logo

بحسرة تمزّق قلبها .. والدة الفتى القتيل من طمرة تستذكر كيف طمأنها على حاله وهو يموت : ‘قلي يما انا صاحي‘

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
24-03-2024 15:28:10 اخر تحديث: 24-03-2024 18:07:49

تكاد الام شروق أبو الهيجاء والدة الفتى القتيل امير أبو الهيجاء من طمرة - تكاد لا تصدق بانهم قتلوا ابنها الوحيد (بين اختيْن) الذي انجبته بعد اكثر من 3 سنوات علاج.



وقالت في حديث ادلت به لموقع بانيت وقناة هلا ومعالم الحزن والصدمة تعلو ملامح وجهها: "تلقي خبر وفاة ابني كان صعبا علي، كان لا يزال لدي امل ان ابني سيعيش، فحينما نزلت عنده وجلست اتحدث معه وهو جالس على الكرسي وقال لي بانه مستيقظ الحمدلله ارتحت، وقلت ان ابني منيح، يمكن واقع، مصفرن، ولكن هناك امل انو منيح وسيتحسن، لم افكر ابدا بانه سيموت، ولكن شعرت بهذا الامر بحسب علامات وجهه وشكله اذ كان وجهه ابيضا وعينه تقلب الى الخلف ، قلت لهم ان ابني ليس بوضع جيد". 

ومضت قائلة: "وصلنا الى غرفة الصدمات وخلال فترة وجيزة اقروا وفاته وكان الامر صعبا جدا علي لم اعرف كيف ساوصل الخبر لاهلي واتصل لهم فأخي متوفي منذ 45 يوما في حادث عمل وهو يبلغ من العمر 35 عاما ولا تزال دمعتي لم تجف على اخي ولم اعد الى حياتي الطبيعية بعد ولكن اجت هاي الهواية وكسرتلي ظهري الحمدلله".

وتابعت قائلة: "كنت متواجدة في البيت اتصلت بأولادي لكي يدخلوا الى البيت، ابنتي كانت بالقدس وهي بالطريق الى المنزل، اما هو فتحدث معه والده وقال له اعطيني ربع ساعة وبعدها سادخل البيت انا بالساحة ولخظات سأدخل ، كان يتواجد عند دار عمه هناك يجتمع الأولاد بشكل عام، فجأة سمعنا صوت رصاص مثل جبهة انفتحت. كان الصوت قويا هز البيوت مثل الهزة الأرضية، نزلت اركض مثل الناس التي تجمعت بالحارة وكانت تصرخ لنرى ما الذي حصل وإذ بصديقه يأتي الي مسرعا ويقول لي امير امير فاسرعت ولم اعرف كيف وصلت لابني وانا اصرخ في الشارع، وهم يقولون لي بأنه لا زال على قيد الحياة ولم يمت ، فقد فكرت حينما سمعت بالخبر انه قد مات ولكنني وجدته جالسا على كرسي ويتحدث ، قالوا لي انه صفرن وارتحت للحظة قلت لنفسي ان ابني لا يزال على قيد الحياة والان سناخذه الى المستشفى وسيتحسن، لم أتوقع ان يموت بهذه السرعة ". 

وحول ابنها امير واحلامه وطموحاته التي قتلتها رصاصة، قالت والدته شروق أبو الهيجاء: "امير في الصف الحادي عشر وفي العام القادم سينهي صف الثاني عشر وكان يقدم امتحانات البجروت ، يوم الجمعة الفائت قدم بجروت انجليزي وبقي لديه بجروت جودة البيئة ، وكان يتجهز لكي يتعلم هندسة سيارات، كان هذا حلمه، وكان يقول لمعلمته انني نقطة ضعفه".

وحول لحظاتها الأخيرة وحديثها الأخير معه، قالت: "اخر مرة رأيته فيها حينما قمت بايصاله ليلة وفاته الى عمله فهو يعمل بمتنزه طمرة، حينها قال لي انا لم اعمل كثيرا بسبب شهر رمضان والبجاريت لهذا اريد ان اعمل واجمع القليل من المال لكي اعتمد على نفسي، فانا لا اريد ان آخذ منكم مالاً، اوصلته الى عمله وتحدثنا كثيرا وكانت لديه الكثير من المخططات. بعدما اوصلته توجهت الى دار جده لأن بيت الاجر لا يزال مفتوحا ". 

واختتمت قائلة: "أوجه رسالة لكل الأمهات تدير بالها عاولادها وتربي منيح مش بس نخلف ونترك الولد يروح برا، رفاق السوء كثير موجودين بالشارع، تضل منتبهة لابنها وتخليها حدو، حتى لو صار عندو مرض نفسي هذه هي الطريقة الوحيدة لنحمي اولادنا ".

" الحدث مأساوي"

من جانبه، قال موسى أبو رومي – رئيس بلدية طمرة: "امير شاب في مقتبل العمر اخذت روحه رصاصة طائشة التي كانت ستصل الى أي شاب او شابة او رجل او امرأة في مدينة طمرة. الحدث مأساوي والامر صعب جدا لذلك رأينا الالتزام الشامل بالاضراب العام لانه اضراب على مقتل الشاب الطيب الخلوق. الاضراب هو خطوة احتجاجية وكان واضحا ان هنالك التزام من قبل أهالي المدينة وهذا يدل على ان اهل المدينة سئموا اطلاق الرصاص في المدينة ويريدون تنفيذ فعلي لخطة تكبح جماح العنف في المدينة، وان لم تكن هناك خطة سنطالب بوضع واحدة".

"خبر صاعق"

من ناحيته، قال المحامي وجدي أبو الهيجاء: "خبر صاعق جدا، يدور الحديث عن فتى صغير معروف ذو اخلاق حميدة، نبيه، نشط يحب المساعدة في المناسبات الاجتماعية في البيت والحارة رغم صغر سنه. امير قتل في ظروف اطلاق نار عشوائي وقع في الحي، كان موجوداً في حيه وحارته ولم يكن في مكان بعيد .. ذنبه انه كان يقضي الوقت مع أصدقائه بعد انهائه لوجبة الإفطار فكما نعرف ينزل الشباب ليمارسوا عادات رمضان وخلال ذلك تم الاعتداء عليه برصاصة طائشة ".

واضاف : "كل يوم نسمع بالاخبار ان جريمة قتل قد حصلت وكأن عقارب الساعة تتحرك مع جريمة واعتداء هنا وهناك على مستوى المجتمع العربي بشكل عام هذا يثير في نفسنا النفور".