logo

الأرض : منها خلقنا واليها نعود - بقلم المحامي شادي الصح

29-03-2024 09:05:32 اخر تحديث: 29-03-2024 09:46:34

الصمت والارض قضيتنان تتعلقان بالارض بمعالمها بحبنا وعشقنا لها الارض منها خلقنا واليها نعود ... فتعالوا لنحافظ على ارضنا التي تعادل عرضنا وليس بالشعارات الرنانة والكلمات التي تذهب


المحامي شادي الصح - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت

ادراج الرياح كزبد البحر ، تعالوا لنغرس حبنا بأرضنا .كلمة منقوشة في عقولنا تحتل وجداننا تعادل الشرف والعرض، يسجد الملايين عشقاً لحبها، خلقها الله اولاً فهي الشرط لوجود الانسان وبقائه، عندما تُذكر الارض امامنا نصمت لبرهة لنتفكر في قيمتها.

انه يوم الارض الخالد، لكني ارى وبوضوح ان هذا اليوم بدأ يتلاشى شيئا فشيئا، حتى انه سيصبح يوما عيداً توزع به الحلوى والخروج الى الرحلات للاحتفال بهذا اليوم، تعالوا سوية لنحافظ على معالمه لكي يبقى يوما ولا يحول الى عيداً .

لم تكن ذكرى يوم الأرض مجرد نزهة أو خطابا يلقيه هذا المسؤول او ذاك، ولم يتعامل العربي مع يوم الأرض كباقي أيام السنة، فليلقي من يريد أن يلقي خطابه ماذا غير؟! لا شيء.

في هذا الزمن لا يمكن أن يكون يوما الأرض إلا يوماً عادياً، لأننا نعيش ثقافة الانقسام الرديئة والتي باتت مشبوهة بانعكاساتها الخطيرة، ولا يمكن أن يكون يوم الأرض إلا عادياً لأننا نغرق في الفساد والعنف المستشري الذي استأنس له البعض الذين يريدون شعباً على المقاس الذي يريدونه بحيث لا تتضرر مصالحهم، هذه الثقافة ليست لها علاقة بيوم الأرض ولا بالأرض التي تشهد اعتي واخطر هجمة من أي وقت مضى. 

‏‎ ارتبطنا بالارض منذ قديم الازل وسنبقى مرتبطين في هذه الارض ابداً ما حيينا، فهناك من نصبوا انفسهم ليدافعوا عن الارض من لجان ومؤسسات رسمية وغير رسمية، فأين هم ؟ هل فقط شعارات ومظاهر صوتية!

في يوم الأرض دخلنا في النفق المظلم نفق الخوف والصمت الذي لا يعلم إلا الله متى نخرج منه، نفقُ أتى على الأخضر واليابس وعزز ثقافة المشي على الرؤوس، ثقافة الضياع والإحباط والخذلان والدوران في الحلقة المفرغة.

وعن المظاهر الصوتية:
في الماضي كانوا يقدسون من يتقن الكلام، ويصرخ بأعلى صوته هذا كان يوضع فوق الرؤوس، يلقى احتراماً واسعاً في كل مكان يذهب اليه. فقيادات كثيرة ولت وذهبت وغيرهم الكثير ممن كانوا ملء السمع والبصر والآن لم يعد لهم ذكر على الاطلاق؟! والسبب من وجهة نظري أن زمن تقديس الأشخاص قد ولى. فالماضي لم يكن زمن اختبارات بل كان زمن تنظير فقط فمن كان يحسن الخطابة والحفظ كنا نرفعه فوق الرؤوس.

والآن أصبحنا في زمن الاختبارات العملية. لذلك سقطت غالبية الظواهر الصوتية ولم يبقَ الا المخلصون و هم قليل هم بيننا نحبهم ويحبوننا. وهذا الزمن لا يرفع إلا من كان بينهم في المِحَن.. وذاق مرارة الواقع الأليم و دفع ثمن كلمة الحق التي قالها هؤلاء باقون.  أما الممثلون المدلسون أصحاب الكلام المستعار فيكفيهم جداً ما أخذوه من صيت كاذب في أزمنة سابقة. وعليهم الآن أن يذهبوا إلى غياهب النسيان غير مأسوفٍ عليهم.


هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]