logo

امام مسجد الجزار في عكا: ‘رمضان هو سيد الشهور ، شهر العبادة والطاعة وتجديد العهد مع الله تعالى‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
10-03-2024 20:13:28 اخر تحديث: 11-03-2024 09:32:17

أدى عدد كبير من المصلين مساء يوم امس الأحد، صلاة التراويح الأولى في المسجد الاقصى المبارك وفي مساجد اخرى، بتأمل وخشوع وسط أجواء روحية،

اذ تعتبر هذه الصلاة في هذه الليلة بمثابة بداية لرحلة العبادة خلال الشهر المبارك. وتُتاح للمسلمين الفرصة لتجديد النية وتحديد الأهداف الروحية لهذا الشهر الفضيل.

للحديث اكثر عن هذه الصلاة وعن الأجواء الروحانية التي تسود خلال شهر رمضان، شهر الصوم والعبادة، استضافت قناة هلا الشيخ يوسف أبو صغير امام مسجد الجزار في عكا.

وقال الشيخ ابو صغير : "شهر رمضان هو سيد الشهور، هو شهر التوبة والصلاة والصيام والقران، شهر العبادة والطاعة وحينما يلتقي الناس ببعضهم البعض في بيت الله عز وجل للتقرب من الله عز وجل، ما اعظمه من لقاء واجتماع، لقاؤهم ببعضهم وتقربهم من الله خاصة في هذا الشهر يؤدي حقيقة لشعور طيب جدا كالطمأنينة وهداة البال، لذلك دائما ندعو ربنا اللهم بلغنا رمضان بما في هذا الشهر من خيرات كثيرة جدا".

- كيف ترى أجواء رمضان هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، هل هناك اختلاف؟

"بالطبع هناك اختلاف خاصة وان المنطقة تمر في حرب خطيرة جدا اثرت على كل العائلات لكن حينما نتحدث عن شهر رمضان بالرغم من هذه الاحداث المحزنة الا ان شهر رمضان له خصوصية كبير جدا في قلوبنا. نعم انا أرى في هذا العام في هذا الشهر الكريم سيكون هناك اقبال من أبنائنا على المساجد وعلى الصلاة وعلى الصيام من منطلق حديث النبي صلى الله عليه وسلم ‘من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه‘.. العاقل هو الذي يسعى من اجل ان يحظى بهذه الجائزة العظيمة ان يغفر الله تعالى لنا ذنوبنا فالثواب عظيم والاجر كبير جدا في هذا الشهر ، ونرجو من الجميع ان نتوجه لله بقلوب خاشعة نطلب من الله تبارك وتعالى الاجر والثواب والمغفرة والرحمة ونسال الله ان يغير احوالنا".

- ما هي أهمية أداء صلاة التراويح او الصلوات ككل في المسجد الأقصى المبارك خاصة بعد ان تم الغاء التقييدات التي فرضت على دخول المصلين للمسجد الأقصى ؟

"بالنسبة للمسجد الأقصى يقول الله تبارك وتعالى ‘سُبْحَانَ الَذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لنريه مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير‘.. والنبي عليه الصلاة والسلام ورد عنه انه قال لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. للمسجد الأقصى مكانة خاصة في قلوبنا كيف لا والقران الكريم تحدث عن منزلته وعن منزلة الصلاة فيه وطبعا الصلاة في الأقصى الشريف لها ثواب عظيم، كل ركعة يتقرب بها المسلم من ربه يحصل على اجر خمسمائة صلاة خمسمائة ركعة لذلك حثنا النبي عليه الصلاة والسلام ان نزور الأقصى ونكثر الصلاة فيه ، ومن هذا الموقع نتوجه لأهلنا في كل مكان علينا ان نكثف وجودنا في الأقصى الشريف، ونتقرب من الله بصلاتنا في الأقصى الشريف".

- كيف يمكن للمسلمين الاستفادة بشكل أفضل من ليالي رمضان الفضيلة وأداء العبادات الإضافية مثل صلاة التراويح؟

"حينما نتحدث عن شهر رمضان ليس هو فقط شهر الصيام والقيام، هو مدرسة يستطيع المسلم من خلال هذا الشهر اذا أدى الطاعات وتقرب من الله بالقروبات يستطيع ان يحدث تغييرا كبيرا في حياته ، تفكيره وسلوكه. نتصور ان الانسان مثلا في هذا الشهر يلتزم بالصلوات الخمس يؤديها في اوقاتها يلتزم في صلاة الجماعة في صلاة التراويح وقيام الليل، يلتزم في تلاوة القران يحافظ على اذكار الصباح والمساء، فعلا اذا تم هذا الامر في حياة الانسان لمدة ثلاثين يوما تضيفه هذه العبادات الطاعة قربا من الله وقوة في العزيمة والدين والتوكل على الله سبحانه وتعالى. من اهم الأسس التي نستطيع من خلالها ان نعبد الله عن علم أي حينما نصوم نتفقه احكام الصيام لكي لا نخسر الاجر والثواب وأيضا كذلك الامر بالنسبة لسائر العبادات والطاعات".

- ما هي العادات الصالحة التي ينبغي على المسلمين ترسيخها في حياتهم خلال شهر رمضان؟

"لا يخفى على احد ان مجتمعنا يمر في أزمات على صعيد بر الوالدين فهناك تقصير عند كثير من الأبناء فليغتنموا هذا الشهر لإصلاح ما افسدوا ويتقربوا من اهاليهم، وأيضا حينما نتكلم عن صلة الارحام ان تصل من قطعك، الأصل من المسلمين ان يتواصلوا فيما بينهم، طبعا نتحدث عن قضية في غاية الأهمية فلا يصح ان يصلي المسلم وان يصوم وعليه ما عليه من الحقوق لغيره ان كانت مالية او معنوية، خاصة الحق المالي لا بد ان يعاد الى صاحبه ، لذلك من اهم الطاعات والعبادات ان يعيد المسلم حق الاخرين، وان يحاول المسلم ان ينفع غيره بما أعطاه الله عز وجل يوسع على الفقراء والمحتاجين. وأيضا من أعطاه الله قدرة وحكمة على الإصلاح فليعمل على ذلك، مجتمعنا يحتاج جهودا كبيرة لنخرج من هذه الأوضاع".

- ما هي رسالتك الأخيرة؟

"أولا نتوجه الى الله وندعو ربنا ان يغير هذه الأحوال وان تكون نهاية لهذه الحرب المؤلمة ونسال الله ان يرحمنا جميعا. رسالتي لأبناء مجتمعنا ان نحاول وان نستشعر مدى الواقع الذي نعيشه حينما نتحدث عن قيام رمضان لا بد ان نذكر جيدا ان النبي صلى الله عليه وسلام كان يحاول ان لا يجرح مشاعر أي انسان لذلك حينما نقول اننا نريد ان نتفرغ الى الله سبحانه وتعالى ان نحاول ان نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلام بكل نواحي الحياة".