخي الايراني: " حالة الطفلة المتواجدة حتى الان في مستشفى سوروكا في بئر السبع ، حالتها خطيرة حتى الان . ندعو الله أن يمن عليها بالشفاء العاجل " . وأضاف عطية الاعسم لقناة هلا : " الطفلة تسكن في قرية الزعرورة بالنقب القريبة جدا من المطار العسكري ، ويبدو أن المسيرات الإيرانية كانت قد استهدفت المطار وقد شاهدنا الانفجارات أثناء اعتراض المسيرات والصواريخ الإيرانية ، وعلى ما يبدو أنه خلال تفجير أحد الصواريخ سقطت احدى الشظايا على بيت عائلة الطفلة مما أسفر عن إصابة الطفلة بجروح خطيرة . وقد اعتدنا على دفع الثمن دون أن يكون لنا أي أمر في هذه الحروب ، ففي الحرب مع غزة سقط الكثير من القتلى في منطقة النقب ، وهذا بسبب عدم وجود أية ملاجئ في هذه القرى ، والمسؤول عن ذلك هو السلطات الإسرائيلية والجبهة الداخلية، حيث أنه على ما يبدو أن حياتنا لا تساوي شيئا بالنسبة لهم ، في الوقت الذي تعمل فيه الدولة على حماية كل المواطنين الا هؤلاء المواطنين، تركتهم ليواجهون مصيرهم لوحدهم . وأكثر من ذلك فان الدولة تقوم يوميا بهدم بيوتنا " .
"خرجوا بالسيارات للاحتماء تحت الجسور"
ومضى عطية الاعسم لقناة هلا : " لم يتواصل أحد من الجهات الرسمية المسؤولة مع عائلة الطفلة المصابة ، لكن السلطات المختصة حضرت لمعاينة مكان سقوط الشظايا ، حيث وقعت إصابات أخرى طفيفة عدا عن حالة الرعب التي يعيشها السكان جراء الانفجارات . وفي بعض القرى، ركبت العائلات السيارات وذهبت للاحتماء بالجسور على الطرقات ، بسبب عدم وجود ملاجئ في هذه القرى ".