وحول هذه الافة، قال المحاضر الجامعي الدكتور طلال محمد بدران من البعنة مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية، في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا : "موجة العنف هذه استفحلت في مجتمعنا بعد هبة الأقصى ، وكأنه امر مدبر ومخطط له. وبعد عام 2000 أصبحت جرائم القتل تتصاعد اكثر فاكثر وفي عام 2006 و 2007 بلغت اعداد القتلى في العام الواحد ثلاثين او أربعين قتيلا، وكنا نشعر بالخوف من هذا العدد ونرى انها احداث اليمة وحينما يقتل انسان يهتز شيء ما داخلنا ولكن اليوم بلغ عدد القتلى اكثر من 247 ونكتفي بالعد واحصاء الأرقام".
ومضى قائلا: "نريد ان تتوقف احداث العنف فاذا لم تتوقف ستتحول الى ظاهرة ومن ثم ستتحول الى ثقافة وهذا الامر خطير جدا، وباعتقادي اننا سنكون على مشارف حرب أهلية اذا استمر الوضع على هذا الحال. نرى أيضا انه في المجتمع العربي هناك بعض من فئات وعائلات الاجرام تقوم بتصفية عدد كبير من افراد عائلة واحدة وهذا امر خطير جدا ويجب علينا ان نقف وقفة جدية واعية وهادفة في وجه هذه الافة الغريبة عن مجتمعنا".
"قرار سياسي"
وأضاف: "حتى يتوقف العنف يجب ان يكون هناك قرار سياسي من الطراز الأول من الحكومة يستطيع ان يلجم عصابات الاجرام ، فمعالجة الامر هو عملية استقرار للمجتمع العربي وأيضا للمجتمع اليهودي فلا احد يسلم من العنف لان الاجرام اعمى ولغته عمياء وصماء يؤلم ليس فقط المقتول بل عائلته واحبائه والمجتمع وكذلك اهل القاتل ويعزلهم عن المجتمع، لهذا لا بد ان يكون هناك قرار سياسي في البداية يمنع انتشار السلاح أيضا فنحن نعرف تمام مصادر السلاح".
"تحمل المسؤولية"
وأشار الدكتور طلال محمد بدران الى "اننا نتحمل المسؤولية في كل مؤسسات المجتمع بداية من الاسرة ، المدرسة ، الشارع، رئيس المجلس، مدير المركز الجماهيري، المسجد وغيرها.. واذا لم تعمل كل هذه الفئات مع بعضها البعض للجم العنف، هذه الافة الخطيرة سوف تنزلق اكثر نحو ما لا تحمد عقباه في المستقبل لذلك لا بد ان يكون لنا وقفة لمحاسبة النفس ففي الدنيا نخسر المقتول وفي الاخرة نخسر القاتل".
وأوضح الدكتور طلال محمد بدران "انه وفقا لاستبيان قمت بإجرائه حول افة الجريمة في المجتمع العربي فقد أجاب حوالي 87% من المستطلعين ان عدم مخافة الله أدت الى استفحال العنف في بلادنا لأن الانسان لا يوجد لديه الوازع الديني لكي لا يقتل فاذا وجد سيخاف الله . الانسان منا لو يعلم العقاب الذي فرض على القاتل لخاف كل انسان من ان يؤذي أي شخص اخر".