الصور وصلت لموقع بانيت من المخرجة مروة جبارة - طيبي - تصوير: مسرح السرايا - مؤسسة القطان
وإنتاج الجزيرة الوثائقية. يتناول الفيلم قصة المصور الأرمني الذي انتقل من القدس إلى غزة في العام 1945، وافتتح فيها أول استديو تصوير، تحت اسم "كيغام استديو".
يعرفنا الفيلم على كيغام وغزة في تلك الحقبة من خلال أرشيفه المتنوّع وعائلته ومختصّين في مجال الصورة، وتقول المخرجة مروة جبارة - طيبي : " نكتشف مدينة غزة بعدسة كيغام الحرة لأول مرة وبعين غير عين الاحتلال الإنجليزي، ونرى كيف نجح في تحويل الصورة إلى حالة شعبية متوافرة لجميع المواطنين ".
من جهته، ينوه محمد بيطار بأن " مؤسسة ثقافات وأكثر، من خلال نشاطاتها المتنوعة في البلدات العربية عموماً وفي مركزها الثقافي في الناصرة خصوصاً، تسعى لتعزيز المشهد الثقافي من خلال تطوير الوعي الجمعي في المجتمع العربي، وذلك من خلال جعل الثقافة متاحة لأبناء شعبنا. مشيراً إلى ترحيب المؤسسة بعرض الفيلم كونه ينسجم مع رؤياها في تعزيز المشهد الثقافي والسردية بعيدا عن الإنتاجات التجارية على أنواعها ".
وقالت المخرجة جبارة - طيبي :" العرض يأتي تكريماً لمروان ترزي، جامع أرشيف كيغام، الذي استشهد برفقة زوجته وعدد من أفراد أسرته، تحت أنقاض كنيسة بروفيريوس للروم الأرثوذوكس في غزة، بعد لجوئهم إليها، على أثر قصف بيته ومكتبته، ليندثر جزء كبير من الأرشيف، ويأتي العرض في مدينة البشارة يوم الجمعة العظيمة لنتحد مع أبناء الطائفة المسيحية في غزة ونصلي لسلامتهم ووقف الحرب ".
وتقول جبارة - طيبي : " أرشيف كيغام وحارسه كانا من شهداء الحرب على غزة، ولحسن الحظ أننا قابلناه في حياته، ووثقنا هذا الكنز الذي كان غالياً عليه. أنا حزينة كون معظم طاقم العمل أو من ظهروا فيه باتوا اليوم شهداء أو مفقودين أو خارج غزة، فمدير التصوير بلال سالم اختفى فترة طويلة بعد أن استشهد أكثر من 126 شخصاً من أفراد عائلته، أما الباحثة والمنتجة الميدانية وجيهة الأبيض التي عملت في إعداد الفيلم، فاضطرت إلى مغادرة القطاع خلال الحرب ".
واسترسلت جبارة - طيبي :" سبق العرض في الناصرة، عرض آخر في مسرح السرايا في يافا، انضم إليه من غزة سامي ترزي، ابن الشهيد سامي ترزي وشارك الحضور مغامرته ومخاطرته بنفسه، عبر العودة إلى البيت الآيل للسقوط والنجاح في إنقاذ جزء من الأرشيف. كما شارك الحضور من باريس أحد أبطال الفيلم، ناصر عليوة، ما قاساه من أهوال ومغادرته غزة في اليوم الـ 56 للحرب، مسلطاً الضوء على الأرشيفات الخاصة التي دمرت جراء الحرب ".
" سيرة مدينة "
وكان مركز القطان الثقافي برام الله، عرض الفيلم في وقت سابق أيضا، وعقد حلقة نقاش، أدارتها الإعلامية مي أبو عصب، نوهت خلال بالفيلم بالقول: " تحول الفيلم من أرشيف أحد مصوري فلسطين إلى سيرة مدينة، ليشكل مصدرا لصور وأماكن وأشخاص لم يعودوا موجودين معنا بعد خسارتهم في الإبادة الجماعية المستمرة حتى مساء عرض فيلم "كيغام، مصور غزة الأول"، ليجسد الفيلم شاهدا على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق البشر والحجر والشجر والأرشيف".
وكان مركز القطان الثقافي برام الله، عرض الفيلم في وقت سابق أيضا، وعقد حلقة نقاش، أدارتها الإعلامية مي أبو عصب، نوهت خلال بالفيلم بالقول: " تحول الفيلم من أرشيف أحد مصوري فلسطين إلى سيرة مدينة، ليشكل مصدرا لصور وأماكن وأشخاص لم يعودوا موجودين معنا بعد خسارتهم في الإبادة الجماعية المستمرة حتى مساء عرض فيلم "كيغام، مصور غزة الأول"، ليجسد الفيلم شاهدا على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق البشر والحجر والشجر والأرشيف".
بدأ الحوار وزير الثقافة السابق، نائب جامعة دار الكلمة د إيهاب بسيسو، الذي قدم قراءة نقدية للفيلم، مؤكدا أهميته في سياق سلسلة "مصوري فلسطين"، ومشدداً على أن " أهمية الفيلم اتخذت منحى آخر، على إثر ما نشاهد من دمار في غزة ".
وأضاف بسيسو: " يؤسفني أن أخبركم أن كل المشاهد التي ظهرت في الفيلم دمرت باستثناء مقبرة الإنجليز. هذه نقطة يجب أن نتوقف عندها ونسأل الكثير من الأسئلة ".
وأشار بسيسو إلى أن " تجربة كيغام تستحق الدراسة، فالرجل الذي نجا من المذبحة الأرمنية، قرّر التوجه إلى غزة، للبحث عن فرصة استثمارية، عبر افتتاح أول استديو تصوير في المدينة، ليبدأ في إنشاء صناعة فوتوغرافية لم تكن سائدة وقتها. بدأ كيغام في تحرير هذه المعرفة عبر الصورة، منتصراً ليوميات الفلسطينيين وحيواتهم ".
" مشاهدة الفيلم الآن مؤلمة جدا "
من جانبه، علق الصحافي وليد بطراوي بالقول إنه " شاهد الفيلم مرتين، كانت المرة الأولى قبل الحرب وسعد بها كثيرا، لكن مشاهدة الفيلم الآن مؤلمة جدا، ذلك أن أغلب الأماكن التي صورت لم تعد موجودة بفعل الحرب. ناهيك عن تدمير الأرشيف "، بينما عبرت د. دلال عريقات عن " إعجابها بالفيلم، بالقول إن الفيلم يوثق أرشيفا مهما جدا ".
من جانبه، علق الصحافي وليد بطراوي بالقول إنه " شاهد الفيلم مرتين، كانت المرة الأولى قبل الحرب وسعد بها كثيرا، لكن مشاهدة الفيلم الآن مؤلمة جدا، ذلك أن أغلب الأماكن التي صورت لم تعد موجودة بفعل الحرب. ناهيك عن تدمير الأرشيف "، بينما عبرت د. دلال عريقات عن " إعجابها بالفيلم، بالقول إن الفيلم يوثق أرشيفا مهما جدا ".
وتابعت عريقات : " قد تكتفي المخرجة جبارة - طيبي بأنها وثقت مرحلة تاريخيّة محددة من خلال فيلم يسرد قصة المصور كيغام، إلا أنها لم تكن تدرك أن هذا الفيلم عنصر مهم جداً في إثبات جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فحسب المادة الثانية من اتفاقية مكافحة جريمة الإبادة الجماعية، تعرف الإبادة بمجموعة أفعال ترتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية….ومن هنا فإن تدمير الاحتلال الأرشيف الفلسطيني سواء بشكل جزئي أو كامل هو محاولة للقضاء على الموروث الثقافي الفلسطيني الذي هو جزء من تكوين الهوية، وبالتالي نستطيع الجزم أن توثيق تدمير الأرشيف من خلال هذا الفيلم هو بمثابة دليل يجب أن يحال إلى محكمة العدل الدولية لتعزيز ملف قضية اتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة في غزة ".