logo

بعدما فقدت زوجها وأخاها بجريمة قتل مزدوجة - سهير غانم من المغار: ‘الفقدان زاد العطاء لديّ تجاه الاخرين‘

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
06-04-2024 07:42:45 اخر تحديث: 01-05-2024 17:12:50

الفقدان أمر مؤلم ، بل مؤلم جدا ، بسرعة تتغير الحياة ، في لحظة تتبدل الحياة ... تراك جالساً وبلحظة واحدة إذا بالحياة التي تعرفها تنتهي ...

هكذا في نبضة قلب، أو في غياب تلك النبضة... والأشخاص الذين فقدوا عزيزاً تميّزهم نظرة معينة تُرى على وجوههم ، نظرة قد لا يدركها سوى أولئك الذين قد ارتدوا هذه النظرة ورأوها على وجوههم .  

سهير غزاوي غانم ، راموية الأصل وتعيش في المغار مع أولادها الثلاثة ، حيث كان بيت زوجها الذي قتل بجريمة قتل ثنائية راح ضحيتها هو وشقيقها ، حيث كانا معا في نفس السيارة عندما تعرضا لاطلاق نار كثيف أودى بحياتهما .

سهير قلبت هذه المحنة الى منحة ، وتابعت مسيرتها في الحياة لتربية أولادها أفضل تربية ولتصبح ناشطة اجتماعية يميزها العطاء ومساعدة الغير .

مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما التقى سهير في لقاء مؤثر جدا لم يكن خاليا من القوة ، والبسمات ولكن أيضا الدموع ..

وعرفت سهير عن نفسها بالقول : " أنا سهير غانم من المغار أصلي من الرامة من عائلة غزاوي ، أم في عائلة أُحاديّة الوالديّة ولدي ثلاثة أولاد ، الكبير في الصف العاشر اسمه نادر ولدي توأم ايدي وآدم " .

وقالت سهير الحاصلة على ألقاب جامعية في عدة مواضيع أنها " تعمل في لجنة التخطيط والبناء في مدينة كرمئيل مسؤولة عن طلبات الطابو ولديها محل خاص في يركا للصبايا والنساء ، وعضو في منظمات محلية وعالمية تدافع عن حقوق الانسان " .

تحديات وصعوبات

وعن التحديات والصعوبات التي واجهتها كأم في عائلة أُحاديّة الوالديّة ، قالت سهير : " واجهتني الكثير من التحديات والصعوبات خصوصا في البداية ، أهمها التغيير في الوضع المادي وأيضا المجتمع الذي لا يرحم ، فقسم كبير بدل ان يدعم المرأة التي في أمسّ الحاجة للدعم يحاول تدميرها أكثر " .

وعن فقدانها لزوجها وشقيقها ، أوضحت سهير : " الفقدان أمر صعب جدا وأنا فقدت أخي وزوجي في نفس اللحظة ، وهذا كان بمثابة صدمة شديدة لا أتمناها لأحد حتى لعدوي لا أتمناها ، فقد قتل زوجي وأخي باطلاق نار حين كانا معا في السيارة" . 

" المصيبة كبيرة جدا والأمر صعب لا يمكن تخيله "

وعن كيفية تلقيها الخبر ، قالت: " كنت في طريقي الى مستشفى صفد انا وزوجة أخي فتلقيت مكالمة هاتفية من قريب للعائلة الذي قال لي بان زوجي وأخي تعرضا لاطلاق نار ، وعندما سألته اذا اصيبا قال لي لقد توفيا ، فأوقفت السيارة مدخل مستشفى صفد وطلبت من الله أن يلهمني الصبر وطلبت من حراس الامن ان يعتنيا بزوجة اخي التي كانت حاملا وزوجها قُتل للتو " . 

وتابعت : " المصيبة كبيرة جدا والأمر صعب لا يمكن تخيله ، والحادث أوجعني جدا ولكن الحمد لله هذا هو المكتوب من الله تعالى " .

وأضافت سهير : " أريد أن أوجه كلمة لكل من فقد عزيزا على قلبه ، وأقول يجب ان تسامحوا وتنسوا لكي تستطيعوا اكمال الطريق ، يجب اخراج الحزن والناس السلبيين من حياتكم ، ويجب التفكير بايجابيات والايمان بالله وأن تؤمنوا بانفسكم ، هناك أشخاص يدعمون ويجب ان تنسوا الألم والتفكير فقط بالأمور الإيجابية التي وهبها الله لنا " .

" واجب كل انسان أن يعطي دون مقابل "

وأكدت سهير : " عندما حدثت الجريمة كان ابني نادر في الصف الأول والتوأم بالحضانة ، وكل ما أردته في تلك الفترة ان احضن اولادي وان يناموا بجانبي حيث لم استوعب في البداية ما حدث ، وصحيح اني وضعت فترة للحزن ولكن تقبلت ما حدث فهو مكتوب من عند الله ، وقلت بانني لا يجب ان أيأس بل يجب ان أستمر في الحياة التي فيها ما يستحق ، واحتراما لزوجي الذي توفي يجب ان أربي اولادي أحسن تربية وأن أعلمهم وأجعلهم يتقدمون في المجتمع " .

وأوضحت سهير بان الفقدان زاد العطاء لديها ، وقالت : " وصلت الى وضع فهمت خلاله بان الله ارسل الانسان الى الدنيا لنعطي وبدون مقابل ، وانا اعطي كثيرا وهذا واجب كل انسان بان يعطي دون مقابل " .


وعن المحيط القريب منها ، قالت : " بالنسبة للمحيط القريب كان هناك قسم داعم معنويا وليس ماديا لاني لا اقبل أي مساعدة مادية من احد ، ولكن هناك قسم آخر حاول ايذائي وبالنسبة للاصدقاء والصديقات كانوا داعمين لي في كل شيء " .

وحول من هو المذنب بما حدث ، أكدت سهير : " كل الأطراف مذنبة ، الشرطة مذنبة ، رجال الدين أيضا وعائلتنا والعائلة الثانية والمجتمع ، وأكبر مذنب هي الشرطة ولكني مسامحة من قلبي ، مسامحة جميع الاطراف مع اني لا أعرف من ارتكب الجريمة ولكني مسامحة فلدي 3 أولاد أريد تربيتهم تربية صالحة واذا لم اسامح فان هذا الامر سيؤثر على اولادي ويؤذيهم ، انا مسامحة من قلبي " . 

" لدي مشاريع مستقبلية ستكون خارج البلاد "

وعن الطاقات التي بداخلها قالت : " انا امتد طاقاتي من الله تعالى ، ويوجد لدي مشاريع مستقبلية ستكون خارج البلاد ولكن لا أريد التطرق اليها في الوقت الراهن " .
وعن حلمها ، قالت سهير : " أنا لا أؤمن بالاحلام واشعر بان الانسان الذي يحلم هو الانسان الضعيف ، انا اضع هدف امامي واصل اليه وأنا أرى نفسي بعد خمس سنوات مستقرة خارج البلاد ، وبالرغم من اني املك الجنسية الكندية الا انني أرى نفسي في الامارات ، أبو ظبي ، وذلك لان الامارات مفتوحة لكل دول العالم والشعب متواضع ويحب ان يعطي لكل العالم وليس فقط لبلده " .

 ووجهت سهير كلمة للمجتمع ، قالت فيها : " خفوا عن العالم ، خفوا عن الضعيف فانا أحاول دائما دعم الضعيف حتى في عملي " .

أما للمرأة فقالت : " المرأة كل العالم ، هي قوية وتستطيع الوصول الى كل مكان وأقول لها تقدمي وضعي امامك اهدافا وكوني قوية " .

وأنهت سهير اللقاء بكلمة لاولادها قالت خلالها انها " تحبهم جدا ومتعلقة بهم وانهم أقوياء ، وطلبت منهم ان يبقوا كما تريدهم وكما ارادهم المرحوم والدهم " .

وقالت سهير موجهة كلمة للمرحومين زوجيها وشقيقها وهي باكية : " رحمكما الله ، انا مستمرة في نفس الطريق التي أردتما وأحببتما أن أسلكها ، وأربي اولادي افضل تربية " .

تصوير موقع بانيت