صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_goodluz
فالفطام هو الإدخال التدريجي للأغذية الخارجية -خلاف اللبن- في البرنامج الغذائي اليومي للطفل، لتحل محل رضعة أو أكثر، والعملية تتم تدريجياً وليست فجائية.
وقبل نهاية العام، إذا ما رغبت الأم في منع الثدي نهائياً أو زجاجة اللبن عن طفلها؛ يكون الطفل قد اعتاد تدريجياً على تقبّل الأطعمة المختلفة، وهكذا، والأهم ألا يؤثر منع الرضاعة على حالته الصحية والنفسية، كما هو الحال عند الفطام الفجائي.
اللقاء مع استشاري طب الأطفال إبراهيم شكري؛ لشرح مراحل فطام الطفل من 4-12 شهراً.
الطعام الصلب واستغلال مهارات الطفل "البلع والمضغ"
ينصح بالبدء بإطعام الطفل الأطعمة الصلبة بين عمر أربعة وستة أشهر، فهو العمر الذي تصبح فيه حركة لسان الطفل أسهل، ويتمكن من رفع رأسه، وتثبيت رقبته بمفرده، مما يساعده على تناول الطعام.
وهناك فريق ينصح بإطعام الطفل الأطعمة الصلبة بعد عمر ستة أشهر، في حال كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط، ثم الانتقال إلى إطعام الطفل أطعمة ذات قوام أقوى أو ذات قطع صغيرة.
ويتم هذا بعد مرور بضعة أسابيع من تناول الطعام المهروس، والبدء بالموز المهروس، أو الأفوكادو المهروسة؛ للتأكد من مقدرة الطفل على المضغ، حتى وإن لم تظهر أسنانه؛ لأنه سيتمكن من المضغ بالاستعانة بلثته.
وتستمر مهارة الطفل بالتطور؛ ليتمكن من تناول الأطعمة الصلبة بيديه في العمر ما بين 7و11 شهراً، فهو العمر الذي تتطور لديه مهارة المسك بالأصابع، كما أنّه يحاول تناول الأطعمة التي يتناولها والداه.
ويمكن في هذه المرحلة إطعامه الخضروات المسلوقة، والمقسمة إلى قطع صغيرة، أو قطع الدجاج واللحم المسلوق والمقسم، أو حبوب الإفطار الدائرية والصغيرة، أو أي طعام صحي آخر غير قاسٍ.
دليلك لإطعام الطفل
يشرح دليل طعام الطفل التالي نوعية وكمية الطعام المناسبة للطفل في كل مرحلة عمرية، مع العلم أن الكمية الموصى بها غير إلزامية، ولا بأس إن تجازوها الطفل أو قلل منها:
من 4-6 أشهر
يظهر الطفل عادةً استعداده لتناول الطعام الصلب في هذا العمر، فإذ كان الطفل متمكناً من الجلوس بشكل مستقيم ورفع رقبته، وكان وزنه أكثر من ضعفي وزن الولادة، ويتمكن من إغلاق فمه بشكل جيد عند إدخال الملعقة، ويتمكن من تحريك الطعام في فمه بشكل جيد أيضاً؛ فهذا يعني أن الوقت قد حان للطعام الصلب.
ينصح بإطعام الطفل في هذا العمر الحليب الطبيعي أو الصناعي، بالإضافة إلى الخضار والفواكه المهروسة؛ مثل البطاطا الحلوة، أو الكوسة، أو التفاح، أو الموز، أو الخوخ، بالإضافة إلى اللحوم المهروسة، وحبوب الإفطار الطرية والمدعمة بالحديد، وكميات قليلة من اللبن.
وبالنسبة للكمية؛ فينصح البدء بإطعام الطفل ملعقة صغيرة من الطعام المهروس، أو حبوب الإفطار المخلوطة، مع أربع إلى خمس ملاعق صغيرة من الحليب الطبيعي أو الصناعي، ثمّ يمكن زيادة الكمية إلى ملعقة كبيرة من الطعام المهروس، أو ملعقة كبيرة من حبوب الإفطار المخلوطة مع الحليب مرتين في اليوم.
من 6-8 أشهر
ينصح بإطعام الطفل في هذا العمر الحليب الصناعي أو الطبيعي، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات المهروسة؛ مثل الموز، والإجاص، والأفوكادو، والجزر المسلوق، والكوسة، أو اللحوم المهروسة، أو كميات قليلة من اللبن، أو الحبوب المهروسة؛ مثل الحمص، والفاصوليا، أو حبوب الإفطار المدعمة بالحديد.
ينصح بإطعام الطفل بدءاً بملعقة صغيرة، ثم الزيادة إلى ملعقتين أو ثلاث ملاعق كبيرة من الفواكه، بمعدل أربع وجبات، وإطعامه ملعقة صغيرة ثم ملعقتين إلى ثلاث ملاعق كبيرة من الخضار، بمعدل أربع وجبات، بالإضافة إلى 3-9 ملاعق كبيرة من حبوب الإفطار، بمعدل وجبتين إلى ثلاث وجبات في اليوم.
من 8-10 أشهر
ينصح بإطعام الطفل نفس الأطعمة التي بدأ بتناولها في الأشهر ما بين السادس والثامن، بالإضافة إلى الأطعمة التي يتناولها بيديه في حال كان يتمكن من تحريك الأشياء التي يمسكها بيديه الاثنتين، أو كان يحب أن يضع كل ما يمسكه في فمه، أو كان يتمكن من تحريك فكه للمضغ.
كما يمكن إطعام الطفل في هذا العمر كميات قليلة من الجبن الطري والمبستر، واللبن غير المحلى، بالإضافة إلى الخضار والفواكه المطحونة، والأطعمة الصلبة؛ مثل حبوب الإفطار التي تحتوي على أشكال أو قطع صغيرة من البيض المقلي، أو المعكرونة المطهوة جيداً.
وينصح كذلك بإطعامه حصصاً من البروتين؛ مثل اللحوم المقطعة، أو الدواجن، أو الحبوب المطهوة جيداً، أو إطعامه حبوب الإفطار المدعمة بالحديد. وأما بالنسبة لكميات الطعام؛ فينصح بالبدء بربع إلى ثلث كوب من مشتقات الحليب، وربع إلى نصف كوب من حبوب الإفطار المدعمة بالحديد، وثلاثة أرباع الكوب إلى كوب من الخضار أو الفواكه، وثلاث إلى أربع ملاعق من أطعمة البروتين.
من 10-12 شهراً
ينصح بإطعام الطفل نفس الأطعمة التي بدأ بتناولها في الشهرين السابقين، وقد يُظهر الطفل عادةً في هذا العمر استعداداً أكثر لتناول الأطعمة الصلبة؛ وذلك بسبب تمكّنه من بلع الأطعمة بشكل أسهل، وبسبب حصوله على المزيد من الأسنان، وبسبب محاولته مسك الملعقة بمفرده.
مشاكل أكل الطفل
قد تواجه الأم العديد من المشاكل عند تقديم الأطعمة للمرة الأولى للطفل، أو عند تقديمها بشكل آخر، ومن أكثر هذه المشاكل انتشاراً هي:
عدم تقبّل الطفل للأطعمة الجديدة وعدم رغبته بتناولها، وفي هذه الحالة؛ ينصح بتقديم هذه الأطعمة بنفس طريقة التقديم السابقة، سواء أكانت مهروسة أو مفرومة.
مشكلة البصق أو إخراج الطعام من الفم، من أكثر المشاكل انتشاراً أيضاً؛ وذلك لأنّ الجهاز الهضمي عند الطفل لا يزال في تطور.
8 بالمائة من الأطفال يعانون من الحساسية، وقد تكون الأعراض على شكل طفح جلدي، أو إسهال، أو تقيؤ، أو آلام في البطن.
يعاني بعض الأطفال من عدم تحملهم للأطعمة، مما يسبب لهم حالات مثل الانتفاخ، أو الغازات، أو آلام في البطن، وفي جميع الأحوال ينصح باستشارة الطبيب.
يعاني الأطفال، عند البدء بتناول الأطعمة، من الإسهال الذي يؤدي إلى الجفاف، ومن العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بالإسهال هي: جفاف الفم، وقلة نسبة البول، وعدم خروج الدموع عند البكاء، ونقص في الوزن، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب.