المصرية يسرا اللوزي، التي استطاعت خلال 15 يوماً أن تُواصِلَ التصدر العالمي للأكثر متابعة عبر منصة «إكس» ومواقع التواصل الأخرى، بمسلسلها الرمضاني «صلة رحم».
*بداية، نبارك لكِ بطولتك الأخيرة في «صلة رحم»، أخبرينا عن كواليس صناعته وما أحدثه من صدى لديك؟
سعيدة بردود فعل الجمهور على المسلسل وقت عرضه. صلة رحم من أول طرح الفكرة ونحن نعلم أنه سيثير الجدل وأنه موضوع شائك، ولكن ليس الجدل بالضرورة أن يكون شيئاً سيئاً بل بطريقة جيدة. إذ إنّنا نعلم أنّ الناس سترى موضوعاً جديداً لم يتم طرحه من قبل، بالإضافة لأن جزءاً كبيراً من الجمهور لم يسمع عنه.
*صلة رحم كان مثل من ألقى حجراً بالماء الراكد في قضية تأجير الأرحام.. هل تعتقدين أن ذلك سيؤدي إلى حراكٍ مجتمعي يَأذن بتغيير قوانين؟
من الطبيعي أن يحدث هذا النقاش المجتمعي بخصوص قضية شائكة وجديدة مثل هذه، ولكن الطب يتطور باستمرار ويظهر أمر جديد فيه يساهم الناس، وعندها يُطرَحَ تَساؤل هل هو حلال أم حرام، وبالتالي أشعر بأن موضوع تأجير الرحم يشد أي إنسان. ولم لو أكن مشاركة في المسلسل لكنت سأرغب في مشاهدته بسبب الموضوع الذي يناقشه، وأتمنى أن تَتَحَرّك الجهات المسؤولة لإيجاد حل لمن تحلم بالإنجاب ولا تستطيع.
*مشهد النهاية كان «ماستر سين» المسلسل، ومن أبرع مشاهدكِ فيه وهو بالنظرة فقط إلى أسماء أبو اليزيد.
(مشهد الحَضّانة) بالفعل كان التعبير فيه بالنظرة أكثر عمقاً، وكان صعباً جداً، بالإضافة لأنه تم تصويره في آخر يوم في المسلسل، وهذا اليوم تحديداً كان يوماً طويلاً جداً، إذ صورناه في بداية «الأوردر» وبعدها صورنا معظم باقي الحلقة الأخيرة، هذا (الشُوط) (المشهد) رغم أنه بسيط وخفيف إلا أننا ظللنا به أكثر من 5 ساعات بسبب التفاصيل فيه وأخذ رفيلاكشن (تعابير) المرأة العاكسة، لكي نأتي أنا وأسماء بتعابير الحزن الشديد والمشاعر المختلفة من غير أن نتحدث ولو بكلمة واحدة. كل منّا كانت بها مونولوج داخلي مرتبط بشخصيتها، ولاحظت أنّ كلاً منها (أنا وأسماء) لديها حزن وبكاء بشكل مختلف مبني من تاريخ شخصيتها؛ إذ إنّني شعرت وأنا أشاهد الحلقة الأخيرة بخوف في نظرات أسماء أبو اليزيد مني، كأنّي سآخذ الطفل منها ولن أجعلها تراه، وبالتالي أَثّر فيه كمُشاهِدَة وأنا أشاهد الحلقة لأنّه طرح لديّ سؤال وهو هل ستأخذ (ليلى) الطفل ولن تجعل أمه (حنان) تراه أم لا، وبالتالي تركنا النهاية مفتوحة.
*هل تركْ النهاية مفتوحة بهذا الشكل كان استشرافاً لجزء ثانٍ؟
لا أعتقد، بل تركناها بهذا الشكل وفتحنا مُخَيّلة الجمهور لكي يُمَنطِقَ كل مِنّا على هواه وإحساسه، وبالتالي أراها أسمى سِمات الفن وهو التَخَيّل، وتَرك الفكر يقتحم الخيال إلى أين ستكون النهاية وكيف، ولا يعطي أي إجابات. إذ إنّ ليس دور الفن أن يعطي إجابات، رغم أنّ طبيعة أيّ قصة تكون لها نهاية، ولكِنّ هناك قصصاً الأجمل فيها أن تُروَىَ هكذا وتُترَكْ النهايات مفتوحة لخيال الجمهور والمشاهد وتَلَقّيه. كل واحد وخيال وأمنياته. إذ ليس شرطاً أن تكون صحيحة أو مقبولة اجتماعياً، فكل واحد يُترَك لمشاعره ويتخيل النهاية التي يريدها.
*المجتمع والدين جَرّما تأجير الأرحام، ولكن الزمن يتطور مثل التبرع بالأعضاء أُحِلّ أخيراً، هل ترين أنّ المسلسل يستشرف حلولاً للمستقبل؟
أقتبس من كلام شخصية حسام (إياد نصار)، بأنّ هناك بعض الحاجات الهامة في بداية الأمر يتم تحريمها، ثم يتم تشريع فتاوى ويتم تغييرها، ثم يتم الإعلان بأنّها حلال.. من المهم أن يتم طرح الموضوع للنقاش عنه. ولا أعلم إلى أين سيصل الأمر، فهذا ليس دوري.. ولكي فإنسانة متخيلة بعد عدة سنوات (ما بين 3 إلى 7 سنوات) أن يكون يتم السماح بتأجير الأرحام، ولكن سيتم عمله بشروط معينة. فليس مقبولاً أن نرى سيدة لا تريد أن تفقد رشاقتها وتقوم بتأجير الرحم، فذلك يُجَرّم، أمّا إذا تَمّ عمل شروط محددة فوقتها سيجد رجال الدين مخرجاً لجوازه.
*مشهد الإجهاض الذي أداه محمد جمعة شعرنا بفلسفة روحانية يبثها المسلسل بإعطاء من تخطئ فرصة للحياة وأن تعيش من جديد أمام مجتمع ظالم وقاسٍ في أحكامه.. هل تتفقين معه؟
أعجبني هذا المشهد جداً، وطريقة تناوله كذلك بكل سَلاسة دُون أن يُشعِرَك بأنّه يُحاضِر، فقد كان متصالحاً مع نفسه وفيما يقوله.. إذ رأى أنّ ما يفعله صواب من وجهة نظره، وهنا السؤال الرئيسي من المسلسل أن من يرتكب خطأ يراه من وجهة نظره صواباً، إذ إنّنا لا نرتكب الخطأ لأنّنا نريد فعل الخطأ؛ فوقتها لدينا مبررات كافية لدينا بأن نُقنعَ أنفسنا بأنّ ما نفعله هو الصواب.
أما بالنسبة للإجهاض في حد ذاته سواء بخطأ فتاة أو اغتصاب أو ظروف الأسرة نفسها التي لا تسمح بوجود طفل آخر في وجود 5 أو 6 أطفال، ولا يوجد لديهم مصدر دخل ثابت في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية في العالم كله؛ أرى أنّه لا بد من وجود نقاش حول فكرة الإجهاض بشكل منفتح أكثر، وتَتِمّ مناقشة كل حالة بذاتها، ووقتها ستكون هناك رأفة، بدلاً من مجيء طفل للدنيا ويُعَذّب فيها.
*صفي لنا إحساسك كأمّ لطفلتين جاءتا بعد شوق، وما دور المرأة في الحياة عموماً؟
كأم لطفلتين أرى أن هناك سيدات يردن أن يكن أمهات لأطفال، ولكن هناك شريحة كبيرة من النساء لا يردن أن يصبحن أمهات، سواء من لا يحببن في أن يكون لديهن أطفال أو يرون أنّهن غير قادرات على التربية. من خلال «نواعم» أحيي الطرفين من تريد ومن لا تريد، إذ إنّ «غلاوة» المرأة ليست من قدرتها على الإنجاب، ولكنّ ميزتها بأنّها كائن مستقل ولابد أن تكون فخورة بنفسها وأن تحقق ما تطمح إليه. فالمرأة عندما خَلَقَها الله هناك أسباب أخرى لوجودها في الحياة وليس سبب وجودها فقط هو الإنجاب.
*النجاح الصارخ يكبل الرجلين أحياناً في قبول أعمال أقل نجاحاً.. ما هي خطوة يسرا اللوزي بعد صلة رحم؟
أحتاج لهدنة حتى أفصل من شخصية ليلى إذ كانت قوية عليّ جداً، وأشحن بطاريتي النفسية بالهدوء. أعتقد أن هناك سيناريو خارج الموسم سيكون بعيداً عن التراجيديا، وسيكون غالباً كوميديا.
*طموحاتكِ المستقبلية؟
أتمنى أن تأتي لي فرص في الأدوار التي أحلم بها، وأتمنى أن أقدم أعمالاً أكون فخورة بها أمام أسرتي وعائلتي وهم بالتالي يتباهون بي وبما أقدمه، ويحسوا بأن مجهودي وانشغالي عنهم لفترات طويلة وغيابي كذلك من غير سبب قوي، بل من أجلهم.
*الجمهور يتساءل عن سبب زيادة وزنك رغم أنك في الحقيقة «ليدي» ورشيقة؟
أنهيت تصوير المسلسل من أسبوع، ولكن ظهوري الأخير على الشاشة يظن الجمهور أني اكتسبت وزناً زائداً، إذ إن الكاميرا عادة تكسب الممثل وزناً زائداً بمقدار 10 كيلو، بالإضافة لظهوري من دون ماكياج، الذي بطبيعته يؤدي لنحت للوجه، ويجعل عظام الوجه مرئية بدرجات مختلفة، بالإضافة لبشرتي شديدة البياض.